الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

نزار الجليدي: جمعيات أوروبية مناهضة للإسلاموفوبيا تستقبل الإعانات لصالح الإخوان

تقرير: 64 مليون يورو من الإعانات الأوروبية الممنوحة للجمعيات المرتبطة بالإخوان

نزار الجليدي، كاتب
نزار الجليدي، كاتب تونسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد تقرير لموقع «global watchanalysis» أن نحو 64 مليون يورو من الاعانات الأوروبية ذهبت لصالح جماعات ومنظمات مرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية، وتعليقا على هذا التقرير قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان فرّخ عددا من الأحزاب الإسلامية في كل أغلب الدول تقريبا، فضلا عن آلاف الجمعيات التي تنشط في كل الوطن العربي وفي أغلب دول العالم، وهذه الجمعيات تتلحّف بالأعمال الخيرية، لكن ما تتحصّل عليه من الهبات والتبرعات يحوّل الجزء الأكبر منه للتنظيم الدولي وللأحزاب الإسلامية الممنوع عليها التمويل الأجنبي بنص القوانين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن تنظيم الإخوان من أقوى التنظيمات النشطة في التخفي وتبييض الأموال والإفلات من المراقبة المالية عبر أذرعه الكثيرة والتي تتمثل في الجمعيات، فهي إحدى أعمدته التي يبيّض فيها الأموال.
وقال "الجليدي"، أن آخر التقارير تشير الى أنه تم منح 64 مليون يورو من الإعانات الأوروبية للجمعيات المرتبطة بالإخوان المسلمين منذ العام2007 وهي تمويلات متنوعة من المفوضية الأوروبية ومجلس أوروبا وتمويلات من الدول مباشرة لهذه الجمعيات التي يدرك الجميع أنها الوجه الثاني للأحزاب الاسلامية في تونس ومصر والمغرب والأردن وغيرها من الدول.
وتابع الكاتب التونسي، أن "مؤسسة الإغاثة الإسلامية"  الإخوانية تحظى بنصيب الأسد من التمويلات الأوروبية بحوالي 40 مليون يورو منذ سنة 2009ولمن لا يعرفها فهي منظمة تتخذ من لندن مركزاً رئيسياً لها، وأُنشئت عام 1984 من طرف قيادات إخوانية على رأسهم “إبراهيم الزيات، وهاني البنّا، ورجل الأعمال المصري الأصل البريطاني الجنسية عمر الألفي وهي تقوم بنشاطها المعلن تحت بند أنشطة العمل الاجتماعي والخيري في الدول العربية.
وأوضح أن دخل المؤسسة وإيراداتها بلغ عام 2012 حوالي “130 مليون جنيه إسترليني”. كما تجاوز إجمالي ما حصلت عليه هذه المنظمة منذ عام 2008 أكثر من 456 مليون جنيه إسترليني، وتأتي أكبر نسبة تمويل لهذه المؤسسة من التبرعات داخل بريطانيا بحوالي 46٪، ومنح بعض الشركاء بحوالي 22٪، فضلاً عن المانحين من خارج بريطانيا.
ولفت "الجليدي" أن المتخصصين يؤكدون أن تنظيم جماعة الإخوان يتحكم في الأموال المعلنة لمؤسسة الإغاثة الإسلامية، وبالتالي لا تدرج مواردها ونفقاتها في التقرير السنوي المعروض وفقاً للقوانين البريطانية للعمل الخيري، أما حجم هذه الأموال الحقيقية فتقدّر  بنحو 200 إلى 250 مليون دولار سنويا، توظف في انتشار التنظيم تحت عباءة النشاط الإنساني والإغاثي، واستفادت منها أحزاب إسلامية حكمت حتى دول مثل تونس ومصر والمغرب.
وحول الدور التخريبي للإخوان، قال الجليدي إن تورط الجماعة في هجمات إرهابية ومحاولات زعزعة استقرار بعض الدول ومنها الأوروبية ثبت في أكثر من مناسبة، ومن المفارقات العجيبة التي تؤكّد أن أوروبا لم تستفق من سكرتها ومن غيبوبتها في التعامل مع هذا التنظيم الأخطبوط  أنه في أعقاب هجمات باريس وبروكسل الارهابية، في شهر نوفمبر 2015 وبدلاً من اتخاذ موقف حازم في مواجهة خطر الإسلاميين، سارعت المفوضية الأوروبية إلى استحداث منصب "منسق ضد الكراهية ضد المسلمين" والذي استغلّه التنظيم الإخواني لمزيد من التموقع مستغلين شبكات نفوذهم وممّن يسمون أنفسهم باليساريين الاسلاميين لإثبات كذبة أنّ "التطرف الجهادي كان نتيجة الكراهية ضد المسلمين". 
وحلل الجليدي استغلال الجماعة الإرهابية لكذبة تبرير التطرف، قائلا: سقطت أوروبّا في الفخّ مرّة أخرى ونجحت في جعل أوروبّا تضاعف جهودها لتقديم الدعم المالي للجمعيات التي تكافح الإسلاموفوبيا! وهي في الواقع مظهر آخر من مظاهر التنظيم الإخواني فهذا التنظيم يطبّق مقولة مشهورة لهارون الرشيد قالها لسحابة مرّت بمقر الخلاف وسرعان ما تحوّلت لمكان آخر دون أن تمطر في تباهيه بإمبراطورتيه المترامية الأطراف حيث قال لها "امطري حيث شئت فسيكون خراجك لي" .
وشدد الجليدي أنه على أوربّا أن تعي هذه المقولة جيدّا وتدرس فلسفة التنظيم الإخواني جيّدا. فحاليّا من الصعب إن لم يكن من المستحيل العثور على جمعية أو منظمة تنشط في أوروبا وتدعي الاغاثة الاسلامية والأعمال الخيرية ليست مرتبطة بشكل أو بآخر بجماعة الاخوان المسلمين فكلها حسابات جارية ومراكز لتبييض الأموال.
مشيرا في نفس الوقت إلى التحذير المستمر والكتابة الكاشفة لهذه الظاهرة، حيث حذر الكاتب أوروبا من مغبة التمويلات المشبوهة التي يقدّمونها كما حذّرناها بأن السحّر سينقلب على الساحر ولا نزال نأمل أن يستفيقوا من سكرتهم ويرون الأشياء على حقيقتها. 

تقرير