الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحوار الوطني.. نحو آليات للنجاح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دارت رأسي كثيرًا حين تذكرت قول الإمام الشافعي «رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب»، وفي ذات الاتجاه تذكرت قول الفيلسوف والكاتب " فولتير " أحد قادة عصر التنوير حين قال " قد اختلف معك فى الرأي ولكن على استعداد أن أدافع عن رأيك".

جاء ذلك متواكبًا مع دعوة  الرئيس السيسي، لحوار الوطني حول قضايا الوطن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأهمية الإصلاح السياسي والحوار الديمقراطي مع ترحاب من الأحزاب السياسية والكثير من الهيئات المجتمع المدني وذلك حول أهمية الحوار الوطني وآفاق المستقبل الأفضل لبلادنا.

وقد أصبح من الواجب الوطني، أن نطرح مجموعة من الأسئلة المشروعة من أجل أن يحقق الحوار الوطني النجاح الأهداف المرجوة منه.

ومن هنا نطرح بعض الأسئلة التى قد تساهم الإجابات عنها، إلى نجاح الحوار الوطني بإيجاد مناخ مهيئ سياسيًا وتنظيميًا.. إداريا وفنيًا وكما يقال فى أدبيات العلوم السياسية " المقدمات تؤدي إلى نتائج.. وأن فى التنظيم والإعداد الجيد ما يؤدي إلى نتائج جيدة ".. ومن هنا نطرح الآتي:

• ما هي أجندة وجدول أعمال الحوار الوطني ومن الذي سوف يحدد الجدول ؟
• ما هي مدة وزمن الحوار الوطني ؟
• ما هي طبية النظام الداخلي للحوار، ومن الذي يديره ومن سوف ينظم الحديث وسير العمل والأوقات المحددة للكلمات وغيرها من إجراءات تنظيمية مهمة ؟
• من الذي سوف يترأس ويقود الحوار بين أطرافه المتعددة والمختلفة بطبيعتها فى وجهات النظر للمحاور المفترض المناقشة حولها ؟
• كيف سيتم توثيق الحوارات ومضابطها ومحاضرها وطريقة نشرها ؟
• ما هي الآلية التى سيتم بها عرض الأوراق والتقارير والأبحاث المكتوبة التى سوف تسلمها أطراف الحوار من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وأفراد من الخبراء ؟
• من المسئول عن بلورة الأفكار والاتجاهات والرؤي المختلفة وترتيبها وتصنيفها بأمانة وحرفية وحيادية وموضوعية ؟
• ما هي طبيعة اللجان الخاصة بالحوار الوطني.. هل هي جلسات عامة فقط للمراسم والإعلان عن البدء والانتهاء أم جلسات متخصصة حول المحاور والموضوعات المتفق عليها ؟
•  أهمية ضبط مفهوم علمي عن كلمة " الجمهورية الجديدة " مكوناتها وتوجهاتها الاقتصادية – الاجتماعية – السياسية.. فى تعريف محدد واضح يتم البناء عليه ؟
• أهمية إعلان نتائج الحوار الوطني على المواطنين ونشره بشكل واسع توثيقي.. وهل سيتم ذلك ؟
• مدى تحديد أولويات زمنية وجداول لتنفيذ التوصيات ونتائج الحوار على أرض الواقع ؟
• وأخيرا هل ستكون هناك آليات للمتابعة والتنفيذ ؟ وحتي لا يضيع الحوار هباءا أو يتحول إلى مجرد مكلمة أو توصيات وحبر على ورق ؟
• وفي هذا الإطار أيضًا هل سيتم استخلاص الدروس المستفادة عن سلبيات الحوارات الوطنية السابقة التى عقدت دون تنفيذ لتفادي الأخطاء السابقة وعلاقتها بالواقع؟
إن الشكلية والمظهرية أو التسرع وعدم الإتقان والإعداد الجيد للمؤتمر من أجل العمل على إنجاحه وهو ما نستهدف جميعًا قد يؤدي التسرع، وعدم الإعداد الجيد إلى نتائج عكسية تؤدي إلى عدم المصداقية وانعدام الثقة بين المتحاورين وهو ما لا نأمل أن يتم  ونحن فى الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن ووسط متغيرات دولية وإقليمية ساخنة ومضطربة ولا مكان فيها لضياع الفرص أو من غير الاعتماد علي الذات أو مكان للضعفاء.

ومن هنا نحن مع حوار وطني ديمقراطي يتسع للجميع تكون له آثار إيجابية واضحة وملموسة على أرض الواقع من أجل مستقبل أفضل لبلادنا ولمصرنا التى نريدها دولة مدنية ديمقراطية حديثة مستقرة وآمنة.