الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مهرجان كان يضمد جراح الحرب بالفن.. تنافس 18 فيلمًا على السعفة الذهبية.. وسيطرة عربية على لجان التحكيم

مهرجان كان
مهرجان كان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عقب خفوت نجم مهرجان برلين السينمائي الدولي وإقامة دورة وصفت بـ«الباهتة» هذا العام، ووسط ويلات الحرب الذي تعيشه أوروبا منذ أكثر من شهرين، تتجه أنظار متابعى السينما حول العالم إلى المدينة الفرنسية الساحلية، حيث تعقد النسخة الـ75 من مهرجان كان السينمائي خلال الفترة من 17 وحتى 28 من الشهر الجاري، وسط حضور مرتقب لنجوم هوليوود وأفلام منتظرة لعدد من كبار صناع السينما في العالم.

وسيتنافس مجموعة من المخرجين المخضرمين ضمن المسابقة الرسمية المؤلفة من 18 فيلمًا تتنافس جميعًا على السعفة الذهبية، الجائزة السينمائية الأرفع في المحافل الفنية الدولية. حيث سيفتتح المخرج الفرنسي ميشيل هازنافيسيوس، فعاليات المهرجان بفيلمه الأحدث «Z Comme Z» أو «Final Cut»، والذي سبق أن توج بالأوسكار عن فيلمه الأشهر «The Artist».

وتشهد المسابقة الرسمية عودة أربعة فائزين سابقين بالسعفة الذهبية، حيث يقدم الأخوان داردين فيلمها الأحدث «Tori and Lokita» ويشارك المخرج السويدي روبن أوستلوند بفيلم «Triangle of Sadness»، لأول مرة منذ تتويجه بالسعفة الذهبية قبل 5 سنوات بفيلم «The Square» ويقدم المخرج الياباني هيروكازو كوري إيدا شريطه الجديد «Broker»، وينافس المخرج الروماني كريستيان مونجيو بفيلمه «RMN».

وتضم القائمة أيضًا عددًا من الأسماء الكبيرة التي لم تحظ بالتتويج بسعفة كان الذهبية من قبل، بما في ذلك المخرج الأمريكي جيمس جراي بفيلم «Armageddon Time» الذي استوحى قصته من أحداث مراهقة في نيويورك، ويضم بين نجومه آن هاثاواي وأوسكار آيزاك وكايت بلانشيت وأنتوني هوبكنز، ويقدم المخرج الفرنسي أرنو ديسبلشين بفيلم «Brother and Sister» ويشارك مخرج أفلام الرعب المخضرم ديفيد كرونينبرج بأحدث أعماله «Crimes of the Future».

وتنافس داخل المسابقة الرسمية والتي تشهد تواجدا نسائيا ضعيفا بواقع 3 مخرجات فقط، المخرجة الفرنسية كلير دينيس بفيلم «Stars at Noon»، والروسي كيريل سيريبنيكوف بفيلم «Tchaïkovski’s Wife» حول الحياة الخاصة للملحن الموسيقي الشهير، ومن الأفلام المنتظر عرضها أيضًا، أحدث أعمال المخرج الكوري الجنوبي بارك شان ووك «Decision to Leave»، الذي سبق وقدم رائعته «Oldboy».

ومن بين الأفلام التي ستُعرض خارج المنافسة، فيلم وثائقي عن موسيقي الروك أند رول «Jerry Lee Lewis: Trouble in Mind» من إخراج إيثان كوين، وفيلم «Three Thousand Years of Longing» للمخرج جورج ميلر ومن بطولة إدريس إلبا. كما تم تأكيد اثنين من أكبر عروض المهرجان، حيث سيحضر توم كروز العرض العالمي الأول لفيلم «Top Gun: Maverick» الذي تأخر إطلاقه طويلًا، وهو تكملة للفيلم الناجح الصادر عام 1986، وسيُعرض خارج المسابقة الرسمية. كذلك، سيكون توم هانكس حاضرًا من أجل فيلم «Elvis» حيث شارك في البطولة بدور وكيل أعمال النجم الأسطوري، الكولونيل توم باركر، في أحدث أعمال المخرج الأسترالي باز لورمان الذي كان له حضور قوي في دورات سابقة من مهرجان كان.

ويترأس الممثل الفرنسي المخضرم، فينسنت ليندون، لجنة تحكيم المسابقة الرسمية وتضم عضوية اللجنة ثمانية من صناع السينما المخضرمين، هم: الممثلة والمخرجة البريطانية ريبيكا هول، والممثلة الهندية ديبيكا بادكون، والممثلة السويدية نومي راباس، والممثلة والمخرجة الإيطالية ياسمين ترينكا، والمخرج الإيراني أصغر فرهادي، والمخرج الفرنسي لادج لي، والمخرج الأمريكي جيف نيكولز، والمخرج النرويجي يواكيم ترير.

