الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كيف تكون عائلتك مقدسة؟.. مقال البابا تواضروس الثاني بمجلة الكرازة

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلنت اليوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " عن صدور عدد جديد من مجلة الكرازة. 
ويحمل غلاف عدد اليوم استقبال قداسة البابا للرئيس البولندي وقرينته.

وتناول قداسة البابا في عدد اليوم مقال بعنوان "كيف تكون عائلتك مقدسة؟ "
وجاء نص المقال كالأتي:
نحتفل غدا بدخول العائلة المقدسة مصر  
في القرن الأول الميلادي، وظلت بها ثلاث  
سنوات وستة أشهر وعشرة أيام، وجابت  
مصر من شرقها إلى غريها ومن شمالها  
إلى جنوبها، وتوقفت في محطات كثيرة  
(حوالي ٢٥ محطه)، وزارت هذه الأماكن  
وصنعت معجزات.  
بهذه المناسبة أريد أن أكلمكم اليوم عن  
كيف تكون عائلتك مقدسة؟ كيف نعيش  
فكرة الأسرة كما أرادها السيد المسيح؟  
القديس يوحنا ذهبي الفم له عبارة جميلة  
يقول فيها: «الأسرة أيقونة الكنيسة». عندما  
سهي م بناء كنيسة، نزينها بالأيقونات،  
كذلك كل أسرة منكم هى أيقونة تجمل  
الكنيسة. هل بيتك فعلا أيقونة حلوة، أم  
أيقونة مشوهة ومهملة؟  
المسيح هو أصل الأسرة:  
نحن نؤمن أن الرابطة الزيجية هي بين  
رجل وامرأة وفي وسطهم المسيح، لذلك نقول  
إن رابطة الزواج ثلاثية. في يوم الإكليل  
عدتم إلى بيتكم ثلاثة أشخاص لا اثنين لأن  
المسيح معكم في البيت. هل المسيح سعد  
بكم وبييوتكم؟ المسيح هو بداية الاسرة، وكأن  
السيد المسيح يمسك بيد الزوج بإحدى يديه،  
ويمسك بالأخرى يد الزوجة، وكلا الزوجين  
يمسك أحدهما بيد الآخر من ناحية، وبالمسيح  
باليد الأخرى؛ وهذا ما يجعل رابطة الزواج  
رابطة قوية لأنها بحضور وحلول المسيح.  
لذلك نؤمن بوحدة الزواج، أي الزواج بشريك  
واحد، ونؤمن بدوام الزيجة وأنها لا تنحل إلا  
بالخطية أو الموت. كذلك نؤمن أن كل زينة  
لها ثمار، إما أبناء أو فضائل أو خدمات؛ لا  
نعرف عقما في الزيجة المسيحية..  
كيف إذا تكون بيوتنا وأسرنا مقدسة؟  
(١) الحب  
الحب قدمه الله لنا كبشر «لأنه لم يرسل  
الله ابنة إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص  
به العالم» (يوحنا ١٧:٣). حين يتزوج  
الإنسان وينجب فإنه يأخذ من حب المسيح  
ويقدم في أسرته، وهذا الحب ليس بالكلام
(١) «لهن أني قد نلث أو صزث كاملا،  
ولكني أشعى لعلـي أنرك الذي لأخله انركني  
أيضا السيخ يسوغ» إفي١٣:٣). نحن  
جميعنافي سعي دائم يل ونجري، كيما ندرك  
وننمو.. ولو شعرنا للحظة أننا قد صرن  
كاملين يبدأ الحفاف الروحي..  
٢) كيما نظل في حالة نمو دائم ينبغي  
أن نككر درس بولس الرسول لتيموثـاوس أن  
يكون قدوة: «لا يشتهن أحد بحداثتك، بل كن  
قدوة للمؤمنين في الـكلام، في الثصف، في  
المحبـة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة»  
(تيء:٢ ١)،  
وحتى ما يكون دائما قدوة، نصحه بولس  
الرسول بدوام ملاحظة تعليم نفسه: «لأحظ  
نفسك والتعليم وداوم على ذلك، لأنك إذا فعلت  
هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا»  
(١تي١٦:٤).  
المثل القوي هنا هو مثل سلبي لأسقف  
لاودكية الذي فكر بل وقال إنه غني وقد  
استغنى ويعلم كل ثي ولا يحتاج أي شيه..  
لذا صار لا حارا ولا باردا كما يقول الرائي:  
«واكثب إلى ملاك كنيسة اللأودكنين: «هذا  
يفولة الآمين، الشاهد الأمين الصادق، بذاءة  
خليقة الله: أثا عارفت أغمالك، أثك لشت باردا  
ولا حازا. ليتك كنت باردا أو حازا! هكذا لأنك  
فاتر، ولشت باردا ولا حازا، أنا مزمع أن  
أتقياك من فمي. لأنك تقول: إني أنا غني  
وقد استغنيث، ولا حاجة لي إلى شيء، ولشت  
تغلم أثك أنت الشقي والبئ وفقير وأغمى  
وعريان» إرؤ١٤:٣-١٧ /).  
ثالئا؛ المسئولية الأبوية: لكل  
قطاعات الشعب  
- الأبوة الروحية هى أن تلد أبناء في  
المسيح، وهذا هو تعريف الأبوة الروحية: «لأنة  
وإن كان لكم ريواث من المرشدين في السيح،  
لكن ليس أباء كثيرون. لأنـي أنا ولدتكم في
الحوار كأنها في شجار! يوجد حوار ويوجد  
شجار ويوجد جدار، أي أنني اتكلم والآخر  
لا يجيب! نقرأ في الانجيل: «هلموا نتحاجج  
يقول الرب» (إشعياء ١٨:١). الرجال بطبعهم  
قليلو الكلام، والنساء بالعكس. الرجل لا  
يحب التفاصيل، والمرأة تستفيض فيها. هذا  
الاختلاف طبيعي لذا يجب أن يتفهم أحدهما  
الأخر. تعلموا أن تسمعوا أولادكم أيضا ولا  
تقاطعوهم، بل احترموا مشاعرهم. الحوار يبدأ  
بالحب، وينمو بالحب، كمل بالحب. إذا  
كنت زوجا أو زوجة، أو ابنا أو ابنه، كبيرا  
أو صغيرا، تحتاج أن تهتم بالآخر، وتقول  
له كلمة تشجيع، دعاء، كلمة طيبة... كلنا  
نحتاج لهذا.  
(٣) الحرية  
الحرية لا تعني الانفلات والفوضى. لا  
بد من وجود هامش من الحرية في بيوتنا.

