الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

كاتب تونسي: مصر تجاوزت المطبات السياسية.. وتونس تستلهم تجربة "30 يونيو"

عادل البريني:التونسيون يترقبون زيارة الرئيس المصري بعد تعاون لافت بين البلدين

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمر الذكرى التاسعة لثورة الثلاثين من يونيو، وسط العديد من التحديات التي تشهدها المنطقة العربية، فكان القضاء على رأس الأفعى لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر يلعب دورا بارزا في إضعاف التنظيم وتشتيت قياداته، ووقوع الانقسامات العميقة بين صفوفه، كما كان لها دورا في تحذير الشعوب من الاستكانة لمثل هذه الجماعة. 

ففي تونس مثلا، يكون الرئيس قيس سعيد أمضى قرابة العام على قرارته الجريئة التي اتخذها في الـ25 من جويلية/ يوليو العام 2021، متجها نحو خارطة طريق تؤسس لإصلاحات سياسية ودستورية في البلاد، بعد التخلص من قبضة جماعة الإخوان على السلطة وتسللها إلى مؤسسات الدولة التونسية.

ويربط بعض المراقبين بين الخطوات الإصلاحية الجريئة التي خطاها الرئيس التونسي بحالة من الجمود السياسي، وبين الثورة المصرية التي أسقطت الإخوان وأعلنت رفضها لأخونة المؤسسات، وسياسة الجماعة القائمة على رهن البلاد لأطراف خارجية.  

عادل البريني- كاتب تونسي

وأكد الكاتب والصحفي التونسي، عادل البريني، أن التجربة التونسية الحالية تستلهم الكثير من المعاني من التجربة المصرية، للاستفادة مما تحقق في مصر في السنوات الأخيرة من تقدم صناعي وتطور على مستوى الحياة السياسية، فالتجربة السياسية في تونس تتجه في خطوات متشابهة مع التجربة السياسية التي مرت بها الدولة المصرية بعد الثلاثين من يونيو/ جوان العام2013، فعلى مستوى إعداد الدستور هناك لجنة كلفها الرئيس قيس سعيد مثلما حصل الأمر في مصر تقريبا، وأيضا سيعرض على الاستفتاء مثلما حدث في مصر.

وقال "البريني" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" إن هذه الخطوات المتشابهة بين الدولتين يعني أن تونس عانت نفس المعاناة التي مرت بها مصر في السنوات التي أعقبت 2011، وهذه الثغرات والمطبات السياسية التي ظهرت، هناك رغبة في تجاوزها في تونس مثلما تم تجاوزها في مصر. 

وأضاف الكاتب التونسي، أن الهدف المشترك هو إعادة بناء الدولة الوطنية في القطرين على قاعدة صحيحة، فيها أسس الديمقراطية وأسس الحياة السياسية المنظمة القائمة على حرية التعبير والممارسة السياسية في إطار القانون وإطار المؤسسات الرسمية.

وكشف "البريني" عن تطلع التونسيين لزيارة السياسيين المصريين وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تتردد أخبار عن إمكانية أن يقوم بزيارة لتونس في الآونة الأخيرة، خاصة بعد التعاون الدبلوماسي اللافت جدا، فهذه الزيارات بين الرؤساء تزيد متانة العلاقات بين الشعبين، وتدعم أواصر المحبة والتعاون في مختلف المجالات.

ولفت الكاتب التونسي، إلى أن هناك نهضة اقتصادية وتنموية جلية للعيان في مصر، وأن تونس تخلصت من كثير من شوائب المرحلة السياسية السابقة، وهى الآن تتقدم بخطى ثابتة على المستوى الاقتصادي، وتتطلع للاستفادة من التجربة الاقتصادية المصرية المبنية على قواعد ثابتة، وهي نفس الخطة التي تريد أن تنتهجها تونس كي تستعيد الازدهار والنمو المطلوب.

وحول تطور العلاقات المصرية التونسية خاصة بعد الإطاحة بحركة النهضة الإخوانية، قال البريني، إنه تطور وتحسن كبير نتج عنه تدعيم العلاقات الثنائية بين الرئيسين السيسي وقيس سعيد.

ووصف "البريني" زيارة الرئيس التونسي إلى مصر بأنها "زيارة تاريخية خالدة، وكانت فاتحة مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية تعوض الفراغ الذي ساد في العشر سنوات السابقة أو حتى ما قبل الثورة التونسية، ويتجلى هذا في كثير من المظاهر بين الحكومتين فهناك تعاون ثقافي، وتعاون اقتصادي تجاري، وتبادل للخبرات على المستوى المالي والمستوى الأمني والتعليمي.

مستكملا: كل هذه العلاقات المتينة تؤكد أن الجمهورية التونسية والجمهورية العربية المصرية تؤسسان لعهد جديد للنظام العربي الرسمي الذي يقطع مع التبعية الكاملة للخارج، ويقطع مع الضعف وفترة الانحلال والتدهور التي ميزت الأوضاع العربية في الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار في البلدين، وفي المنطقة والإقليم الذي تهتم به الدولتان مثل إقليم شمال أفريقيا والمنطقة التي تقع في هذا الجزء من قارة أفريقيا تهم كل الدول مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب وكذلك ليبيا، كل الدول لها مصالح مشتركة وآفاق واعدة مستقبلا ، ومن الطبيعي أن تؤسس هذه العلاقة بين توس ومصر لمرحلة من التطور على مستوى هذه الأقطار العربية حتى تمتد إلى بقية الأقطار في المشرق العربي.