الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"جمعة": الإسلام أمرنا بالأخذ بالظاهر وعدم التفتيش عن قلوب الناس

علي جمعة
علي جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن الإسلام جاء دينا للسلام بين شعوب الأرض‏، فقال تعالى‏: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) [الحجرات‏:13]، والتعارف لا يأتي إلا عن طريق السلام‏، كذلك أرسل الله عز وجل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين‏: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء‏:107].

وتابع "جمعة" حديثه عبر فيسبوك قائلًا: ولهذا كانت سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة هي نبذ الحرب واتقائها نظرا لما تخلفه من تدمير وتخريب، فقال: «أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا ليقتموهم فاصبروا» (البخاري)، كما أوصى جيش المسلمين في الحروب بقوله: «انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله, لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة.. وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» (أبو داود).

وأوضح رئيس اللجنة الدينية بالنواب، أن المنهج تجاه الحروب هو تجنبها قدر الاستطاعة، لأنها استثناء، فإن كانت فعلى المسلمين الصبر والثبات وعدم التجاوز: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة:190].

وأضاف: السلام هو المبدأ الرئيسي، وهو الغاية والهدف، أما الحرب فهي إحدى وسائل تحقيق هذا الهدف، قال تعالى: (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا) [النساء:90]، وجاءت آية أخرى تحث على السلم وتؤكده في مبدأ قرآني رباني يتميز بالقطع والشمول والعموم في كل زمان ومكان: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) [الأنفال:61].
 واختتم “جمعة” حديثه قائلًا: ومن لطائف حرص الإسلام على السلام أن القتال لم يشرع في القرآن أمرا, بل جاء إذنا فقال سبحانه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج:39]، ذلك أن الحرب هي شر لدفع شر أكبر منه، فالنفس البشرية تعودت على أن بعض الشرور لا تدفع بالخير، بل لا تقهر إلا بشر آخر قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) [البقرة:216]، ومن أهداف الإسلام في الحرب عصمة الدماء لأدنى شبهة، فلا يحل دم من نطق بالشهادتين، لأننا أمرنا بالأخذ بالظاهر وعدم التفتيش عن قلوب الناس.