الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

هشام النجار: التجربة المصرية في إجهاض مشروع الإخوان صححت المفاهيم الإسلامية

خبراء الإسلام السياسي،
خبراء الإسلام السياسي، جانب من المؤتمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدار ثلاثة أيام، ناقش مؤتمر مركز سلام لدراسات التطرف، أبرز وأهم القضايا المتعلقة بالفكر المتطرف والعنف والإرهاب وخطاب الكراهية والعنصرية تحت عنوان "التطرف الديني: المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة"، بمشاركة واسعة من مسئولين وعلماء وباحثين وشخصيات عامة، ووفود نحو 42 دولة ممثلة في المؤتمر بعدد من القيادات الدينية البارزة.
وحول أهمية وصدى المؤتمر، قال الكاتب هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية المتطرفة، إن هذه المؤتمرات لها مردود وصدى وأهمية في مواجهة الفكر المتطرف ومكافحته، خاصة أن مؤسسة دينية مهمة هي التي تضطلع بهذا الدور واضعة في أولوياتها خدمة الإسلام وحمايته وإنقاذ سمعته من التشويه الذي لحقه بسبب ممارسات الجماعات المتطرفة والتكفيرية.
وأضاف "النجار" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هذه المؤتمرات المهمة تستوفي شروط نجاحها حيث جرى تنظيمها بشكل جيد ومدروس وفي توقيت يحتاج العالم كله لمثل هذه الخطوة لتحقيق هدف مشترك وهو صياغة مسار ورؤى وتصورات موحدة لتقويض ومناهضة خطاب وأفكار الجماعات التكفيرية، فضلا عن الحرص على تمثيل التيارات الفكرية والثقافية المختلفة والحرص على تمثيل مختلف دول العالم، والاستفادة من المتاح من خبرات علماء ومفكري العالم المهمين في هذا الصدد.
وحول إمكانية استغلال دعم الدولة للمواجهة الفكرية للتطرف، أوضح "النجار"، أن استغلال دعم الدولة في المواجهة الفكرية يمكن من خلال نشاط فكري نوعي مؤسسي يخرج بالجهد المبذول من إطاره الفردي، حيث كانت غالبية الجهود المبذولة في هذا السياق جهود فردية، ولم تحظ في الغالب برعاية مؤسسية نوعية ومستدامة من قبل مؤسسة تعد معنية بالملف ومشتبكة معها بحكم طبيعة عملها وأدوارها المنوطة بها.
وتابع: بدون شك فإن تجميع هذا العدد الضخم من الباحثين من مختلف دول العالم وتمكينهم من التواصل وتبادل الخبرات والتصورات يعد بمثابة إنجاز مضاف لباقي انجازات المؤتمر، حيث من شأنه خلق مسارات تنسيق وتعاون وتكثيف للدراسات والأنشطة المبنية على التخطيط المسبق والإعداد الجماعي المدروس، وعلى جماعية الأداء الضامنة لتلافي الأخطاء وإتقان المحتوى الفكري الذي جرى نشره.
وعن مشاركته في أيام المؤتمر، الذي يختتم فعالياته اليوم الخميس، قال "النجار": حضرت أمس الأربعاء، واليوم، ومن المفترض أن لي مشاركة في ورشة يديرها المفكر الاستراتيجي الكبير د. محمد مجاهد الزيات بعنوان تحليل التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب.
ولفت "النجار" إلى أن التجربة المصرية تعد نموذجا فريدا يجب التنويه عليه والتعمق في دراسته وإعادة شرحه للاستفادة منه، ومن وجهة نظري بالإضافة لكل الأطروحات بهذا الشأن تكتسب التجربة المصرية تميزها الفريد من أنها أجهضت المشروع الإخواني وشرعت في المقابل في مشروع التنمية والعمران أي أنها أنقذت شبابها من جهة من تضليل الفكر المتطرف ومن جهة أخرى دلتهم على طريق العمل والإبداع في مجالات النضال السلمي في البناء والهندسة والطب.. إلخ، فلا يقعون فريسة جماعات يحملون الأسلحة والمتفجرات في صراعات مع أنظمتهم أو مع أمم أخرى.
وأوضح أن التجربة المصرية ترتكز على ركنين الأول القوة المسلحة الرادعة في مواجهة تنظيمات إرهابية مسلحة، والثاني تبني مشروع تنمية ونهضة كفيل بدعوة شبابها وأبنائها للانفتاح على الأشكال الحضارية للدول التي سبقتنا تطورا ولاعتناق التفسيرات الصحيحة الأصلية للمفاهيم الإسلامية السامية.
وقال "النجار": وفق تحليلي ورصدي فإن التجربة المصرية صححت واقعيا وعمليا مفهوم الجهاد، لأنه ليس في هذه الحالة هو ما تدعيه كذبا وزيفا جماعات التكفير والإرهاب، وإنما رد الاعتداء الخارجي وهو ما تقوم به جيوش الدول بجانب النضال والكفاح السلمي بشتى صوره من عمران وثقافة وفكر ودعوة وترقية وتطوير الأذواق والمعارف والأخلاق.
واستكمل: ومن خلال رصدي أجد أن التجربة المصرية في هذا الصدد قد صححت على هذا المنوال مفاهيم إسلامية أخرى وأعادتها إلى أصلها الصحيح بعد أن حرفتها جماعات التكفير والتطرف مثل مفهوم الطاغوت والطائفة الممتنعة واسلمة المجتمع، ولدي في مداخلتي تفصيل لشرح ذلك وفي المجمل فإن ما رسخته التجربة المصرية من مفاهيم وقيم إيجابية تتوافق في عمومها مع قيم الإسلام الصحيح وتنفي في المقابل التأويلات المحرفة والزائفة التي اعتاشت عليها طويلا جماعة الإخوان وغيرها من جماعات متطرفة وتكفيرية.