الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل نجح "وزير الأوقاف" في مهمته؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

.. يُعجبنى الفراسة التى يتحدث بها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فالرجل لا يتوانى عن التعبير عما تجيش به قلوبنا تجاه القضايا الدينية، لا يخاف ولا يهاب ولا يتراجع عن قول الحق ولا يخشى إلا الله ولا يختبئ، ويواجه بشجاعة ويدخل _ بلا تردد _ فى معارك فكرية لرفض الفكر المُتطرف، وتصريحاته الأخيرة التى قال فيها: إن حرق المصاحف ليس حرية رأى بل عنصرية مقيتة واعتداء على حرية الآخرين، وتجاوز صارخ فى حق مقدساتهم.. هى تصريحات مقبولة ومعقولة ونؤيدها جميعًا وكُنا ننتظرها ونعتبرها رأى صائب من وزير نجح فى الدفاع عن الدين والحريات والمقدسات

.. أؤيد "وزير الأوقاف" حينما قال نصًا: "مصر" تجاوزت قضية "الأقلية والأكثرية" إلى قضية "المواطنة المتكافئة"، وأُؤيده أيضًا حينما قال كلمات رائعة فى حب "مصر" وأعتبرها كلمات من مواطن مصرى فخور ببلده ومُعتز بمكانتها وقيمتها وعظمتها وعظمة شعبها فقد قال وزير الأوقاف نصًا: "مصر الكبيرة" هى الحُضن الدافيء لأبنائها جميعًا بل ولقاصديها ومُحبيها وطالبى نجدتها، "مصر الكبيرة" تقف مع أبناءها صفًا واحدًا وقت الشدائد، "مصر" هى التى تعطى ويعطى أبناءها الشرفاء بلا حساب، فـ "مصر" شعبها أصيل كالمعدن الذى لا يصدأ أبدًا وإن أصابه بعض الغبار المُتطاير فسرعان ما ينجلى عنه ويعود معدنه النقى ذهبًا خالصًا صافيًا.

ولذلك أصبحت على يقين من أن "وزير الأوقاف" له جمهوره الذى ينتظره يخطب الجمعة ويؤم المُصلين وتساءلت: هل نجح الدكتور مختار جمعة فى مهمته ؟ هل حقق إنجازات لدولة ٣٠ يونيو؟ هل حقق ما نطمح به جميعًا للجمهورية الجديدة؟ فى رأيي أنه نجح فى منع التوظيف السياسى والحزبي والمذهبي والطائفي، ونجح فى توحيد الخطبة فى جميع المساجد إستنادًا لأن الوزارة هى المسئولة عن إقامة الشعائر الدينية وحذر من ضم أى مسجد لا يلتزم بهذا القرار، وشدد على ضرورة محاسبة الأئمة والخطباء غير الملتزمين؛ لذلك أرى أنه نجح فى السيطرة على الخطاب الدينى، والأهم من وجهة نظرى أنه نجح فى تطهير الوزارة من المتطرفين المحسوبين على الجماعة الإرهابية وتابعيهم وكُلنا يعلم أنها كانت وزارة مُلغمة بكم كبير منهم، توغلوا فيها وانتشروا فيها وسيطروا عليها لكن حان الوقت للتصدى لهم مع قدوم "مختار جمعة" وعادت الوزارة كما كانت نبراسًا لنا ومصباحًا يُنير لنا طريق الحق والعدل والوسطية والسماحة.

ما حققه الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف يستحق منا أن نتوقف أمامه ونركز عليه ونذكره للرأى العام لأنه طوال سنوات توليه الوزارة كان يحارب وهو رافع سيفه ضد المتطرفين الذين يُشوهون وعى المصريين ويعملون لصالح التيار المتطرف الذين لا يعرفون شيئًا عن وسطية الإسلام واعتدال الإسلام وسماحة الإسلام وقبول الآخر والعيش الكريم فى سلام وأمان، ولم يتوقف عطاؤه عن هذه المواجهات فقط بل قام بإحلال وتجديد وصيانة وترميم (٨٠٠٠) مسجد، وافتتح (١٩٠٠) مسجد فى مدة لا تتجاوز العام ونصف الماضيين، ونجح فى نشر الوعى لدى المواطنين بإصدار (٣٠٤) مؤلفات ومترجمات لنشر الفكر الوسطي المستنير، ومازالت عمليات إيفاد وإعارة الأئمة مستمرة وعقد المؤتمرات الدولية والمسابقات العالمية مستمرة.

ما يُكتب للدكتور مختار جمعة هو تصميمه على تدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين فى "أكاديمية الأوقاف الدولية" وهى التى تُسهم بدور كبير فى تحقيق نتائج لافتة للنظر تجاه تجديد الخطاب الدينى الذى يحرص عليه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.