الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مفتي الديار المصرية لـ«البوابة»: البنوك استثمارية وليست ربوية.. تجديد الخطاب الديني لا يعني التبديد بل توصيله في شكله الحضاري.. نستقبل يوميًا 4 آلاف فتوي 

محرر البوابة نيوز
محرر البوابة نيوز ومفتي الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مفتي الديار المصرية لـ«البوابة»: البنوك استثمارية وليست ربوية

الدكتور شوقي علام: تجديد الخطاب الديني لا يعني التبديد بل توصيله في شكله الحضاري  

المنتحر ليس كافرًا ولا يمكن إطلاق التكفير جزافًا ويجب التعامل معه كمريض نفسي

 الدار أطلقت حملة «خلِ رمضانك أجرك».. وتطلق كتابًا لتنظيم الوقت في رمضان لفئات المجتمع

"الإفتاء المصرية" من أفضل دور الفتوى التي توظف الفضاء الرقمي بلغات متعددة

الدار وفرت الخدمات الإفتائية بوسائل تكنولوجية متعددة لمواجهة سيل الفتاوي غير المتخصصة والجماعات الإرهابية

حملنا على عاتقنا أمانة تجديد الخطاب الديني والإفتائي وضبط بوصلته داخليًا وخارجيًا

الدار تعتنى بتقديم الفتوى لغير الناطقين بالعربية لتوجيه رسالتها لكافة مسلمي العالم

أصدرنا موسوعة للفتاوى التي وردت إلينا من دول غربية على رأسها أوروبا وأمريكا

استراتيجية خمسية للتوزيع الرأسي والأفقي في مقرات الإفتاء داخل وخارج مصر

نستقبل يوميًا 4 آلاف فتوى.. ومليون وثلاثمائة وثمانية وستين ألف فتوى في 2021

لعلماء "الإفتاء" منهجية وخبرات متراكمة.. ونلجأ للمتخصصين في العلوم المختلفة مثل الطب والسياسة

نأخذ بكافة المذاهب الفقهية ونتخير منها ما يناسب أحوال الناس والواقع المتغير

الفتوى لابد أن تجيب عن 4 أسئلة تشمل البحث والفهم والتعليل وتنزيل الأمر الشرعي على أرض الواقع

من يتصدر للفتوى يجب أن يتدرج في مراحلها العلمية التي تحتاج لجملة من العلوم

لدينا آليات لرصد الفتاوى الشاذة والرد منها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، والمؤشر العالمي للفتوي

الدار لديها استراتيجية للتواصل الديني الفعال مع المسلمين بالخارج لزيادة قوة مصر الناعمة في المجال الديني

تراثنا الفكري والحضاري ثروة عظيمة يجب الحفاظ عليها

موقع الدار يصدر بتسع لغات ونعمل لإيصال الفتوى الصحيحة إلى المسلمين جميعًا في ربوع الأرض

نسعى لتأصيل فلسفة الدولة ودار الإفتاء في نطاق المواجهة الفكرية الشاملة لظاهرة التطرف

حوار: محمد غنوم

منذ بدء إنشاء دار الإفتاء رسميًا في الثاني عشر من نوفمبر1895، الموافق 1313هـ، بالأمر الصادر من الخديوي عباس حلمي الثاني، تولى منصب مفتى الديار المصرية عشرون من أهم علماء الإسلام بدءًا من الشيخ حسونة النواوي، الذي خلفه أحد أهم علماء المسلمين في العصر الحديث وأهم دعاة التجديد الشيخ محمد عبده، وجاءَ علماء خلفًا من سلف، تركوا فتاوى لمصر وللعالم الإسلامي، ما زال أثرها قائمًا.

