الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شهيدة المهنة رغم أنف المنبطحين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

القلبُ موجوع، واللغة عصية في كتابة رثاء رجالنا في سيناء واغتيال "شيرين أبو عاقلة".. فلا توجد مفردات تعبر بدقة عن مقدار قذارة الجناة، وعن انحطاط المتعاطفين معهم.
هذا يوم أسود جديد في تاريخ الصحافة.فكيف للناس أن تطمئن أن الصحافة قادرة على الدفاع عن حقوقها.. وأهل الصحافة غير قادرين على حماية أنفسهم!! اختارت شيرين أبو عاقله أن تعيش مناضلة لأنها صاحبة قضية فرفع الله قدرها ونالت الشهادة في سبيله بينما نجد من يجلسون في بيوتهم من خلف شاشات الموبايل يصدرون حكمهم عليها بحرمانها من الشهادة  وللذين يطالبون  بالتريث في إدانة إسرائيل باغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة وعدم استبعاد تورط طرف آخر  بسبب رفض السلطة الفلسطينية عرضا إسرائيليا بالتحقيق المشترك ثبت أن الفيديو الذي بثه الجيش الإسرائيلي لتبرئة  مجرمي الحرب فيه من الجريمة، مزور من فيديو قديم جدا  لحوادث سابقة في نفس المخيم. والذي أثبت ذلك هو مركز بيت سيلم الحقوقي الإسرائيلي هذا إرهاب دولة واضح وسوابقها في قصف غزة ومكاتب المحطات الإعلامية غير منكور وبالتالي لا نريد فذلكة  من أي متفذلك متصهين  يخفى وراء دعواته المكشوفة منح فرصة للقاتل ليقتل القتيل ويمشي في جنازته.
دعك من عالمنا العربي والسؤال ماذا سيفعل العالم الآن ومؤسساته الصحفية والحقوقية وأممه  المتحدة على الباطل، فقد سخرت  شيرين كل حياتها لإظهار الحقائق للعالم حتى رحيلها الدرامي عرى كل المنبطحين للعدو حرصا على عروشهم وكروشهم فقد  اختار الصهاينة رأسها - بالذات - ثم صوبوا مواسير البنادق ، ثم اخترقوه بالرصاص ، لينزف الدم الطاهر على مرأى من العالم. فرأس كل عربي هدف للصهاينة، سواء بالقتل، أو بتزييف الوعي، أو بتخدير الهمة، أو بشل الإرادة، أو بث روح الهزيمة، أو بالتطويع، أو بالتطبيع  ليخسأ نعيق التافهين وعواء الخائنين المرجفين هناك جهات من مصلحتها أن تحرف نهر الغضب عن اتجاهه الصحيح، لكي ننسى أن ما ارتكبته إسرائيل هو جريمة حرب مكتملة الأركان قانونا، استشهاد شيرين أبو عاقلة، يجعلنا نجدد المطالبة بفرض الحماية القانونية على الصحفيين العاملين في مناطق النزاع والاضطرابات، والاعتراف القانوني بشارة دولية موحدة للصحفيين تحول دون استهدافهم.
‏يريد المجرم دائما إخفاء الحقيقة أو قتل الشهود، ويساعده عدم وجود حماية قانونية على ذلك، وأعيد التذكير بأن الصحفيين ليسوا مشمولين بالحماية القانونية التي تحظى بها الأطقم الطبية في القانون الدولي الإنساني، وبأن السترة التي يرتدونها ليست شارة معترفا بها قانونا، بل إنها قد تسهل تمييزهم واستهدافهم، في ظل غياب الحماية القانونية المطلوبة. يجب أن نركز على أن حماية الصحفيين واجب، وأن قتلهم جريمة، بغض النظر عن أعراقهم أو أديانهم أو انتماءاتهم السياسية. فدعونا نحزن بجلال ونصمت بجمال وننحني لدماء الشهداء على أرض الرباط والمقاومة بأناة دامعة مستبشرة أن من وراء هذه الدماء الطاهرة الكريمة بشير بنصر قادم ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وهي عند الله أشرف وأنبل منهم جميعا، رحم الله شيرين أبو عاقلة وأسكنها فسيح جناته وتقبلها في الصالحين وعلى جميع الناس الدعاء لها بالرحمة قال تعالى " ورحمتي وسعت كل شيء".
فقد صنعت تاريخا إنسانيا في تتبع سيرة شعب طحنته المقاومة وهرسته ومازال صلبا عصيا ''  الجنة تفتح أبوابها كلها لتختار  من أي الأبواب تدخليها '' ' طوبى لمن ضاقت بها أرض الظلم فطارت روحها لتنعم بالسلام للأبد، فدم شيرين الطاهر واستشهادها الجلل يرفعنا جميعا معها وبها إلى مقامات تطاول الثريا.