الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر نحو الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية.. السيسي يبحث الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات القومية للإنتاج الزراعي.. وخبراء: توسيع الرقعة الزراعية باستخدام الري الحديث

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تكثف مصر من جهودها نحو توفير احتياطيات كافية من السلع والأغذية الأساسية، ومن هنا عزمت على النهوض بقطاع الزراعة من خلال منظومة شاملة ومجموعة من المشروعات القومية الكبرى التي من شأنها رسم خريطة مصر الزراعية من جديد وتوفير ما يلزم مصر من محاصيل استراتيجية، ولعل هذا كان محور مناقشات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومجموعة من كبار المسؤولين. 
 

الرئيس السيسي

وتناول الاجتماع متابعة الرئيس لتطورات الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات القومية للإنتاج الزراعي واستصلاح الأراضي، خاصةً في منطقتي توشكي بجنوب الوادي والدلتا الجديدة بالضبعة، فضلًا عن محافظتي بني سويف والمنيا، حيث اطلع سيادته على تفاصيل المراحل الحالية والمستقبلية لتلك المشروعات، بما في ذلك البنية الأساسية واللوجستية من طرق ومحاور، وتوفير المقنن المائي، وتطبيق أنسب وسائل الري الحديثة، وامدادات التغذية الكهربائية، وذلك في إطار استراتيجية الدولة الهادفة لزيادة نسبة رقعة الأراضي الزراعية على مستوى الجمهورية، بما يساعد على تطوير قطاع الإنتاج الزراعي وما يتصل به من صناعات غذائية وزراعية، ويساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، وكذلك فتح آفاق التصدير، وهو الأمر الذي يعزز من دور قطاع الزراعة في دعم الاقتصاد الوطني، ويساعد على توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للمواطنين في التخصصات المختلفة.
ويؤكد خبراء الزراعة على أن جهود مصر لتوفير المحاصيل الاستراتيجية يجب ان تتماشى جنبًا إلى جنب مع التوسع في استحداث طرق الري الحديثة والمتطورة، من أجل توسيع الرقعة الزراعية واستصلاح الأراضي من خلال مجموعة من المشروعات القومية في مجال الزراعة، مع مراعات العجز المائي التي تعاني منه مصر والعديد من دول العالم.

الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي

وفي هذا الشأن؛ قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن الزراعة في مصر تستهلك ٦٠ مليار متر مكعب سنويا، وهو ما يتطلب التوسع في طرق وتقنيات الري الحديث والبعد عن الري بالغمر والطرق التقليدية من أجل ترشيد استهلاك المياه وتوفير كميات مياه لاستصلاح المزيد من الأراضي في المشروعات الكبرى.
وأكد "صيام" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز"، أن استخدام طرق الري الحديثة من الممكن أن يوفر 20 % من المياه كما له العديد من الجوانب الإيجابية فبجانب توفير المياه، فإن الري الحديث يضيف ميزة نسبية في الزراعة وهي زيادة الإنتاجية وتوفير كميات كبيرة من الأسمدة ومستلزمات الإنتاج. 

وتابع: "الري الحديث يضيف أكثر من ١٥ ٪على الأقل زيادة في الإنتاجية، فالتجربة العملية في بعض المناطق الزراعية أثبتت أن الري الحديث يرفع من معدلات الإنتاج في محاصيل مثل القصب والقمح، كما توفر في كل مستلزمات الإنتاج وأهمها الأسمدة، ورفع الإنتاجية بنسب عالية، مما يرفع من الجدوى الاقتصادية.

من جهته، قال الدكتور مصطفى محمود، أستاذ هندسة الري المتفرغ بمعهد البحوث الزراعية، التابع لوزارة الزراعة، إن العديد من المشروعات الزراعية القائمة على طرق الري الحديث أثبتت كفاءتها في ترشيد استهلاك المياه، كما حققت نتائج مبهرة في زيادة إنتاجية المحاصيل وتوفير الأسمدة بنسب تتراوح من 20 إلى 40 %، بالإضافة إلى توفير في الأسمدة بنسبة ٣٠ ٪.
وأضاف أستاذ هندسة الري في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن الأهم من التوسع في الري الحديث هو إنشاء شبكات ري بتصميمات وتقنيات غالية الجودة من أجل الحفاظ على استمرارية نظم الري الحديثة، بمراعاة الظروف الطبيعية للمناطق المختلفة نوع التربة والعوامل المحيطة من المناخ والمحاصيل التي تتناسب مع كل منطقة جغرافية.

وتابع: "الري الحديث يحسن من جودة النبات فلا يترك النبات تحت تأثير العطش فيمرض ويتأثر بذلك، بل يوفر مياه للنبات على مدى اليوم موزعة على عدد ساعات اليوم كل ٣ ساعات على سبيل المثال، وبالتالي الحفاظ على المياه وتوفير كميات مناسبة من احتياجات النبات، وكذلك منع العديد من المشكلات مثل إجهاد الجذور بالمياه والسماد والذي يخلف العديد من الأمراض التي تصيب النباتات مثل تعفن الجذور".