والتقت «البوابة»، فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتى الديار المصرية العشرين، أحد أهم علماء الإسلام حاليًا، خليفة للتسعة عشر السابقين، الذين سبقهم أفضل علماء الإسلام، لتصبح مصر قبلة الفتوى في العالم الإسلامي بفضلهم، ويصبح مفتى الديار المصرية، شاغلًا لمنصب شغله سلطان العلماء العز بن عبدالسلام، الذي شغل مناصب مهمة للمسلمين، مثل رئيس المجلس الأعلى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي قال إن الدار أطلقت حملة «خلِ رمضان أجرك»، وأن دار الإفتاء المصرية من أفضل دور الفتوى في العالم التي توظف الفضاء الرقمي بلغات متعددة، موضحًا أن الدار حملت على عاتقها أمانة تجديد الخطاب الديني والإفتائي وضبط بوصلته داخل مصر وخارجها، كاشفًا عن أن دار الإفتاء المصرية أصدرت موسوعة للفتاوى التي وردت من دول غربية على رأسها أوروبا وأمريكا، وأن الدار أنتجت العام الماضي مليونا وثلاثمائة وثمانية وستين ألف فتوى. وإلى نص الحوار:

 *ما المشروعات الجديدة لدار الإفتاء في شهر رمضان؟

اعتدنا في دار الإفتاء على وضع استراتيجية خاصة للعمل طوال شهر رمضان، وهذا العام أطلقنا حملة جديدة تحت عنوان «خلِ رمضانك أجرك»، وسيتم إطلاق كتاب جديد إلكتروني ينظم لك الوقت خلال شهر رمضان المبارك فيه برامج متعددة برنامج لربات البيوت، برنامج للموظف والعامل، برنامج للطلاب، وينقسم الكتاب حسب الوقت أو الفئة العمرية أو التفرغ والعمل، وتذكير بمختلف أنواع العبادات والسنن التي تعين على طاعة الله.

 *ماذا عن جهود الدار في مواكبة خطة الدولة للرقمنة؟

أدركت دار الإفتاء المصرية ضرورة اقتحام المؤسسات الدينية ودور الإفتاء ميدان التكنولوجيا والاستفادة منها في مواجهة الفكر المتطرف، فبادرت بعقد مؤتمر دولي يحمل شعار «نحو مؤسسات إفتائية رقمية» ناقشنا فيه متطلبات تطوير المؤسسات الإفتائية تقنيًّا، ودعم التقنيات القائمة، ودار الإفتاء المصرية ذائعة الصيت في الولوج إلى عصر الرقمنة، ونستطيع القول إنها من أفضل دور الفتوى التي توظف الفضاء الرقمي بلغات متعددة، وتعمل على تلبية تطلعات المسلمين بالمعرفة والعلم، ومن أوائل مؤسسات الافتاء التي طبقت التحول الرقمي وقدت نموذجا ناجحا ورائدا في هذا المجال.

 *دار الإفتاء المسئول الأول في مصر عن الفتوى وإبداء الرأي الشرعي في كل ما يخص المسلمين، ورغم ذلك نجد بعض الفتاوى من غير المتخصصين إضافةً إلي الفتاوى المسيلة علي السوشيال ومواقع التواصل الاجتماعي أو من بعض الدعاة السلفيين.. ما جهودكم في مواجهة مثل هذه الفتاوي؟ مع توضيح أن بعض هذه الفتاوى متشددة وتضر الصالح العام؟

بذلت دار الإفتاء جهودا حثيثة على كافة المستويات لتصحيح مسار الإفتاء ومواجهة فوضى الفتاوى عن طريق توفير الخدمات الإفتائية بوسائل مختلفة متعددة وبوسائل التكنولوجيا الحديثة لمواجهة الجماعات المتشددة، كما اتخذنا خطوة احترازية وقائية من خلال نشر وزيادة الوعي بين الناس بأهمية اللجوء للمتخصصين، وتتبع تلك الفتاوى الشاذة ورصدها، وإصلاحية علاجية من خلال التصدي للفتاوى الشاذة، وتصحيح المفاهيم وعلاج هذه الفتاوى لإزالة ما أحدثته من تلبيس وبلبلة.

ولا شك أن الفتوى الصحيحة تحتاج إلى عناصر مهمة يجب أن تتوفر فيها، ومن بينها: الإحاطة التامة بالعلوم الشرعية، وبعلوم الواقع، المعقد والمتغير، ونحن بدورنا مؤتمنون على الفتوى، لأن الفتوى الصحيحة لها دور كبير في استقرار المجتمعات وتحقيق التنمية والتعايش بين أبناء الوطن الواحد.

