الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الجارديان: القوات الروسية تحقق تقدما ملموسا في دونباس

الحرب الروسية الاوكرانية
الحرب الروسية الاوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت صحيفة (الجارديان) البريطانية، إن القوات الروسية بدأت في تحقيق تقدم ملموس في منطقة دونباس بعد تغيير استراتيجية القتال هناك.

وأضافت الصحيفة، في سياق تحليل سياسي حول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أن استخدام القوات الروسية للمدفعية التقليدية الثقيلة أجبرت الجنود الأوكرانيين المنهكين بسبب طول فترة الحرب على التسليم بعد عدة أسابيع من فشل محاولات القوات الروسية السيطرة على المنطقة.

وتقول الصحيفة إن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنيسكي قلما يعلن عن عدد الضحايا من الجانب الأوكراني، إلا أنه أعلن يوم الأحد الماضي أن عدد القتلى من الجيش الأوكراني يتراوح يوميًا ما بين 50 إلى 100 جندى على جبهة دونباس فقط وهو ما يعني أن الجيش الأوكراني يفقد ما يقرب من 3000 جندي شهريا في تلك المعركة، بالإضافة إلى عدد الجرحى والذي يصل إلى نحو ثلاثة أو أربعة أضعاف عدد القتلى؛ لتصل أعداد الضحايا ما بين قتيل وجريح من الجانب الأوكراني في معركة دونباس فقط إلى ما يربو على 30000 جندي حتى الآن وقبل أن تبدأ المعركة الفعلية.

وأضافت الصحيفة أن القوات الروسية، تمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة من أراضي دونباس خلال الأسبوع الماضي فقط، مقارنة بما تمكنت من السيطرة عليه طوال شهر مايو؛ ما مكنها من الاقتراب من مدينة سفرودونتسك والعديد من القرى المجاورة.

واستشهدت الصحيفة بمقولة سيرهي هايداي، محافظ منطقة لوجانسك، أن القوات الروسية تقصف مدينة سفرودونتسك على نحو مطرد ومتزايد وهو ما مكنها من السيطرة على ما يقرب من 95 بالمئة من أراضيها، مضيفا أن القوات الروسية تستخدم ما يقرب من 10000 جندي وما يزيد على 2500 قطعة عتاد في الهجوم على المدينة.

وتشير الصحيفة إلى أن تقدم القوات الروسية على الرغم من أنه ليس قويا بشكل كبير، إلا أنه يعكس استراتيجية جديدة تعتمد على التركيز على أجزاء صغيرة من أراضي المنطقة بهدف السيطرة عليها.

وتستشهد الصحيفة كذلك بما أكده قائد قوات منطقة دونتسك إدوارد باسورين حيث يقول إن القوات الروسية بدأت في تطبيق استراتيجية جديدة تعتمد علي تطويق مناطق صغيرة لحرمان القوات الأوكرانية من وصول الإمدادات إليها.

وتقول الصحيفة إن هذه التطورات على الأرض بدأت بعد تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجنرال ألكسندر ديفورنيكوف لقيادة الحرب في أوكرانيا.

وتشير الصحيفة إلى أن كل هذه التطورات دفعت كييف، التي بدأت يساورها القلق، إلى مناشدة الدول الغربية لتقديم المزيد من الأسلحة الفعالة لمواجهة القوات الروسية مثل قاذفات الصواريخ بعيدة المدى وغيرها، موضحة أن الولايات المتحدة أعلنت يوم الجمعة الماضي عن استعدادها لتقديم الدعم العسكري اللازم لأوكرانيا وذلك بعد عدة أسابيع من المشاورات والتردد ما بين الرفض والموافقة.

وترى الصحيفة أن مشكلة أوكرانيا الأساسية تكمن في أنه على الرغم من صد هجمات القوات الروسية على مدينتي كييف وكاركيف في المراحل الأولى من الحرب التي بدأت منذ ثلاثة أشهر، إلا أنها لم تتمكن من الحيلولة دون سيطرة القوات الروسية على أجزاء من الأراضي الأوكرانية في الجنوب والشرق.

وتذكر الصحيفة أن خسائر الجانب الأوكراني البشرية والاقتصادية في الحرب فاقت بمراحل الجانب الروسي حيث وصلت أعداد النازحين من الشعب الأوكراني بسبب الحرب - طبقا لإحصائيات الأمم المتحدة - إلى ما يزيد على 13 مليون شخص بينما من المتوقع تراجع الاقتصاد الأوكراني - طبقًا لإحصائيات البنك الدولي - بنسبة 45 بالمئة العام الحالي.

وتضيف الصحيفة" أن ما يقرب من 99 في بالمئة من صادرات أوكرانيا الاستراتيجية من الحبوب، والتي يتم شحنها عن طريق موانئ محاصرة حاليًا من جانب القوات الروسية، ملقاة حاليًا في الصوامع ومهددة بخطر التعفن".

ولفتت إلى أن أحد أهم التحديات التي تواجه أوكرانيا في الوقت الحالي هو حالة الملل التي قد تصيب الدول الغربية أو انقسام التحالف الغربي في حالة استمرار الحرب حتى العام القادم دون إحراز أي تقدم وهو ما قد يدفع بعض الدول إلى تأييد اقتراح الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر الذي أعلنه في مؤتمر دافوس الأسبوع الماضي بالتفكير جديًا في إقناع أوكرانيا بقبول فكرة التقسيم.