الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نصر عبده يكتب: رسائل مهمة من الرئيس.. «الوطن يتسع للجميع.. والخلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دَعونا نؤكد أنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي وجَّه مجموعة من الرسائل المهمة للمصريين في حفل إفطار الأسرة المصرية، وإذا كنا قد رأينا الكثير من الوجوه التي غابتْ خلال الفترة الماضية، فهذا يُبشِّر بأننا مُقدِمون على مرحلة سياسية مختلفة، لكن نقول: إن عددًا من المشاركين الذي قد يتخيل البعض أو يتساءل: أين كانوا؟ أو لماذا ظهروا الآن؟ ولهؤلاء نجيب بأن دعوة الرئيس لحوار سياسي تشترك فيه جميع القوى السياسية لم تكن هي المرة الأولى، بل جاءت قبل ذلك، وبعض الحاضرين شاركوا في فاعليات مَضَتْ، مثلما شارك «حمدين صباحي» في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.

ولعلَّ أهم ما جاء اليوم، أن الوطن يتسع للجميع، والحوار الوطني السياسي مهم جدًّا في تلك المرحلة، على أن يكون حوارًا هادفًا بنَّاءً، أو كما قال الرئيس السيسي: «الخلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية»، علاوة على التأكيد أن حلَّ مشكلات الوطن مسئولية الجميع، ومن هنا أرى أن الفترة المُقبلة تُبشِّر بمشاركة سياسية وفاعلة ومؤثرة تهدف إلى بناء الجمهورية الجديدة.

وإذا قرأنا رسائل الرئيس السيسي بعناية، سنجد أن هناك رغبةً حقيقية من الدولة في أن يتشارك الجميع ويتحمل المسئولية، المواطن والمسئول والأحزاب، والائتلافات، والصحفيون والإعلاميون، وجميع طوائف الشعب الذي تميز حفل الإفطار بحضورهم وتمثيلهم.

أرى أننا على أعتاب مرحلة جديدة تُعلي من المصلحة العليا للوطن، في ظل وجود تحديات فرضتْ علينا لا بإرادتنا مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وهي تحديَّات تتطلَّب تكاتُفَ الجميع مؤيِّدين ومُعارِضين، فالكل يجب أن يرفع شعار "مصر أولًا".

ولنعرف جميعًا حجم التضحيات التي تحملتها مصر وقواتها المسلحة الباسلة، واتضح هذا جليًّا عندما قال الرئيس: إن مصر فقدت 3277 شهيدًا، وعالجت أكثر من 1200 مصاب منذ 2013، وأن "الجيش كان بيصرف مليار جنيه كل شهر علشان الإرهاب من 2014 حتى  2017".

ولنقرأ بعناية أهم الرسائل التي وجهها الرئيس السيسي للمصريين، عندما قال:

خسرنا 37 مليار دولار من 2011 إلى  2012

الفصيل الذي كان موجودًا شكَّك في كل شيء

القوات المسلحة صرفت مليار جنيه شهريًّا لمدة 80 شهرًا

35 ألف حالة تعدٍّ على الأراضي الزراعية فى 2011

الموضوع في مصر كبير على أي رئيس بس مش كبير على المصريين

على مدار السنوات الماضية كانت التحديات عظيمة ونجاحاتنا أعظم

ما تم عرضه في مسلسل الاختيار هو ما تم في الواقع في ذلك الوقت

أنا  مش رئيس...طول ما إرادتكم موجودة أنا موجود وبتوافق معاها

اوعوا تفتكروا إني محسوب على حد

استنفذنا الاحتياطي النقدي في فترة مليئة بالتحديات من 2011 إلى 2014 ولم يكن بمقدور أي رئيس أن يتجاوز تلك الأزمة

الأزمات وآثارها لا تسقط بالتقادم

دعم الأشقاء العرب في 2013 وما بعدها أسهم في الحفاظ على الدولة المصرية

عهدي معكم دائمًا الصدق والإخلاص في العمل والنوايا والتجرد من الانتماء إلا للوطن ابتغاء لوجه الله سبحانه وتعالى

