الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«البوابة نيوز».. طريق المواطنة والديمقراطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسلَّمت الكاتبة الصحفية داليا عبد الرحيم علي، رئيس التحرير التنفيذي لـ “البوابة نيوز”، اليوم السادس والعشرين من يونيو الجاري رُخصة وشهادة توفيق الأوضاع للعمل الإعلامي لجريدة وموقع “البوابة نيوز”، الرخصة من المستشار محمود فوزي، الأمين العام للمجلس الأعلى، وفقًا لأحكام قانون المجلس رقم 180 لسنة 2018 واللوائح الصادرة تنفيذًا له.

وتصدر "البوابة نيوز" عن المركز العربى للصحافة، وهو مؤسسة إعلامية بحثية تأسست مطلع التسعينيات من القرن العشرين، وأسهم المركز بجهد وافر في دراسة وتحليل حركات الإسلام السياسي، فالمواطن العربي من المحيط إلى الخليج، هو المستهدف عند القائمين على البوابة نيوز، وهي تجمع بين التغطية الخبرية والتنوير الثقافي، وتلتزم بالأصول المهنية والقواعد الأخلاقية، وتراهن على أن يتحول المتفاعل معها إلى فاعل في الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي، دون أن يقنع بالتلقي السلبي.

وإن كان لي أن أفخر سيكون هذا الفخر رهنا بالدكتور عبد الرحيم علي، بعد 35 عاما معرفة وصداقة من بين طيات تلك الأعوام أقدم شهادة يستحقها الصديق الوفي والكاتب المستنير والباحث الرصين متعدد المواهب من المنيا للقاهرة وصولا لباريس، أشهد طوال 35 عامًا بأن عبد الرحيم لم يتخلَّ عن مهمته في مقاومة الإرهاب، ولم يسبقه في ذلك سوى أستاذنا د. رفعت السعيد الله يرحمه، والشهيد فرج فودة، وكان عبد الرحيم أول مَن قاوم الإرهاب والتطرف في الصعيد، وشرفت بصحبته في بعض موضوعات، تلك المقاومة الصحفية عبر صحيفة الأهالي، وواصل عبد الرحيم في كتابات وأبحاث وإن تحوَّلت كتاباته إلي مدرسة فرضها قلمه على الصحافة والإعلام المصري والعربي وكان الأوضح صوتا لتكشف عن عمق تلك الأزمات وتقدم الحلول وقدم عبد الرحيم علي كتابات، من المخاطرة إلي عمق الصدام مع الحكومة والإسلام السياسي منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي نزحت وعبد الرحيم إلى القاهرة، وأذكر كيف قدم موضوعا عن إرهاب الجماعة الإسلامية في أبو قرقاص 1990، استطاع من خلاله الإطاحة بالمحافظ ومدير الأمن وكل المسئولين حينذاك، كان دائما عبد الرحيم في المقدمة، ثلاث سنوات صحفية لا أستطيع أن أنسى بطولة عبد الرحيم ودعمه لي في تواضع؛ لأنه كان يرى أنني الأكبر سنًا وخبرةً، ولكني الآن أوكد أنه لولا بطولة عبد الرحيم ما استطاعت الأهالي أن تتقدم الجميع في مكافحة الإرهاب.
فقد استطاع عبد الرحيم بفلوس قليلة  وآمال كبيرة.. الانتقال من المنيا إلى القاهرة  من شقة إلى أخرى بوسط البلد، وتتحقق أفكار عبد الرحيم ، ويكتب هذه الأبحاث التي أحدثت ولا زالت دويًا في الحياة الفكرية والسياسية، وكانت هذه الأعمال: المخاطرة في صفقة الحكومة وجماعات العنف – 1998 أسامة بن لادن الشبح الذي صنعته أمريكا – 2001 سيناريوهات ما قبل السقوط – 2002 المقامرة الكبرى – مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية – 2003 موسوعة الحركات الإسلامية (8 أجزاء) الإسلام وحرية الرأى والتعبير – 2005 الإخوان المسلمون – فتاوى في: الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن  2005 الإعلام العربي وقضايا الإرهاب – 2007 كشف البهتان – الإخوان المسلمون.. وقائع العنف وفتاوى التكفير كتاب الطريق إلى الاتحادية.
