الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأفكار المتطرفة والمواجهة الحتمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت فترة السبعينيات من القرن المنصرم هي فترة ظهور دعاة التشدد حين قررت جماعة الإخوان فتح الشراكة من خلف الستار مع الجماعات المتطرفة حيث اكتفت الأولى بشعاراتها الكاذبة نحو الإصلاح السياسي في حين أنها أوكلت أمر الدعوة إلى جماعات أخرى تقوم بتلك المهمات الدعوية التكفيرية!
ها وقد تزامن هذا مع قدوم الأفكار الوافدة مع العمالة القادمة من الخارج لا سيما وقد عادت هذه العمالة تحمل في يديها الأموال الطائلة إلى جانب الكتيبات الصفراء والتي كان جل حديثها(العقيدة) وكيفية تكفير السواد الأعظم من الناس ناهيك عن عودة هؤلاء القادمون بلحى طويلة وجلابيب قصيرة متصدرين إمامة الناس في المساجد والزوايا رغما عنهم وكأن الدين فيهم لا في سواهم بل وكأنهم أوصياء على عقائد الناس!
كانوا يتخذون من الأماكن الشعبية والأقاليم النائية منبرا يصدحون فيه بفكرهم الضال المنحرف.
تمركزت هذه الجماعات في بداية أمرها تمركزا طفيفا فراوغت بأن  تسترت خلف إنشاء العديد من المحلات التجارية برؤوس أموال كبيرة لم يعلم مصدر أكثرها حينذاك!
وهكذا واصلت تلك الجماعات تواجدها إلى أن لمع نجمها في أوائل التسعينيات وهكذا ظل بنا الحال في ظل تراجع دعوي من الجهات الدعوية ذات القناة الشرعية حتى كان الانتباه عقب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ والتي كادت أن تأكل الأخضر واليابس لو عناية الله سبحانه وتعالى.
و إذا كان الأمر كذلك فإن التيار(الوهابي)وهو ما يطلق عليه زورا وبهتانا التيار(السلفي)من أشد التيارات خطرا على الإسلام لما يمثله من فهم خاطئ لصحيح الدين وذلك بتجريفه عقول أتباعه وتطويعه النصوص وفق هواه المتأسلم مروقا من الدين كما يمرق السهم من الرمية!
ولطالما نادينا هنا بضرورة وحتمية تفكيك منابر هذا الفكر وتجفيف منابعه ووضع دعاته تحت المراقبة الفكرية والميدانية انقاذا لعقول أجيالنا القادمة من العبث والسير بها نحو المجهول. 
تنقل لنا مضبطة التاريخ الكم الغفير من العمليات الإرهابية التي شنت ضد مصر من خلال جماعات الجهاد وجماعات التكفير والهجرة بنصوص مغلوطة سوقها لهم دعاة التمسلف القابعون هناك داخل قصورهم المشيدة وقنواتهم الفضائية التي كانت ولا تزال تبث سمومها بين الفينة والأخرى!
ناهيك عن وصلات الردح صباحا ومساء حول ضرورة الزهد في الدنيا والتخلي عن متاعها الزائل ضحكا على عقول الناشئة المغرر بهم وقد رأينا كيف تزوج أحدهم ما يزيد عن عشرين إمرأة!
وآخر تزوج أكثر من عشر نساء ناهيك عن ملابسهم وسياراتهم الفارهة!
حتى وما زال المغيبون يعتقدون فيهم النجاة !
و إذا كان نظام مبارك كان يعتمد في السابق على احتواء هذا الفكر بعض الشئ لتحقيق نوع من التعادل الميداني بينهم وبين جماعة الإخوان الإرهابية إلا أن الأحداث الجارية وما تشهده من توترات وصراعات إقليمية ودولية تجعل من المستحيل إعادة إنتاج وتطبيق هذه المعادلة  لكونها من الخطورة بمكان حيث أن المعايير تغيرت وأضحت الحرب على المكشوف كما يقولون..
فلابد إذن من سرعة التحرك لمواجهة أي فكر متشدد وتفكيك أي أحزاب تقوم على أساس ديني لنزع رداء التستر خلف الدين عنها.
لا سيما وأن هذه الجماعات المتأسلمة لا تؤمن بالدستور ولا بحرية الإعتقاد ولا بمبدأ المساواة في المواطنة إلى غير ذلك كثير وكثير من أفكارها المتطرفة.
اعتراف«محمد حسين يعقوب» داعية التيار السلفي المتشدد«مؤخرا» أمام محكمة الجنايات في قضية(خلايا داعش بامبابه)أنه مجرد خطيب شرائط كاسيت ومرواغته في إجابته عن مفهوم الجهاد وإقراره الضمني 
أنه ليس بعالم!
اعتراف حقيقي بأن هذا وأمثاله من هؤلاء النابتة ليسوا بعلماء وأنهم سطحيي الفكر أخذوا الدين فزاعة لتحقيق مآربهم الشيطانية والعدوانية بأن جعلوا من الدين مظهرا للضحك على الذقون.. 
فكم دسوا السم الرعاف في عقول الشباب المغيب !
ولكن الأهم من ذلك أن الأمر ما زال في أيدينا وأن«الكرة ما زالت في ملعبنا»وما زلنا نستطيع أن نقلم أظافر كل متاجر بالدين هنا أو خارج هنا.
وإذا كانت قواتنا الباسلة قاتلت وما زالت تقاتل من خرجوا علينا بالسلاح فإن هناك من يقاتلونا بالفكر من أمثال «دعاة التطرف»وهم سببا رئيسيا في ذلك.. 
فيجب مواجهتهم مواجهة فكرية تحجم مدهم المتطرف وترد على أقاويلهم الباطلة وحججهم الواهية ذلك كله بعد استنفار ولايةوأجهزة الدولة الدعوية والفكرية لضرب هذا التشدد في عقر داره.
فالمعركة لا تزال حامية الوطيس ولم تنته بعد وتحتاج إلى وضع استراتيجيات للمواجهة الحتمية ضربا شديدا على يد كل من يحاول المساس بأمننا الفكري والمعرفي نشرا للوسطية واخلاءا للطريق أمامها كي تتحرك مسيرة الإصلاح والبناء بلا أدنى اشكاليات أو معوقات.