 * الكثير في دول العالم يعتمدون علي دار الإفتاء المصرية المصدر الأول والرئيس للفتوي لهم.. ما الجهود الخارجية التي تمارسها الدار في تقديم الفتوي لاسيما مع المسلمين غير الناطقين بالعربية؟

حملنا على عاتقنا أمانة تجديد الخطاب الديني والإفتائي وضبط بوصلته داخليا وخارجيا؛ من خلال العديد من المشروعات والمبادرات المهمة التي قمنا بتنفيذها وكان لها الأثر الواضح، ليس فقط على المستوى المحلي، ولكن على المستوى الدولي.

وفى إطار عناية الدار بتقديم الفتوى إلى غير الناطقين بالعربية، فقد قمنا بتدشين حسابات جديدة للدار عبر فيسبوك أحدهما بالإنجليزية والآخر بالفرنسية لإيصال رسالة الفتوى لكافة مسلمي العالم، هذا فضلًا عن جهودنا في ملف تدريب الطلاب والأئمة من العاملين بالحقل الإفتائي وتأهيلهم لمواجهة الآراء المتطرفة والشاذة، حيث أَوْلَتِ الدار اهتمامًا كبيرًا بالعلوم الحديثة للتدريب على الإفتاء.

وكذلك قمنا بتدشين المؤشر العالمي للفتوى، لرصد حالة الفتوى على مستوى العالمي وفي كافة النطاقات، كما تم إصدار موسوعة فتاوى تضم ألف فتوى وردت إلينا من دول غربية، وعلى رأسها دول أوروبا وأمريكا في موضوعات متنوعه تهم المسلمين، وأخرى متعلقة بمواجهة التطرف وتساهم في عمليات الاندماج مع المجتمعات الغربية، وقد ترجمت إلى الإنجليزية والألمانية والفرنسية.

 

 إلى جانب إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي دشنتها دار الإفتاء عام 2015 وتضم حاليًّا مفتين وعلماء من دول شتى، وتتبنى الإسهام في تجديد الخطاب الديني ومعالجة فوضى الفتاوى في أرجاء العالم الإسلامي، كما نضع نصب أعيننا تنفيذ استراتيجيتها على المسارات المتنوعة في الداخل والخارج.

 *مؤخرًا افتتحت الدار مقرًا لها في محافظة بني سويف.. هل تسعي الدار لزيادة هذه المقار لتشمل المركز والقري والنجوع حيث إن المواطن يريد أن يأخذ الفتوي من المفتي المعين من قبل الدار مباشرةً ؟ وكم عدد مقار دار الإفتاء في المحافظات حاليًا ؟

يأتي إنشاء الفرع الجديد لدار الإفتاء تنفيذًا لاستراتيجية الدار الخمسية التي أعلنت عنها بداية العام، والتي تتضمن التوسع الرأسي والأفقي في الداخل والخارج، لضبط البوصلة الإفتائية، وتلبية الحاجة المتزايدة لطالبي الفتوى الشرعية المؤسسية المنضبطة في مصر والعالم، وتهدف دار الإفتاء من ذلك إلى القيام بواجب الوقت في بناء الوعي الصحيح لدى الناس بتهيئة الخدمات الإفتائية والفتاوى الصحيحة والمنضبطة لطالبي الفتوى بكافة والوسائل والآليات، ويبلغ عدد فروع الدار حتى الآن خمسة أفرع.

*تقريبًا كم عدد الفتاوى التي تصدر عن الدار وعدد المستفيدين في مصر وخارجها سنويًا؟

تستقبل دار الإفتاء يوميا ما بين 3500 إلى 4000 فتوي يوميًا، وهذا يعكس مدى ثقة الناس في دار الإفتاء المصرية وعلمائها، وهو ما يؤكد نجاح الدار في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من طالبي الفتوى بوسائل وآليات عدة وعبر إدارات الدار المختلفة المتمثلة في الفتوى الشفوية والهاتفية والإلكترونية والمكتوبة، وما تستقبله الدار كذلك من فتاوى من خلال البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكذلك تطبيق الدار على الهواتف الذكية، كما شهد العام 2021 إصدار دار الإفتاء كمًّا هائلًا من الفتاوى، شملت كل ما يعنُّ للمسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة، حيث أصدرت الدار ما يزيد على مليون وثلاثمائة وثمانية وستين ألف فتوى (1.368.000).

