الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى رحلة فضائية تحلق حوله.. "الزهرة" من جرم سماوي قابل للحياة إلى "بيئة جهنمية".. أوجه الحياة تتشكل ببطء وأمل ضئيل في الحياة على سطح الكوكب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في 14 يونيو، الموافق مثل هذا اليوم، من عام 1967 اتجهت المركبة الفضائية الأمريكية “ماينر” نحو كوكب الزهرة بحثًا عن أوجه الحياة، ومنذ تلك الرحلة وكانت الأنظار والآمال تتجه إلى أن هناك حياة على كوكب الزهرة.

ترى ما آخر ما توصل له العلماء بشأن "الحياة على كوكب الزهرة"؟.

مارينر 2 - أول طيران ناجح على كوكب الزهرة (1962)

كانت (مارينر 2 ) أول مهمة ناجحة إلى كوكب الزهرة، وقامت بتحليق بالقرب من الكوكب في 14 ديسمبر 1962.

وسجلت المركبة الفضائية التابعة لوكالة ناسا درجة حرارة كوكب الزهرة لأول مرة، والتي تقارب 900 درجة فهرنهايت (480 درجة مئوية).

واكتشفت المركبة الفضائية أيضًا كثافة الرياح الشمسية وتكوينها وتغيرها، أو التدفق المستمر للجسيمات المشحونة المتدفقة من الشمس.

فينيرا 4 - مسبار الغلاف الجوي (1967)

كانت "فينيرا 4" مركبة فضائية تابعة للاتحاد السوفياتي، وأول من نقل المعلومات بنجاح من الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، ودخلت الغلاف الجوي في 18 أكتوبر 1967 ولم يتم تصميمها للوصول إلى الأرض.

وأظهرت المركبة الفضائية تركيبة الغلاف الجوي والذي يتشكل من نسبة 90 ٪ إلى 95 ٪ من ثاني أكسيد الكربون، ولم تجد أي دليل على وجود مجال مغناطيسي عالمي أو أحزمة إشعاع.

مارينر 5 (1967)

كانت مارينر 5 مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا قامت بأقرب اقتراب لها من كوكب الزهرة في 19 أكتوبر 1967.

وقامت المركبة الفضائية بقياس الحقول المغناطيسية على كوكب الزهرة وفي الفضاء بين الكواكب، وفحصت الجسيمات المشحونة والبلازما (غاز شديد الحرارة) وانبعاثات الأشعة فوق البنفسجية والموجات الراديوية التي تنكسر في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، هذا النوع من المعلومات مفيد للعلماء لفهم ديناميكيات الغلاف الجوي الكوكبي.

ومنذ ستينات القرن العشرين حتى وقتنا هذا استمرت الرحلات لإستكشاف "الزهرة"  ما بين ناسا الأمريكية والاتحاد السوفيتي.

غاز الفوسفين

في أواخر عام 2020 تم العثور على دليل على وجود الفوسفين، وهو غاز مرتبط بالكائنات الحية، في منطقة صالحة للسكن من الغلاف الجوي لكوكب الزهرة.

وفي تطور مفاجئ، لاحظ العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كارديف وأماكن أخرى ما يمكن أن يكون علامات على الحياة في سحب كوكب الزهرة، جارنا الكوكبي الأقرب. 

على الرغم من أنهم لم يعثروا على دليل مباشر على وجود كائنات حية هنا، إذا كانت ملاحظتهم مرتبطة بالفعل بالحياة، فيجب أن تكون نوعًا من أشكال الحياة "الجوية" في غيوم كوكب الزهرة وهو الجزء الوحيد الصالح للسكن مما هو خلاف ذلك منطقة محترقة وغير مضيافة وقد نُشر اكتشافهم وتحليلهم اليوم في مجلة Nature Astronomy.

تتشكل ببطء على مدى فترة طويلة

أحد الاحتمالات التي أثيرت هو أنه نظرًا لأن أشكال الحياة تغير بيئتها بمرور الوقت، فقد تكون الأشكال البسيطة تتشكل ببطء على مدى فترة طويلة من الزمن.

وطرح فريق من الباحثين نظرية جديدة تقترح أن الحياة المحتملة على كوكب الزهرة يمكن أن تجعل البيئة أكثر ملاءمة.

ونشر فريق من جامعة كارديف في ويلز ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج بولاية ماساتشوستس وجامعة كامبريدج في إنجلترا في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences ، ويقول إن الحياة المحتملة قد تخلق بيئتها الصالحة للسكن في سحب كوكب الزهرة من خلال " سلسلة من التفاعلات الكيميائية "، والتي بدورها قد تفسر أيضًا" الانحرافات الغريبة "الأخرى التي حيرت العلماء لعقود. 

