الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ارتفاع وتيرة الجرائم الأسرية وأعمال العنف.. «خبراء الاجتماع»: يحللون الأسباب.. وتدني الأخلاق والقيم وأسس التربية أبرزها

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشهد المجتمع المصري جرائم أسرية بين الحين والآخر، إلا أنها زادت في الآونة الأخيرة وصارت على مرأى ومسمع المواطنين في الشارع، وأصبحت هذه النوعية من الجرائم مألوفة على آذن الجميع، فالأم أو الأب يقتلون أطفالهم والعكس أيضًا، وهو ما يعد جرس إنذار لابد من الانتباه إليه وعلاج أسبابه.

وفي النصف الأول من يونيو الجاري، في محافظات القاهرة الكبرى، نحو 12 جريمة قتل، وبلغ عدد مرتكبي هذه الجرائم 23 متهمًا، بينهم 3 سيدات، و20 رجلًا التي تلوثت أيديهم بدماء ضحاياهم، ليضعنا أمام التساؤل الهام حول أسباب زيادة العنف داخل الأسرة واللجوء إليه كحل أساسي للمشكلات الأسرية المختلفة، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.

خبراء الاجتماع أكدوا للبوابة نيوز، على ضرورة استعادة القيم والمبادئ والأخلاق التي تربى عليها المجتمع المصري من خلال تكاتف كافة المؤسسات والجهات الإعلامية لتحقيق هذا الهدف، والحد من جرائم العنف التي نشهدها حاليًا.

سامية خضر: للإعلام دور مُهم في القضاء على جرائم الشرف | الوفد
الدكتورة سامية خضر

غياب القيم والأخلاق

وبدورها، تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن المجتمع يمر حاليًا بأزمة انفلات أخلاقي وديني، وأصبح هناك خلل كبير في سلوك الأفراد نتيجة التنشئة والتربية الخاطئة، فضلًا عن أزمة تعاطي المخدرات التي تؤثر على سلوك المتعاطي وتفكيره، مطالبة بضرورة القضاء على أماكن بيع المخدرات ومنع وصولها للشباب، فإن أغلب جرائم العنف والقتل ترجع بسبب الإدمان أو المرض النفسي، موضحة أن القيم التربوية والأخلاقية التي تربى عليها المجتمع المصري غابت بشكل كبيرة، وكانت وسائل الإعلام والدراما شريك أساسي للأسرة في نشر هذه القيم من خلال البرامج الدينية والاجتماعية وبرامج الأطفال التي تنمى المبادئ والسلوكيات التربوية السليمة.

وتواصل الدكتورة «سامية»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن غياب القيم التربوية والأخلاقية ساهمت في زيادة حوادث العنف والقتل داخل المجتمع في الوقت الحالي، مشددة على ضرورة استعادة هذه القيم وخاصةً داخل الأسرة بتوفير الرعاية والاهتمام والتربية السليمة التي تساهم في إخراج طفل سوي نفسيًا واجتماعيًا، مشيرة إلى أن الدراما ووسائل الإعلام لهم دور أساسي في هذا الصدد، حيث أن الأعمال الدرامية خلال الفترة الماضية تحث على أعمال العنف والقتل بشكل ملحوظ، بما يؤثر على المواطنين سلبًا، فضلًا عن نشر الجرائم التي ترتكب على كافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتؤثر على بعض الأشخاص بما يدفعهم للتقليد، فكانت الأفلام والمسلسلات والبرامج التليفزيونية قديمًا تساهم في نشر القيم والأخلاق والمبادئ، ولابد من عودتها لإخراج أجيال سوية بما يحافظ على أمن واستقرار المجتمع. 

هالة منصور: «حياة كريمة» تعني المواطنة والمصريون تغلبوا على الصعاب | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
الدكتورة هالة منصور

أسباب ارتكاب جرائم العنف الأسري

كما توضح الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، أنه هناك حالة من العنف العام في العالم أجمع، سواء نتيجة الصراعات والحروب الدولية والعنف مع المجتمع والتدني الأخلاقي وعدم توقع الفعل ورد الفعل، وحالة القلق العام والأزمات الاقتصادية الطاحنة وعدم القبول الاجتماعي، بما يولد حالة من العنف، لافتة إلى أن تأثير الإعلام والدراما والمسلسلات والأفلام والأغاني تدعو للعنف، وتركز على الجانب الحيواني للإنسان الخاص بالغرائز، ويبعد عن الجانب الرومانسي والإنساني، ويجعلهم يحاولون تفريغها في المجتمع.

وتتابع الدكتورة «هالة»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أنه هناك حالة من العنف غير المبرر والعدالة لابد أن تكون ناجزة وسريعة، وعدم الخروج من الجرائم من خلال المحامين باستغلال الثغرات القانونية بما يؤجج العنف العام، مشيرة إلى أن الجريمة الأسرية مرتبطة بعدم التربية والمخدرات والأزمات النفسية، ونتوقع المزيد من العنف طالما هناك غياب للمعالجة للأسباب الاجتماعية سواء في الخطاب الديني أو القيم والأخلاق والتربية السليمة، بما يؤدي إلى عدم استقرار العلاقات السوية بين الناس، ولابد من الحديث عن تعزيز الجانب الإنساني والديني والتسامح، بما يحجم من مشاهد العنف والجرائم التي ترتكب في حق الآخرين.