لا أستطيع أن أنسى مواقف عبد الرحيم  من وسط البلد إلى الدقي في تعامده مع شارع السودان كعادته، دعاني عبد الرحيم وطبعًا لم أندهش أن وجدت مصطفى بيومي وعادل الضوي، وتحاورنا طويلا حتى وُلِدت البوابة لننتقل إلى شارع مصدق.
هنا في “البوابة نيوز” مئات الزهور الصحفية تتفتح وتنمو في بلاط صاحبة الجلالة، وأضاف عبد الرحيم علي عشرات المنابر داخل المركز العربي للأبحاث وبوابة الحركات الإسلامية التي قدم فيها عبد الرحيم علي عشرات الباحثين الذين يشار لهم بالبنان في ربوع مصر والعالم عبر تقديمهم تحت إشرافه آلاف الدراسات والأبحاث عن الإسلام السياسي.
من عمق الصعيد وشارع مصدق الي باريس حيث يكمل عبد الرحيم دور الرواد الأوائل رفاعة الطهطاوي ومحمد فريد وطه حسين في العبور من" النيل الي السين" دفاعا عن مصر ضد الإرهاب  ، ومساندا لثورة 30 يونيو بالدعوة والبحث والفاعليات.
أطلق الدكتور عبد الرحيم علي بباريس عام 2017 مركز دراسات الشرق الأوسط.  "CEMO"   ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب والتحدث مع الغرب باللغة التي يفهمونها، والذي يعتبر مؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام من خلاصة صوت مصرى مترجم بجميع اللغات من مصر البلد الذى يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية وقد أسسه الكاتب والباحث وصاحب مؤلفات كثيرة عن الإسلام السياسي ورئيس تحرير الجريدة المصرية البوابة  الدكتور عبد الرحيم علي، وتكون رسالته في أوربا إيصال وجهة نظر الإسلام المعتدلة، توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين، خلق حلقة تواصل مستمر بين الديمقراطيين في الشرق ونظرائهم في الغرب لتوضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب وشرح وجهة نظرنا وشرح تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية، توضيح خطورة الجماعات الإرهابية وجماعات العنف، وليعرف الغرب المخاطر التي يمثلها عليه الإسلام السياسي والحركي، كما يساهم المركز في دعم التبادل والتواصل بين الحضارات، ومنذ إنشائه قام مركز دراسات الشرق الأوسط،  بإطلاق العديد من الأنشطة مثل: الندوات والمؤتمرات، إصدار الكتب والمجلات والكراسات، تنظيم عدد من الحلقات التليفزيونية واللقاءات  الهامة، إصدار موقع متخصص بأربعة لغات  الفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية، ومنصات لـ "السوشيال ميديا".
لاينسي موقف د. عبد الرحيم علي في مقاومة الإخوان أثناء حكمهم وكان اول من كشف خيانة محمد مرسي مما ادي الي تعقبه وتعرضه للاغتيال وتعقب البوابة واقتحامها، ولكنه لم يتراجع وكان في مقدمة الداعين الي فضح الاعتصامات الإرهابية في النهضة ورابعة، وظل يقاوم الإرهاب من قبل ثورة 30 يونيو وكان أحد أركانها حتى انتصرت.
في ظل كل ما يمر من صعاب "فيها حاجة حلوة"، نعم هناك غادة وداليا وشاهندة عبد الرحيم علي، يعبرون بالبوابة إلى الوطن القادم من أعماق الجرح وأحلام المهنيين العشاق.

في حياتي الصحفية الممتدة لنصف قرن كان هناك رائدات مثل أمينة السعيد أول رئيسة تحرير ونبوية موسى التي كانت من أول المائة الذين أسسوا نقابة الصحفيين، ولم أتخيل أن تكون داليا عبد الرحيم امتدادا لتلك الرائدات كرئيس تحرير تنفيذي للبوابة نيوز مما تتمتع به من رؤية مهنية وإدارية في عطاء صامت وبلا ضجيج رغم أنها الأم لأطفال صغار، تمتلك روح القائد الأم لمئات الصحفيين في البوابة.

تحية للوالد عبد الرحيم علي وللوالدة وفاء وأشكرهما وأؤكد لهما أنهما "عرفوا يربوا".
تحية للدكتور عبد الرحيم علي وللأستاذة داليا عبد الرحيم ولجميع الزملاء في البوابة، لا أملك إلا أن أفخر بهم، وأكرِّر فعلًا: "فيها حاجة حلوة".