الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عباس العقاد.. عملاق الفكر العربي وصاحب العبقريات

عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الثلاثاء الذكرى 113 لميلاد الأديب والمفكر المصري عباس محمود العقاد، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1889.

ويعد العقاد عملاق الفكر العربي، وواحداً من أهم الكُتاب في القرن العشرين، وصاحب العبقريات، كان العقاد عضو سابق في مجلس النواب المصري، وعضو في مجمع اللغة العربية، لم يتوقف إنتاجه الأدبي بالرغم من الظروف القاسية التي مر بها، حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات.

ولد العقاد في أسوان في 28 يونيو 1889، لأب مصري وأم من أصول كردية، وعلى الرغم من أن العقاد لم ينل حظاً وافراً من التعليم حيث حصل على الشهادة الابتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، ولعدم توافر المدارس الحديثة في محافظة أسوان، حيث ولد ونشأ هناك، كما أن موارد أسرته المحدودة لم تتمكن من إرساله إلى القاهرة كما يفعل الأعيان.

اعتمد العقاد على ذكائه الحاد وصبره على التعلم والمعرفة حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية لا تضاهى أبدًا، ليس بالعلوم العربية فقط وإنما العلوم الغربية أيضًا حيث أتقن اللغة الإنجليزية من مخالطته للأجانب من السائحين المتوافدين لمحافظتي الأقصر وأسوان، مما مكنه من القراءة والاطلاع على الثقافات البعيدة، أنفق العقاد معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية.

امتهن العقاد  العديد من الوظائف الحكومية في المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف،لكنه استقال منها واحدة بعد واحدة، ولما كتب العقاد مقاله الشهير "الاستخدام رق القرن العشرين" سنة 1907، كان على أهبة الاستعفاء من وظائف الحكومة والاشتغال بالصحافة.

كما مل العقاد العمل الروتيني الحكومي، وبعد أن ترك عمله بمصلحة البرق، اتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة اطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه، وتوقفت الصحيفة عن الصدور بعد فترة.

كان إصرار العقاد مصدر نبوغه، فإن هذا الإصرار كان سببًا لشقائه أيضًا، فبعدما جاء إلى القاهرة وعمل بالصحافة وتتلمذ على يد المفكر والشاعر الأستاذ الدكتور محمد حسين محمد، خريج كلية أصول الدين من جامعة القاهرة. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق.

يعد العقاد أحد أهم كتاب القرن العشرين في مصر، وقد ساهم بشكل كبير في الحياة الأدبية والسياسية، وأضاف للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، نجح العقاد في الصحافة، ويرجع ذلك إلى ثقافته الموسوعية، فقد كان يكتب شعراً ونثراً على السواء، وظل معروفآ عنه أنه موسوعي المعرفة يقرأ في التاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم الاجتماع.

كان العقاد ذا ثقافة واسعة، إذ عرف عنه أنه موسوعي المعرفة، فكان يقرأ في التاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، وقد قرأ وأطلع على الكثير من الكتب، وبدأ حياته الكتابية بالشعر والنقد، ثم زاد على ذلك الفلسفة والدين، كما دافع في كتبه عن الإسلام وعن الإيمان فلسفيا وعلميا ككتاب "الله" وكتاب "حقائق الإسلام وأباطيل خصومه" ، ودافع عن الحرية ضد الشيوعية والوجودية والفوضوية (مذهب سياسي)، وكتب عن المرأة كتاباً عميقاً فلسفياً أسماه هذه الشجرة، حيث يعرض فيه المرأة من حيث الغريزة والطبيعة وعرض فيه نظريته في الجمال.

كانت حياة العقاد ذاخرة بالمعارك الأدبية منها:" معاركه مع الرافعي وموضوعها فكرة إعجاز القرآن، واللغة بين الإنسان والحيوان، ومع طه حسين حول فلسفة أبي العلاء المعري ورجعته، ومع الشاعر جميل صدقي الزهاوي في قضية الشاعر بين الملكة الفلسفية العلمية والملكة الشعرية، ومع محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس في قضية وحدة القصيدة العضوية ووحدتها الموضوعية ومعارك أخرى جمعها عامر العقاد في كتابه: معارك العقاد الأدبية".

يعد أول دواوين العقاد بعنوان" يقظة الصباح"ونشر سنة 1916 وعمر العقاد حينها 27 سنة، وكتب العقاد في حياته عشرة دواوين شعر،وقد ذكر العقاد في مقدمة كتابهِ" ديوان من دواوين" أسماء تسعة دواوين له مرتبة وهي: يقظة صباح، ووهج الظهيرة، وأشباح الأصيل، وأشجان الليل، ووحي الأربعين، وهدية الكروان، وعابر سبيل، وأعاصير مغرب، وبعد الأعاصير، ثم كتب آخر دواوينه وهو "ما بعد البعد"، في عام 1934 نظم العقاد نشيد العلم، وقد غني نشيده هذا وأذيع في المذياع في حينها، وكان قد لحنه الملحن عبد الحميد توفيق زكي.

صدر للعقاد ما يقرب من 100 كتاب، متنوع ما بين الأدب والدراسات النقدية والعلمية، والمقالات المجمعة، لعل أبرزها على الإطلاق سلسلة كتب العبقريات "عبقرية محمد، عبقرية عمر، عبقرية خالد بن الوليد، عبقرية الإمام، عبقرية الصديق، عبقرية المسيح"، كما كانت من أبرز أعماله رواياته "سارة"، وكتب "أنا، وجحا الضاحك المضحك، الديوان فى النقد والأدب، الحكم المطلق فى القرن العشرين، وهتلر فى الميزان، وأفيون الشعوب، وفلاسفة الحكم فى العصر الحديث".

وترجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فترجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام على، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية، وتوفى العقاد في 12 مارس 1964.