سلسلة من التفاعلات الكيميائية

وقال ويليام باينز من كلية الفيزياء وعلم الفلك بجامعة كارديف وأحد مؤلفي الدراسة في بيان صحفي: "ولكن إذا كان هناك شيء ما يصنع الأمونيا في السحب، فسيؤدي ذلك إلى تحييد بعض القطرات، مما يجعلها أكثر قابلية للسكنى."

ولاحظ العلماء أن بعض أشكال الحياة على الأرض لديها القدرة على إنتاج الأمونيا من أجل تحييد البيئة الحمضية العالية وجعلها صالحة للعيش.

وجود الأمونيا

ومن بين تلك الأسئلة المحيرة وجود الأمونيا وهو غاز تم اكتشافه في السبعينيات، والذي يقول الفريق بكل المقاييس أنه لا ينبغي إنتاجه من خلال أي عملية كيميائية معروفة على كوكب الزهرة.

كجزء من عملهم، قام الباحثون بخلق مجموعة نماذج من العمليات الكيميائية لإظهار أنه في حالة وجود الأمونيا على كوكب الزهرة، فإن الغاز سيطلق سلسلة من التفاعلات الكيميائية، مما يؤدي إلى تحييد قطرات حمض الكبريتيك المحيطة.

وقال الفريق إن مستوى الأس الهيدروجيني للسحب، أو مدى حمضيتها أو قاعديتها، سيرتفع من -11 إلى 0 تقريبًا.

بينما لا يزال حامضيًا جدًا، يقول الباحثون إن هذا سيكون ضمن نطاق الحموضة التي يمكن أن تتحملها الحياة.

اختبر الفريق أيضًا ما إذا كان الغبار يمكن أن يجتاح المعادن في سحب كوكب الزهرة ويتسبب في تفاعلها مع حمض الكبريتيك.

ومع ذلك، فقد تقرر أن هناك حاجة إلى كمية هائلة من الغبار، مما دفع الفريق إلى النظر في الأمونيا.

إذا كانت الحياة تنتج الأمونيا، يقول الباحثون إن التفاعلات الكيميائية المرتبطة بها ستنتج الأكسجين بشكل طبيعي، والذي تم تحديده على أنه حالة شاذة على الكوكب.

بمجرد أن تكون الأمونيا في السحب، فإنها تذوب في قطرات حمض الكبريتيك وتعادلها بشكل فعال، مما ينتج عنه ملاط ​​يشبه الملح.

يفترض الباحثون أن التفسير الأكثر منطقية لمصدر الأمونيا هو بيولوجي، على عكس مصدر غير بيولوجي مثل البرق أو الانفجارات البركانية أو حتى ضربة النيزك.

وخلصت دراسة علمية جديدة سلطت عليها الضوء شبكة "سكاي نيوز" الأميركية، الاثنين، إلى أن كوكب الزهرة كان على الأرجح مسكونا بكائنات حية فيما مضى، ولمليارات السنوات، حتى حدث "شيء غامض" جعله جحيما.

 التحول الهائل

في عام 2019 قدم بحث أثناء المؤتمر الأوروبي الخاص بعلوم الكواكب، يفيد بأن درجات حرارة كوكب الزهرة مستقرة، وكانت فيه مياه سائلة، أي أن العوامل الأساسية لوجود الحياة متوفرة.

وأشار البحث إلى أن هذه الظروف ظلت في الزهرة لمدة تتراوح بين 2- 3 مليارات سنة.

واستمرت الأمور حتى حدث ما وصف العلماء بـ"التحول الهائل" الذي بدأ قبل 700 مليون سنة، وأدى إلى إعادة تشكيل الكوكب.

وتشير الدراسة إلى وقوع شيء غامض ربما يكون انفجار كبير لثاني أكسيد الكربون على هذا الكوكب منذ ما بين 700 مليون و750 مليون عام، ويعتقد العلماء أن الانفجار يرتبط بالنشاط البركاني على هذا الكوكب.

وقال المشارك الرئيسي في البحث مايكل واي، إنه من الممكن أن تغير الظروف على الكوكب أدت إلى تحوله من جرم سماوي قابل للحياة إلى "البيئة الجهنمية" التي عليها هو الآن.

وأضاف: "فرضيتنا هي أن كوكب الزهرة قد يكون لديه مناخ مستقر لمليارات السنين".

وتبلغ درجة حرارة في كوكب الزهرة، ثاني أقرب كواكب المجموعة الشمسية إلى الشمس، حاليا 864 فهر نهايات، أي ما يعال 462 درجة مئوية.