 هناك فتوى لفضيلتكم تحمل رقم (16734) عن حكم مخالفة المذهب الفقهي المستقر في بلد معين خاصةً وإن كان هذا بإلزام من ولي الأمر.. ما هو المذهب الفقهي المستقر في مصر؟ إضافةً إلي أننا نجد من يخالف هذا المذهب مثل أن البعض يؤخرون صلاة الفجر عن التوقيت الرسمي للدولة ؟ وما هي الركائز الفقهية التي تعتمدون عليها في إصدار الفتوى؟ "أقصد بذلك المذاهب المتعددة التي قد يغاير بعضها بعضًا في مسألة واحدة"؟

منهجية دار الإفتاء المصرية في إصدار الفتاوى هي منهجية علمية موروثة، وعندما يرد سؤال إلى دار الإفتاء فلدى علمائها منهجية وخبرات متراكمة، كما نلجأ أحيانًا إلى المتخصصين في العلوم المختلفة مثل الطب والاقتصاد والسياسة وغيرها قبل إصدار فتوى في أمر يتعلَّق بهذا التخصص؛ لاستجلاء الأمر والإلمام بكافة تفاصيله.

وبشأن مسألة ضرورة التمذهب بمذهب فقهى معيَّن، فلا شك أن اجتماع أهل بلد على مذهبٍ مُعَيَّن فيه الحفاظ على وحدتهم الثقافية، والوقاية من التفرّق، والحدّ من التنازع، وهي مقاصدُ تُقام عليها الدول وتُصانُ بها مقدراتها، ولابد أن نؤكد على أن ذلك يكون فى إطار المنهجية العلمية فى التعلم، فإنه يتم الالتزام بمذهب فقهى لدراسته ومعرفة قواعده الثابتة، فهى منهجيات فى سياق التعامل مع النص الشرعي للتعلم، مع العلم أن الأفراد العاديين ليس لزامًا عليهم الالتزام بمذهب معين، ومصر بطبيعتها والأزهر الشريف قابل لاحترام الآخر وعدم إقصاء أحد، وهنا لابد أن نؤكد أن دار الإفتاء المصرية تأخذ بكافة المذاهب الفقهية وتتخير منها ما يناسب أحوال الناس والواقع المتغير.

 *وجدنا مؤخرًا أن الدار تتصدي للعديد من القضايا التي تهم الشأن العام وأثارها البعض عبر وسائل التواصل والسوشيال وصححت المنظور لمثل هذا.. هل هناك وحدة لديكم لرصد مثل هذه الأشياء والرد عليها؟ وما رأي فضيلتكم في الخطاب الديني السائد في الفضائيات؟

المنهجية العلمية لا تتوافر غالبًا في كثير ممن يتصدَّون للفتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة من غير المتخصصين في الشأن الإفتائي، ورأينا أنَّها غائبة تمامًا عن هؤلاء، فليس لديهم تَثبُّت، ولا إدراك للواقع ولا مآلات ما يصدرونه من فتاوى، والفتوى لابد أن تجيب عن 4 أسئلة تشمل البحث والفهم والتعليل وتنزيل الأمر الشرعي على أرض الواقع، ومن ثم نتوجه لشبابنا وللأمة برمتها ألا تطلب الفتوى إلا من متخصص يعرف الصنعة وأصولها.

كما يجب الانتباه جيدا الى خطورة الإفتاء بغير علم ولا تأهيل، أو نشر فتاوى غير المتخصصين، وخاصَّة في الشَّأن العام؛ لأنَّ مَن يتصدَّر للفتوى لا بدَّ أن يتدرَّج في مراحلها العلمية التي تحتاج إلى جملة من العلوم لضبط الفتوى، ولا تكون وسيلةً للظهور الشخصي لتحقيق مكاسب شخصية، أو كالتي تسعى إلى تغيير المستقر وإنكار المجمَع عليه أو تخطئة العلماء المتخصصين دون بيِّنة أو دليل معتبر.

ولدينا مجموعة آليات لرصد الفتاوى الشاذة والرد عليها في مقدمتها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، وكذلك المؤشر العالمي للفتوي، ووحدة الرسوم المتحركة.

