الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

واشنطن بوست: إيطاليا وفرنسا تؤكدان عجز روسيا عن تهديد الناتو في المستقبل

الناتو
الناتو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية تطالب دول البلطيق وبولندا بتواجد عسكرى موسع بشكل كبير على أراضيها وقدرات جديدة مثل أسلحة مضادة للطائرات التى يمكن أن تجعل من الصعب على روسيا غزوها، بينما يعبر صناع السياسة الآخرون، بما فى ذلك من فرنسا وإيطاليا، عن شكوكهم فى أن قوة الغزو الروسى ستشكل تهديدًا لأراضى الناتو فى أى وقت قريب.
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن وجود انقسامات وخلافات جديدة فى صفوف حلف شمال الأطلسى «الناتو» حول توسيع الوجود العسكرى للحلف فى شرق أوروبا والانجرار أكثر وراء مزاعم التهديد الروسى. وتشير الصحيفة إلى أن دول التحالف تقيم العواقب المحتملة للعملية الخاصة فى أوكرانيا بشكل مختلف.
فدول البلطيق (لاتفيا وليتوانيا وإستونيا) وبولندا تطالب بتوسيع وجود التحالف العسكرى بشكل كبير على أراضيها وتوفير أسلحة حديثة وأنظمة دفاع جوى، فى حين يشكك أعضاء آخرون فى التحالف، بما فى ذلك إيطاليا وفرنسا، فى أن روسيا ستشكل تهديدا لأراضى الناتو فى المستقبل القريب.
ووفقا لاقتراح سرى مشترك من دول البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا) حصلت عليه صحيفة واشنطن بوست، ورد فيه أنه «يمكن لروسيا حشد قوات عسكرية بسرعة ضد الحدود الشرقية للناتو ومواجهة الحلف بحرب قصيرة، وهذا الأمر واقع»، مقترحة أن يتم تكليف ونشر فرق من ٢٠ ألف فرد لكل منها، فى ظل وجود التهديد، إلا أنه فى الوقت نفسه، تقول الصحيفة، تخشى الدول الأخرى أن يكون نقل مثل هذه القوات المهمة إلى أوروبا الشرقية مكلفا للغاية، وسيضعف إمكاناتها العسكرية فى أجزاء أخرى من العالم.
وتوضح الصحيفة، أن العديد من دول الحلف تعتبر أن نشر قوة كبيرة من الناتو فى شرق أوروبا على أساس دائم أمر مكلف وغير مريح، كما أن هذه الدول تخشى أن يدير الحلف ظهره للتهديدات الأخرى التى ركز عليها فى السنوات الأخيرة، بما فى ذلك الإرهاب والهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط وهذه الموضوعات تشكل أكبر مصدر قلق لدول مثل إسبانيا وإيطاليا، والتى لا تزال بعيدة كل البعد عن روسيا، لكنها قريبة من شمال أفريقيا.
ودعت دول الجناح الشرقى لحلف شمال الأطلسى الأعضاء الآخرين فى الحلف للتخلى رسميا عن اتفاقية العلاقات والتعاون والأمن المتبادل بين روسيا وحلف شمال الأطلسى لعام ١٩٩٧.
وهذه الاتفاقية تحد من حجم انتشار قوات التحالف على أساس دائم فى أوروبا الشرقية، مقابل التزام روسى بالحفاظ على السلام، لكن معظم مسئولى التحالف يرون أن الاتفاقية باطلة ليس فقط بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، ولكن لأن الكرملين نشر قوات روسية فى بيلاروسيا، على مسافة يمكنها بسهولة أن تهدد العاصمة الليتوانية فيلنيوس. لكن بالمقابل فإن بعض أعضاء الحلف من أوروبا الغربية والولايات المتحدة حذرون من الرفض الصريح للاتفاقية، مشيرين إلى أنها أداة مفيدة للتنسيق المستقبلى بين الناتو وروسيا.
ويشير مقال الصحيفة إلى أنه من المقرر اتخاذ قرار أولى بشأن حجم الوجود العسكرى فى أوروبا الشرقية بحلول نهاية يونيو المقبل، عندما يجتمع قادة دول الحلف فى قمة مدريد.