الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حرب الشائعات ومزاعم مرض بوتين!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل بوتين مريض؟ أحدث أخبار صحة الرئيس الروسي تروِّجُ أنه "مريض بسرطان الدم". خضعت صحة فلاديمير بوتين للتدقيق في ضوء أخبار راجت في الأشهر الأخيرة بأنه ربما يحارب السرطان. وفي حين يتجاهل الكرملين تلك الشائعات، يحاول مراقبون روس نفيها ويرون بأنها تدخل ضمن الحرب النفسية التي تشنها دول غربية كوجه آخر للحرب الدائرة في أوكرانيا وهدفها الإطاحة بمعنويات بوتين وشعبه.  

وعادت تلك الشائعات لتزدهر بقوة مؤخرا بعد ظهور بوتين خلال العرض الأخير الخاص بالاحتفال بذكرى النصر في وقت سابق من شهر مايوالجاري. وشوهد بوتين وهو يسعل أثناء الاحتفال وبدا شاحبًا ويحاول أن يحافظ على ساقيه دافئتين من خلال تغطيتها ببطانية ثقيلة، على الرغم من عدم شعور مسؤولين كبار آخرين في الكرملين بجواره بالحاجة إلى واحدة. كان هذا ما كتبه الصحفي السابق في "بي بي سي" جون سويني، وهو واحد من كثيرين أشاروا إلى البطانية. وكتب على تويتر فيما معناه أن فلاديمير بوتين يضع بطانية على ركبتيه، ويظهر بخدّين ممتلئين ووجنتين محمرّتين، فيما يعكس أنّ جسمه "محشو بمنشطات الستيرويد التي تجرح  شخصية تحاول ألا تبدو ضعيفة"، بينما يتقدم الجيش الروسي في استعرض للقوة أمام قادة الكرملين. وقال الصحفي أيضًا في تغريدته إن العرض العسكري إعلان عن حرب كبيرة قادمة و"يمكننا سماع صوت شحذ السكاكين".

ويستخدم بعض القادة الغربيين هذه الشائعات حول صحة بوتين ويُقحمونها في ملف الحرب الأوكرانية، ويذهبون إلى أكثر من ذلك ويشكِّكون في سلامة بوتين العقلية بشأن قرار الحرب ضد أوكرانيا التي دمرت الاقتصاد الروسي والأوكراني والعديد من الاقتصادات الأخرى.

أندرس أسلوند، شخصية اقتصادية معروفة في السويد، وعمل مستشارًا لروسيا وأوكرانيا في السابق، أدلى بدلوه أيضًا فأعطى للشائعات بعض المصداقية، وقال تعليقًا على ظهور بوتين في العرض الخاص بعيد النصر "إنه لا بوتين ولا وزير دفاعه شويغو ظهرا بمظهر جيد خلال احتفال عيد النصر"، واصفا كلاهما بأنه "مكتئب وعلى ما يبدو في حالة صحية سيئة " وفقًا لما ذكرته صحيفة مترو البريطانية. وتحاول وسائل الإعلام الغربية توسيع نطاق الخوض في هذا الجانب دون أن يظهر للعيان من يحرّكُ ترويج هذه الأخبار.

وتسلط بعض وسائل الإعلام الضوء على ما ذكره الأدميرال البحري الملكي المتقاعد كريس باري مشيرة إلى أنه يعتقد أن الرئيس بوتين يحارب السرطان، وأن حالته الصحية السيئة هي التي دفعته إلى اتخاذ قرار المضي قدمًا في الحرب وهدم المعبد على الجميع كما يقال. وجاءت تعليقات "باري" في 4 مارس الماضي خلال ندوة مع الشباب في مدرسة بورتسموث العسكرية، عندما ألمح إلى حالة اليأس التي يعاني منها بوتين والتي قد تقود إلى قرارات خطيرة غير عاقلة. واستند الضابط المتقاعد في تحليله على تلك الصورة التي تمَّ التقاطها للزعيم الروسي وهو يتحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر طاولة طويلة طولها 13 قدمًا. وأوضح أن هناك إجراءات مشددة في الحرص على عدم تعرض بوتين للعدوى بفيروس كورونا "لأنه مرعوب من الإصابة التي قد لا يتحملها جسده المتعب جراء السرطان". وكما نرى فلا توجد معلومات صلبة وإنما لا يتعدى الأمر أن يكون تحليلا يوصل للنتيجة التي ترغب الحكومات الغربية في تصديقها. وتلعب أجهزة مخابرات الدول المتحاربة دورا في ترويج شائعات مرض بوتين  لأن الحرب لم تعد بالأسلحة التقليدية فقط.

وعلى نفس المنوال، نقلت صحيفة ديلي ستار عن مصدر استخباراتي أمريكي- لم تذكر اسمه- ادعى أن "وجه بوتين المنتفخ" هوأحد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي والمنشطات، مضيفا: "موظفونا (يقصد موظفو وكالة المخابرات الأمريكية) واثقون من أنه مريض.. إنه قلق بشأن كوفيد لأنه يبقي موظفيه على مسافة، بينما كان على مر السنين يظهر وهو يلعب هوكي الجليد أو يمارس رياضة الجودو المحبوبة لديه".

ورغم كلِّ هذه الإرهاصات وانتشار الشائعات إلاَّ أنَّ الكرملين لم يعلق  حتى الآن. وتستفيد مخابرات الدول الغربية وفي مقدمتها البريطانية والأمريكية من سكوته لترويج المزيد من المزاعم والتكهنات حول مرض بوتين ونسج صورة يصدقها العالم. وتلك هي سمات الحروب الجديدة التي تكون فيها الشائعات بقوة أسلحة الدمار!

olfa@aucegypt.edu