*هل تسعي الدار لإقامة مراكز عالمية لها خارج مصر لاسيما أن دار الإفتاء المصرية هي الاتجاه الأول لجميع مسلمي العالم؟

وضعت دار الإفتاء المصرية خلال العام 2021 استراتيجية للتواصل الديني الفعال مع الخارج بهدف دعم جهود الدولة المصرية وقوتها الناعمة في المجال الديني، كما تهدف هذه الاستراتيجية كذلك إلى وضع الأهداف والسياسات والبرامج التي تكفل تحقيق أكبر معدل من الاستفادة من هذه القوة الناعمة، والارتقاء بمستوى معالجة قضايا الجاليات المسلمة، وبناء نموذج مصري للخطاب الديني يحقق رؤية الدولة المصرية في ريادة هذا المجال، وفي سياق حرص دار الإفتاء وذراعها الدولية ممثلة في الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تسعى دار الإفتاء الى تعزيز دورها الرائد في تصحيح مسار الفتوى عالميا من خلال إنشاء مكاتب تمثيلية للأمانة العامة تكون فروعًا لمقرها في القاهرة، وكذلك لتكون محور ارتكاز لزيادة التواصل بين الدار ونظام الإفتاء القائم في بلد المكتب، وإيفاد القوافل الخارجية.

 *تأسست دار الإفتاء المصرية تحديدًا عام 1895م إلا أنه قبل ذلك كان منصب المفتي موجودا منذ دخول الإسلام مصر وهناك رموز كبرى في التاريخ الإسلامي المصري تولت هذا المنصب.. ما هي جهود الدار في حفظ هذا التراث الغني الذي قما يوجد في دولة باستثناء مصر؟ وعرضه علي المصريين والعالم ؟

التراث الإسلامي والمحافظة عليه من القضايا المهمة التي عُني بها علماء الأمة الإسلامية وقادة الرأي وأئمة الفكر، وقد اجتمعت كلمة العلماء والأئمة وعقلاء الأمة على أن تراثنا الفكري والحضاري ثروة عظيمة ينبغي أن نحافظ عليها وأن نستفيد منها، وأن نعمل على إحياء تلك القيم الحضارية التي ورثناها عن أسلافنا العظماء في شتى المجالات الفكرية والعلمية والعملية، والتراث هو مجموعة القيم الإنسانية والحضارية التي انبثقت أنوارها من الكتاب الكريم والسنَّة المطهرة، فوصل دِيننا الحنيف إلى شتَّى بقاع المعمورة بشكل لافت للنظر.

*ما صور التجديد التي يراها فضيلتكم وليس لها علاقة بالتبديد ؟ ما الذي يجب أن يُجدد وما الذي لا يجب أن يُجدد؟

تجديد الخطاب الديني لا يعنى تبديد الدين، إنما يأتي استجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها"، ومن ثم معنى التجديد ليس التبديد والتضييع، ولكن توصيل الدين في شكله الحضاري، وتصحيح المسار وتقديم الدين في ثوب العصر، ذلك لأن أدعياء العلم يركزون على الشكل لا المضمون؛ فقد فهموا الدين على غير مراده فخالفوا مقاصده، وأتوا فيه بمعانٍ ومفاهيم جديدة وغريبة، ادَّعوا أنها تمثل صحيح الدين، وأسلوبهم خطابي مبني على العواطف الحماسية لا على المقاصد والمعاني، حيث يستغلون الدين في تحقيق أغراضهم الدنيوية، رغم أن شريعة الإسلام تأمرنا بتنفيذ أوامر الله والالتزام بالدين طاعة لله عز وجل ورغبة في تحقيق رضاه.

ومن الضروري أن يخاطب العالم والناس على قدر عقولهم، فالجلوس مع البسطاء والعوام له لغة ومصطلحات والجلوس مع رجال العلم له مصطلحات أخرى، ومن ثم علينا أن ننفض عن الدين الغبار الذي علق به فترة من الزمن، فرجال الدين مطالب منهم تقديم الدين في ثوب بلغة العصر.

