الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف: مفهوم العبادة شامل لجميع أبواب الخير

أعضاء القافلة
أعضاء القافلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انطلقت أربعة قوافل دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف إلى أربعة محافظات هم: (مطروح - المنيا - قنا - سوهاج)، اليوم الجمعة، وتضم كل قافلة (عشرة  علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع : "رمضان شهر الجد والعمل والانتصارات"، جاء ذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.


وأكد علماء الأزهر والأوقاف على أن مفهوم العبادة شامل لجميع أبواب الخير النافعة للعباد والبلاد، وقد نظر الدين الحنيف إلى العمل نظرة تعظيم وتوقير، وجعله بابًا من أبواب القربات، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) في شابٍّ مر على الصحابة (رضي الله عنهم)، فأعجبهم قوته ونشاطه: "إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إنْ قَامَت السَّاعةُ وَفِي يَد أَحَدِكُم فَسِيلةٌ  فَإنْ استَطاعَ أنْ لَا تَقُومَ حَتى يَغرِسَهَا فَليَغِرسْهَا".
 

وأشاروا إلى أنه إذا كان شهر رمضان المبارك شهر التقرب إلى الله تعالى بجميع أنواع الطاعات من صوم وصلاة وقراءة قرآن، وصدقة؛ فإن الاجتهاد في العمل وإتقانه في ذلك الشهر الفضيل من الأهمية بمكان؛ لأن رمضان شهر جد ونشاط، لا شهر كسل أو بطالة، وإذا كان المقصد الأعظم من الصيام التقوى حيث يقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" فإن تمام التقوى لا يتحقق بكون الإنسان عالة على الآخرين، إنما يتحقق بجده وعمله واستغنائه عن المسألة، فقد كان نبي الله داود (عليه السلام) كثير الصيام، ولم يمنعه صيامه من إتقان عمله الشاق في صناعة الحديد، حيث يقول الحق سبحانه: "وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ خَيْرًا من أنْ يأكلَ مِن عمَلِ يدِهِ، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ"، وكان (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ من الكسل، حيث يقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ".


مؤكدين أنه إذا كانت المراقبة من غايات الصيام فإن ذلك يدعو الصائم إلى الوفاء بحق العمل، فالعمل أمانة يجب أداؤها، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"، والصائم الذي يجتهد في صيامه وصلاته وسائر عباداته لأنه يعلم أن الله (عز وجل) يراه ويراقبه ينبغي أن يعلم أن الله (سبحانه) يرى عمله وإتقانه، ويراقبه في كل ذلك، حيث يقول سبحانه: "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"، وإذا كان من أهم ما يجب أن يحرص عليه الصائم أكل الحلال واستجابة الدعاء، فعليه أن يدرك أنه إذا أخذ الأجر ولم يؤد حق العمل فإنه إنما يأكل سحتًا وحرامًا.
موضحين أن المتأمل في التاريخ الإسلامي يجد أن رمضان شهر الانتصارات، وأن التذكير بأيام النصر والعزة تذكير بأيام الله ، ففيه كان يوم بدر، حيث نصر الله تعالى عباده المؤمنين في معركة فاصلة بين الحق والباطل، على قلّة عددهم وعدتهم، حيث يقول الحق سبحانه: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ  فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ  وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ"، وفيه كان فتح مكة، وفيه كان يوم العاشر من رمضان، والكثير من أيام العزة والنصر.

 

وصرحوا، أنه في يوم العاشر من رمضان كان نصر السادس من أكتوبر المجيد، الذي كان يوم استعادة الأرض والكرامة، فكان النصرُ المجيدُ في شهر الصيام والقيام والقرآن والدعاء لأبطال القوات المسلحة المصرية، صمام الأمان للدفاع عن الدين والوطن والأرض والعرض، وقد برزت فيه شجاعة الجندي المصري وبسالته وتضحيته في سبيل وطنه ، وأن قواتنا المسلحة الباسلة لا زالت درعًا وسيفًا لوطنها، حفظ الله مصر قائدًا حكيمًا، وشعبًا كريمًا، وحفظ قواتنا المسلحة الباسلة، وجعل أيام مصر كلها أيام عزة ونصر وتقدم ورقي.

3891FF29-60FF-4FB7-8E0E-BF7C7B9F4E71
3891FF29-60FF-4FB7-8E0E-BF7C7B9F4E71
DBC8F6D0-0EA0-4B73-A357-0D34FD9B17C3
DBC8F6D0-0EA0-4B73-A357-0D34FD9B17C3
9113A8A9-1D25-4955-AA2E-CF2B14F25A50
9113A8A9-1D25-4955-AA2E-CF2B14F25A50