مهما فعل ابنك أو ابنتك، احتضنهم لكي
تحافظ عليهم. أعطهم بعض الحرية. علموا  
أبناءكم أن يكون لهم شخصية في المجتمع  
الذي سيعيشون فيه، قادرين على التعبير  
عن أنفسهم، ولهم قدرة على الاختيار، فحين  
يكبرون يستطيعون اتخاذ القرارات الصحيحة.  
الحرية مرتبطة بالوصية التي نعيشها،  
ويالقائون المدني في المكان الذي تعيش  
فيه. عندما تضيقون على أبنائكم تكون  
النتيجة أنهم يخفون عنكم أمورهم الخاصة،  
وتكون النتيجة أنهم يقعون في أخطاء متعددة  
قد تتطور حتى ترك المنزل. أنتم السبب  
إذا لم تعرفوا كأباء وأمهات كيف تحتوون  
وتحتضنون أبناءكم. 

الحرية تعني احترام الآخر حتى ولو  
أخطأ. الحرية معناها الإرشاد، أرشد ابنك  
للصواب. الحرية معناها أن الإنسان يتصرف  
بإيجابية. الحرية معناها الاهتمام. الحرية  
احترام، إرشاد، إيجابية، اهتمام. علموا أولادكم  
أن يختاروا الملابس الوقورة والمناسبة للمكان،  
فثياب اللعب تختلف عن ملابس القداس،  
عن المصيف عن البيت... علموهم ألا  
ينساقوا وراء كل شيء جديد بل أن يفعلوا  
الصواب. أشياء كثيرة في التريية لا بد أن  
ننتته لها ولنتكر قول الكتاب: «كل الاشياء  
تحل لي، ولكن لا يتسلط علي شيء»  
(اكورنثوس ٦: ١٢).  
الحب والحوار والحرية هي معالم أن  
أسرتك مقدسة وعائلة مباركة. الله يبارك كل  
بيت وكل أسرة. لإلهنا كل مجد وكرامة من  
الآن والى الأبد آمين.