واختيرت أفلام من تونس ولبنان وأيضًا من أوكرانيا ضمن لائحة الأفلام المشاركة في الدورة الرابعة والخمسين من تظاهرة «نصف شهر المخرجين» التي تقام خلال مهرجان كان السينمائي، وهذه الأفلام هي «السد» لعلى شرى و«أشكال» ليوسف شبي و«تحت الشجرة» لأريج السحيري، التي سبق وقدمت شريطها التسجيلي «عالسكة»، وتدور أحداث فيلمها الجديد بين الأشجار، حيث يعمل الشباب والشابات أثناء موسم الحصاد الصيفي، ويختبرون بعض الأحاسيس للمرة الأولى، ويتغازلون ويحاولون فهم بعضهم البعض، كما يسعون نحو العثور على روابط عميقة، وأحيانًا يهربون منها، وتشهد التظاهرة حضورا نسائيا كبيرا هذا العام، فمن بين الأفلام الـ23 التي وقع الاختيار عليها، 11 عملًا من إخراج نساء. فيما طغت الأفلام ذات الطابع السياسي على الأعمال المشاركة من الدول العربية وأمريكا اللاتينية، وستفتتح التظاهرة بأول أفلام المخرج الإيطالي بيترو مارسيلو بالفرنسية، بعنوان «L'Envol».

كما أعلن المهرجان منح سعفته الذهبية الشرفية إلى النجم الأمريكي فورست ويتكير، تقديرًا لإنجازاته ورحلته الفنية، وقالت إدارة المهرجان، إنه سيحصل على الجائزة تقديرًا لرحلة فنية متألقة، وشخصية نادرة، بالإضافة إلى التزام إنساني رصين، ولكنه قوي تجاه القضايا الهامة الرئيسية، وسيصبح «ويتيكر» المستلم الجديد للجائزة، بعد أن مُنحت إلى جودي فوستر عام 2021، وبعد شخصيات سينمائية ونجوم كبار، مثل جين مورو، بيرناردو بيرتولوتشي، مانويل دي أوليفيرا، جان بيير لود، أنييس فاردا وآلان ديلون.

ويشهد مهرجان كان السينمائي هذا العام سيطرة مصرية وعربية على لجان تحكيم مسابقاته المختلفة، حيث اختير المخرج الكبير يسري نصر الله لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، كما يترأس الناقد المصرى أحمد شوقى لجنة تحكيم مسابقة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين «فيبرسي»، بمشاركة كل من النقاد ماريولا ويكتور من بولندا، إيمانويل ليفي من الولايات المتحدة، سيموني سورانا من إيطاليا، جيهان بوقرين من المغرب، بيدان ريبيرو من بنغلاديش، يوسوفا هاليدو هارونا من النيجر، بالإضافة إلى الناقدتين الفرنسيتين ناتالي شيفليه وماجالي فان ريث.

وتتولى المخرجة التونسية كوثر بن هنية، رئاسة لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد والتي تضم في عضويتها كل من: «الممثلة الفرنسية اليونانية أريان لابيد، المخرج الأيسلندي بينديكت إرلينجسون، المصور البلجيكي بينواه ديبي، ومدير مهرجان بوسان الكوري هوه مون يونج».

وكرد فعل على الحرب الروسية على أوكرانيا، رفض منظمو مهرجان كان السينمائي قبول اعتماد الصحفيين الروس ممن ينتمون إلى مؤسسات صحفية روسية لا تعارض الحرب على أوكرانيا.

وأدان منظمو المهرجان الحرب الروسية على أوكرانيا ولم يوجهوا الدعوة إلى جميع المندوبين الروس الرسميين أو أي شخص يرتبط اسمه بالحكومة الروسية للمشاركة في الحدث السينمائي أو حضوره. وأشار موقع «ذا اندبندنت» البريطاني، إلى أنه قد لا يكون لدى هؤلاء الصحفيين خيار ما إذا كان بإمكانها معارضة النظام الروسي علنًا، بالنظر إلى أن قوانين الرقابة الصارمة الجديدة قد جرمت التحدث علانية بأي شكل من الأشكال ضد الحرب.

ومع ذلك، سيحضر المخرج الروسي كيريل سيريبنيكوف، الذي سيعرض أحدث أفلامه «Tchaikovsky’s Wife» في المسابقة الرسمية للمهرجان، ويعتبر «سيريبنيكوف» منشقًا عن النظام الحالي، وقد سبق أن استهدفته الحكومة الروسية بتهم الاحتيال التي أبقته رهن الإقامة الجبرية، حيث مُنع من مغادرة البلاد العام الماضي، وحضر المهرجان فقط لتقديم فيلمه «Petrov’s Flu» واضطر في النهاية إلى مغادرة روسيا في وقت سابق من هذا العام.