أرحب بشيوخ سيناء وأشكرهم على تعاونهم مع أجهزة الدولة

الوطن يتسع للجميع.. والاختلاف فى الرأي لا يفسد للوطن قضية

خطواتنا كانت ثابتة وراسخة وعزيمتنا لن تلين من أجل تحقيق البقاء والبناء لمصرنا العزيزة

المواطن المصري تحمَّل الآثار الناجمة عن تنفيذ برنامج طموح وضروي للإصلاح الاقتصادي

رسائل مهمة، تحمل بين طياتها رسائل كثيرة، وتستوجب أن نعيها جميعًا، ونعمل من خلالها، حتى نعود للخلف، وحتى نخطو إلى الأمام، فالنقد الدائم دون طرح حلول كفيل بأن يُفشِل أي منظومة، لكن النقد البنَّاء الذي يُقدِّم حلولا، ويشارك في تنفيذها هو ما يبني الدول.

أما عن التكليفات التي وجه بها الرئيس السيسي اليوم، فأرى أنها مهمة للغاية، وكان يطالب بها الكثيرون مثل مشاركة القطاع الخاص، وزيادة فرص عمله واستثماراته، ومن أهم التوجيهات التي كلف بها الرئيس:

إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي

عقد مؤتمر صحفي عالمي لإعلان خطة مصر للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الحكومية

تعزيز أوجه الدعم المقدم لمزارعي القمح في مصر

الإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة

البدء في طرح حصص من شركات مملوكة للدولة في البورصة

الاستمرار في عمل المعارض التي أسهمت في توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مدعمة

طرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية

تكليفات مهمة، وتوجيهات واضحة للحكومة، ننتظر تنفيذها بالشكل المطلوب، حتى تؤتي بنتائجها المرجوة، ويستفيد منها الجميع، وتستفيد منها الجمهورية الجديدة.

وإلى الجميع .. أهم ما أراه الآن، البدء في إجراء الحوار الوطني السياسي، على أن يعي الجميع أننا نحتاج حوارا سياسيا يتمخض عن نتائج إصلاحية تضيف لنا لا تنقص منا، ونعدل بالفعل على ما يتفق عليه أنه يحتاج إلى تعديل، حتى تعرض تلك النتائج على الرئيس وتأخذ طريقها إلى البرلمان بغرفتيه التشريعية لإصدار قوانين وتشريعات تضمن تنفيذ تلك النتائج، أو لإجراء  تعديلات تضمن نفس النتيجة، وحتى لا يكون الحوار مجرد حوار نجلس فيه لنتبادل الرؤى أو نمدح أو نذم. 

نحن أمام مرحلة جديدة، فلنستغلها جميعا من أجل الوطن والمواطن الذي ينتظر الكثير، فيما يخص رقابة الأسواق والسيطرة على الأسعار، وجذب استثمارات جديدة لإيجاد فرص عمل للشباب والحد من البطالة، وغير ذلك من الملفات المهمة التي تلامس المواطن مباشرة.

وعلى الإعلام دور مهم أيضًا، فعليه أن يعي ما يحدث من تغييرات، وينوع بين الوجوه التي تظهر عبر وسائله المختلفة فلا يفرض أشخاصا بعينهم على المتلقي، فاستيعاب المعارضة الوطنية المخلصة أولوية مهمة، بدلا من أن تستغلها منصات الإعلام المضاد الذي لا يتكاثر إلا في الماء العكر.

أمام القوى السياسية جميعها، فرصة للاتحاد، فلتبدءوا في جلسات الحوار الوطني .. فلتتحدوا من أجل مصر، فلتتحدوا من أجل المواطن الذي ينتظر الكثير والكثير، فلتتحدوا من أجل وطن يتسع للجميع، مؤيد ومعارض وطني، يهدف للبناء والنماء.