الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قليل من الأسئلة كثير من البطيخ.. لا تسأل عن درجات الحرارة فى الأسواق

بائع من منطقة فيصل: السؤال عنها رفاهية.. وصاحب عربة فول: أقف أمام النار بالساعات ولا أسأل عنها

الأسواق
الأسواق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحاول الناس متابعة درجات الحرارة يوميًا للتعرف على حالة الطقس واختيار الملابس المناسبة وتحديد قرار نزول الأطفال إلى الشارع من عدمه، سواء كان للتدريب أو للذهاب للنادى أو حتى للذهاب إلى الأصدقاء للمذاكرة، حيث إننا فى فترة يؤدي فيها البعض الامتحانات؛ لأنها ببساطة تتعرف عليها أثناء العمل الذي يدوم لأكثر من ١٥ ساعة في اليوم، إنهم متحدو الصيف من ممتهني مهن الشارع.
البداية من منطقة فيصل وتحديدًا من داخل سوق الطالبية، حيث يتحدث محمود السيد، والذى يعمل بائعًا في الشارع في نفس المكان منذ حوالي ١٣ عامًا على حد قوله منذ أن كان فى الرابعة عشرة من عمره فيقول: «الشارع له أحكامه ومن أول وأبرز أحكام الشارع ألا تسأل عن الظروف، لأنك ستواجهها غدًا، وبالتالي السؤال عن درجات الحرارة نوع من أنواع الرفاهية غير المتوافرة لمهنة مثل مهنتنا نقف فيها على الأسفلت ونواجه الشمس رأسًا برأس، وبالتالى النشرة لأنفسنا بدرجات الحرارة أمر غير منطقي، والوقت الذي أسمع فيه درجات الحرارة ولو كان لدقائق معدودة، فالنوم أولى به أو على الأقل أجهز بضاعة الغد».
على جانب آخر، يتحدث عبدالله محمود، أحد أصحاب نصبة فول وطعمية بشارع الطالبية، ويقول إن السؤال عن درجات الحرارة أمر غريب بالنسبة لمهنة مثل مهنته؛ لأنه يقف منذ الخامسة فجرًا حتى الرابعة عصرًا أمام النار فمهنته الرئيسية هي صناعة الطعمية، وبالتالي السؤال عن درجات الحرارة أمر لا يعنيه بشكل رئيسى فالنار يواجهها وجهها لوجه فيقول: «من اعتاد مواجهه النار لا يسأل عن درجات الحرارة، فالنار واحدة في الصيف والشتاء فلا يمكن سؤال كيف ستؤثر النار في درجة حرارة ٥٠ مثلًا؛ لأن النار لها نفس التأثير إذا كانت درجة الحرارة ٣٠ أو ٤٠ أو ٥٠.. فالنار واحدة لا تلسع مؤمنا».
وداخل سوق بولاق الدكرور حيث تتعامد الشمس على رأس البائعين فقط على حد تعبير علي محمود، أحد الباعة المتواجدين في السوق منذ أكثر من عشر سنوات على حد قوله يقول: «العمل في السوق له أصول ومن أهم أصول العمل داخل السوق ما تسألش غير على سعر البضاعة السؤال على درجات الحرارة في هذا الصيف محبط والسؤال عن الأسعار غدًا قبل انتهاء اليوم أيضًا محبط، وبالتالي السؤال في المطلق لغير الله مذلة، فنحن من نواجه الصيف برءوس عارية والمظلة التي انتشرت بين الباعة مؤخرًا جاءت بعد سنوات من العمل تحت أشعة الشمس، وبالتالي السؤال عن درجات الحرارة لا يعنينا ونترك ذلك للموظفين».
وتقول ثناء عبدالله، أو كما يناديها الناس في السوق «أم هاشم»، إنها لا تسأل عن درجات الحرارة، فهي لا تسأل إلا عن سعر الكرنب والخضرة التي تتاجر فيها أو تبيعها للناس منذ سنوات وعندما قررت السؤال عن سلع أخرى كان عفش ابنها وأسعار الإيجار في منطقة فيصل التي يسكنها ابنها ولا تحاول أن تشغل بالها بأى شىء آخر سوى سعر البضاعة وحال أحفادها، وتؤكد أن قلة الأسئلة في الصيف مفيدة، فالصيف يحتاج إلى كثير من البطيخ قليل من الأسئلة.