الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

المخابرات الأمريكية ساعدت أوكرانيا فى قتل قادة الجيش الروسى

القوات الأوكرانية
القوات الأوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن مساعدة المخابرات الأمريكية لأوكرانيا فى استهداف وقتل قادة الجيش الروسى، خلال العملية العسكرية التى بدأتها موسكو فى ٢٤ فبراير الماضى، ضد أوكرانيا.

وقالت الصحيفة فى تقريرها المنشور فى الرابع من مايو الجارى، إن واشنطن قدمت معلومات استخباراتية حول الوحدات الروسية، وهو الأمر الذى سمحت للأوكرانيين باستهداف وقتل العديد من الجنرالات الروس الذين لقوا حتفهم فى حرب أوكرانيا، وفقًا لمسئولين أمريكيين كبار، وأكد مسئولون أوكرانيون أنهم قتلوا ما يقرب من ١٢ جنرالًا على الخطوط الأمامية، وهو رقم أثار دهشة المحللين العسكريين.

وأضافت «نيويورك تايمز» أن المساعدة فى الاستهداف هى جزء من جهد سرى من قبل إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، لتوفير معلومات استخباراتية فى ساحة المعركة لأوكرانيا، وقال المسئولون إن تلك المعلومات تتضمن أيضًا تحركات القوات الروسية المتوقعة المستمدة من التقييمات الأمريكية الأخيرة لخطة موسكو القتالية السرية للقتال فى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، ورفض المسئولون تحديد عدد الجنرالات الذين قتلوا نتيجة المساعدة الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ركزت على توفير الموقع والتفاصيل الأخرى حول المقرات المتنقلة للجيش الروسى، والتى يتم نقلها بشكل متكرر، قام المسئولون الأوكرانيون بدمج هذه المعلومات الجغرافية مع معلوماتهم الاستخباراتية بما فى ذلك الاتصالات التى تم اعتراضها والتى تنبه الجيش الأوكرانى إلى وجود كبار الضباط الروس، للقيام بضربات مدفعية وهجمات أخرى أدت إلى مقتل الضباط الروس.

ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية جزءًا من تدفق متزايد للمساعدات الأمريكية التى تشمل الأسلحة الثقيلة وعشرات المليارات من المساعدات المالية، مما يوضح مدى سرعة تحول القيود الأمريكية المبكرة على دعم أوكرانيا مع دخول الحرب مرحلة جديدة يمكن أن تمتد لشهور، وكان للدعم الاستخباراتى الأمريكى للأوكرانيين تأثير حاسم على ساحة المعركة، حيث أكد الأهداف التى حددها الجيش الأوكرانى ووجهها إلى أهداف جديدة.

وسعت الإدارة الأمريكية إلى إبقاء الكثير من المعلومات الاستخبارية فى ساحة المعركة سرية، خوفًا من أن يُنظر إليها على أنها تصعيد واستفزاز الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى حرب أوسع، ولم يصف المسئولون الأمريكيون كيف حصلوا على معلومات عن مقر قيادة القوات الروسية، خوفًا من تعريض أساليب جمعها للخطر، لكن خلال الحرب، استخدمت وكالات الاستخبارات الأمريكية مجموعة متنوعة من المصادر، بما فى ذلك الأقمار الصناعية التجارية والسرية، لتتبع تحركات القوات الروسية.

وقال دميترى بيسكوف، الناطق باسم الرئاسة الروسية، إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى والمملكة المتحدة ترسل معلومات استخبارية إلى أوكرانيا، مؤكدا أن الجيش الروسى على علم بذلك.

وأضاف «بيسكوف» فى تصريحات صحيفة، أن الجيش الروسى يدرك أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى وبريطانيا لا تنقل الأسلحة فحسب، بل تنقل أيضًا معلومات استخباراتية إلى أوكرانيا، وهذا لا يساهم فى استكمال سريع للعملية الخاصة، لكنه لن يمنعها من استكمالها، وفقًا لما نشرته وكالة «نوفوتسى» الروسية.

وكان وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، أكد الشهر الماضى أن بلاده تريد أن ترى روسيا ضعيفة إلى درجة أنها لا تستطيع القيام بالأشياء التى فعلتها فى غزو أوكرانيا، ولدى سؤاله عن المعلومات الاستخباراتية المقدمة للأوكرانيين، قال المتحدث باسم البنتاجون، جون إف كيربى: «لن نتحدث فى تفاصيل تلك المعلومات»، لكنه أقر بأن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بالمعلومات والاستخبارات التى يمكنها استخدامها للدفاع عن نفسها.

وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، فى بيان إن المعلومات الاستخبارية فى ساحة المعركة لم تُقدم للأوكرانيين بقصد قتل الجنرالات الروس.

وأكدت صحيفة تقرير «نيويورك تايمز» نقلًا عن المسئولين أن المخابرات الأمريكية كان لها دور حاسم فى مقتل القادة الروس، وأقروا علنًا بأن الولايات المتحدة بدأت فى تزويد أوكرانيا بمعلومات استخبارية عملية فى الفترة التى سبقت الغزو الروسى فى ٢٤ فبراير، وعلى سبيل المثال، قبل الغزو، حذرت وكالات الاستخبارات الأمريكية من هجوم وشيك على مطار هوستوميل شمال كييف، ما سمح لأوكرانيا بتعزيز دفاعاتها، لم تتمكن القوات الروسية المحمولة جواً فى نهاية المطاف من السيطرة على المطار.

وقال مسئولون عسكريون أمريكيون حاليون وسابقون إنه فى حين أن المعلومات التى قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا أثبتت قيمتها، فإن الجنرالات الروس غالبًا ما يتركون أنفسهم عرضة للتنصت الإلكترونى من خلال التحدث عبر الهواتف وأجهزة الراديو غير الآمنة.

وأوضح فريدريك ب. هودجز، القائد الأعلى السابق للجيش الأمريكى فى أوروبا والذى يعمل الآن بمركز تحليل السياسة الأوروبية إنه يظهر ضعف الانضباط، ونقص الخبرة، والغطرسة والفشل فى تقدير القدرات الأوكرانية. ليس من الصعب تحديد موقع شخص ما على الهاتف يتحدث بوضوح.