الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الشقيانين.. فتحى 40 عامًا فى مهنة حدادة الخيول

فتحى
فتحى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الشيب غلب على ملامح وجهه، والتجاعيد التي سيطرت عليه تحكي الكثير من المعاناة مع الحياة، التي لطالما عاشها طوال عمره.. فتحي عبد الدايم، الرجل السبعيني، رغم تقدمه في السن لا يزال يكمل رحلته يوميا بالعمل الشاق في صناعة كل مستلزمات الخيول من الحديد، من ركاب ومقدمة حوافر وغيرها، والتي كانت تستوردها مصر قديما، حتى تفنن الرجل السبعيني في صناعتها حتى صارت صناعة مصرية خالصة.
منذ أكثر من أربعين عاما هو يعمل وفق روتين يومي لا يغيره، وعلم أبنائه مهنته حتى يظل هذا التراث الذي تركه حاضرا بينهم طوال العمر يقول: «بشتغل في جميع مستلزمات الخيول، مهنة يدوية أصيلة، بصنع الحاجة بأيدي، ووزع على التجار في مختلف المحافظات».
تعتمد مهنة فتحي عبد الدايم على الحديد بشكل أساسي، لذا فإن غلاء الأسعار هذه الأيام يؤثر عليه سلبا: «أنا بصنع مستلزمات الخيول منها الركاب التي تستخدم في ركوب الخيال، والاثنين منها يحتاجان إلى كيلو من الحديد، وحاليا ارتفعت أسعاره حتى وصلت إلى ٢٤ جنيها، وذلك غير عمل الصنايعي والأشياء الأخرى التي نحتاجها في الصناعة الأمر الذي يعود بالغلاء على الزبون، ولا يقدمون على الشراء كالسنوات السابقة».
ويبدو أن الأزمة الأوكرانية الروسية، التي اندلعت الفترة الماضية طالت ويلاتها الرجل السبعيني، بسبب الغلاء الذي شهده الحديد ما دفع فتحي لتقليل أعداد الصنايعية: «أنا اكتفيت بأولادي بس في الورشة، علشان الدنيا وقفت قوي، يعني لو كنا نصنع ١٠٠ بقينا نصنع ٥٠، والحالة بقت وحشة جدا».
قبل أكثر من ٤٠ عاما كانت بداية فتحي في المهنة، فكان هدفه الأول هو معرفة جميع المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج ويعمل على تقليدها، حتى صار اليوم هو منتجا لها ويوزعها في أنحاء الجمهوية: «بنعرض شغلنا في نزلة السمان وطنطا ومحافظات الصعيد، ويوجد إقبال من أصحاب المزارع، ولكن مهما وزعنا من بضائع لن يكون العمل كما في الماضي، منذ ٢٠ عاما، الحياة كانت أفضل من دلوقتي».
يقول الرجل السبعيني إن هذه المهنة بها العديد من المخاطر بسبب التعامل مع الصاروخ وتقطيع الحديد، وأيضا ماكينات اللحام، لذا يوم بها مخاطر كثيرة، كما أنها تؤثر على النظر بسبب التعامل مع النيران، ولكن في النهاية نحن اتخذنا منها مهنة نجني قوت يومنا، ولا نقدر على الاستغناء عنها.
ويطالب فتحي الدولة بضرورة الاهتمام بالمهن اليدوية، التي كانت تتميز بها مصر قديما، ويقول: هذه المهن تلفظ أنفاسها الأخيرة، حيث إنه لا يوجد اهتماما بالمهنيين والعاملين بها وصار الجميع ينظرون إلى المستورد كثيرا، حتى أن الطلاب الذين يتخرجون من المدارس الفنية لا يفقهون شيئا مثل العاملين في هذه المهن: «نفسي الدولة تستفيد من خبراتنا ونعلم الطلاب في المدارس الفنية أصل هذه المهن وإزاي يتعاملون معها».