 *الموقع الرسمي للدار يصدر بتسع لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإندونيسية الأوردية والروسية والسواحيلي والتركية.. هل هناك خطة لزيادة عدد لغات الموقع وعدد صفحات التواصل الاجتماعي للمسلمين غير المتحدثين باللغة العربية حيث إن المسلمين حول العالم يتحدثون بأكثر من 120 لغة مختلفة؟

نعمل بجد واجتهاد على أن تصل الفتوى الصحيحة إلى المسلمين جميعًا في ربوع الأرض، ولهذا نسعى إلى ترجمتها إلى اللغات المختلفة واتخاذ اللازم من أجل القيام بهذه المهمة، ولذلك لدينا العديد من المترجمين المتخصصين في دار الإفتاء المصرية، كما نقوم بالتعاون وتوقيع البروتوكولات مع كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر الشريف لترجمة فتاوى دار الإفتاء المصرية إلى اللغة السواحيلية وغيرها من اللغات.

تعاني مصر ودول العالم من ظاهرة الإرهاب المتشدد ونظمت الدار العديد من المؤتمرات والفعاليات داخليًا وخارجيًا.. وقد أعلنت الدار عن انطلاق مؤتمر للإرهاب قريبًا.. ما هي أبرز ملامحه وكيف تستعدون له؟

مركز سلام لدراسات التطرف هو مركز بحثي وأكاديمي يتبع دار الإفتاء المصرية، وهو معني بدراسة التطرف ومناهج مكافحته والوقاية منه، ويسعى إلى تأصيل فلسفة الدولة المصرية ودار الإفتاء في نطاق المواجهة الفكرية الشاملة لظاهرة التطرف، ويعتبر "سلام" ترجمة مؤسسية لخبرات دار الإفتاء المتراكمة في مواجهة جماعات الفكر التكفيري بما تتضمنه من خبرات علمية ومعارف إفتائية ومدركات معرفية بمشارب التطرف، ومن المرتقب أن يعقد المركز مؤتمره العالمي الأول قريبًا جدًا بإذن الله.

* هناك أشخاص انتقدوا فتوي:" المنتحر ليس كافرًا" بماذا ترد عليهم؟

‏الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، لكن المنتحر ليس بكافر؛ فالتكفير لا يمكن إطلاقه جزافا، ونحن أكثر الناس دعوة بالإمساك عن التكفير. ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات له، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.

 * تداول علي السوشيال ميديا بعض من يعتبرون فوائد البنوك ربا.. ما رأي الشرع في هذا الأمر؟

نؤكد على أن ما يعود من إيداع الأموال في البنوك في الحسابات أو الشهادات الإدخارية هي أرباح أو عوائد ليست حراما قطعا. فهذه الأرباح تأتي عبر عقود التمويل الاستثمارية بين البنوك والهيئات العامة وبين الأفراد والمؤسسات، والتي يتقرر الصرف فيها بناء على دراسات الجدوى للمشروعات والاستثمارات المختلفة، وهذه في الحقيقة عقود جديدة تحقق مصالح أطرافها، والذي عليه الفتوى أنه يجوز إحداث عقود جديدة من غير المسماة في الفقه الموروث ما دامت خالية من الغرر والضرر، محققة لمصالح أطرافها. فالبنوك استثمارية وليست ربوية.

  وجدنا أشخاصا يطالبون بتشريع زواج البارت تايم.. وهذا يعني زواج لمدة ٣ أشهر بمنصوص العقد ثم بعد ذلك لهم مطلق الحرية في الاستمرار من عدمه بعد قضاء المدة دون طلاق.. ما رأي الشرع؟

ما يقوم به بعض الناس من إطلاق أسماء جديدة على عقد الزواج، كما حدث فيما اشتهرت تسميته بالبارت تايم، واشتراطهم فيه التوقيت بزمنٍ معينٍ ونحو ذلك يؤدى إلى بطلان صحة هذا العقد، فالزواج الشرعى هو ما يكون القصد منه الدوام والاستمرار وعدم التوقيت بزمنٍ معينٍ، وإلَّا كان زواجًا مُحرَّمًا ولا تترتب عليه آثار الزواج.

88e5f65f-5ce2-4ddf-8604-71f361859d41
88e5f65f-5ce2-4ddf-8604-71f361859d41
13094a66-d885-499a-b539-bbd2d0daf625
13094a66-d885-499a-b539-bbd2d0daf625
a71e4cdf-69c9-452c-b59b-e3a729c250e3
a71e4cdf-69c9-452c-b59b-e3a729c250e3