الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العاشر من رمضان.. يوم رد الاعتبار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل علينا اليوم ذكرى أعظم الانتصارات في العصر الحديث، انتصار العاشر من رمضان عام 1393هـ، يوم السادس من أكتوبر، عام 1973م، في الحرب التي ردت الاعتبار للأمة العربية، واستعادت مصر عزتها وكرامتها وهيبتها العسكرية، واعترفت القيادات الإسرائيلية بالإخفاق فى حرب أكتوبر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، وتحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذي لا يقهر، واضطرت جولدا مائير رئيسة الوزراء لتقدم استقالتها في 1974، حيث قالت في مذكراتها «ليس أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973»، ويرى المؤرخون أنَّ نصر العاشر من رمضان كان نقطة تحول  كبرى أعاد رسم خريطة القوى في العالم.

بدأ الاستعداد لحرب أكتوبر بسرية تامة، بخطة الخداع الإستراتيجي عبر التمويه عن عجز الجيش المصري عن خوض معركة إسترداد وتحرير سيناء؛ فقد قامت المخابرات المصرية بإطلاق شائعة نفاذ محصول القمح بسبب هطول أمطار أفسدت المحصول في الأراضى الزراعية، وتحول الأمر إلي قضية رأي عام، وعلى الفور توجهت مصر لإستيراد كميات كبيره من القمح لتغطية إحتياجات المواطنين، وبهذه الحيله أصبحت لديها كميات كبيره تكفى لمعركه طويله مع إسرائيل، بعد أن حصلت على هذه الدفعات من روسيا، وتم الإعلان عن وجود فيروس لإخلاء أكبر عدد من المستشفيات تحسبًا لحالة الطوارئ ومعالجة مصابى الحرب، وبالفعل تم إخلاء عدد كبير من المستشفيات، إلى غير ذلك من خطط الخداع الإستراتيجي التى وضعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبل المعركة.

انطلقت صيحات «اللَّه أكبر» من أفواه الجنود وكانت المُحفز لهم على العبور والنصر، فاستشعروا بعزة اللَّه وقوته وكبريائه ومعيته، لأن الجندى باسم اللَّه يتحرك، وعلى اللَّه يتوكل، ومن اللَّه يستمد عونه وانتصاره، وذكر الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، في مذكراته عن حرب أكتوبر، عن قصة اختيار «اللَّه أكبر»: «ولمعت في ذهني فكرة بعثها اللَّه لتوها.. لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات صوت على طول الجبهة، وننادي فيها: اللَّه أكبر.. وكانت هذه أقصر خطبة وأقواها»، وتابع «الشاذلي»: «وطلبت تدبير 50 مكبر صوت ووضعت على كل كيلو فردين معهم مكبر صوت ويقولون اللَّه أكبر وبالتالي كان الجنود يرددونها، وفي العاشر من رمضان يوم السبت السادس من أكتوبر الساعة الثانية والنصف ظهرا كانت الجبهة مشتعلة بنداء: اللَّه أكبر.. تردده موجات من عشرات الآلاف من الجنود خلف مكبرات الصوت في أثناء عبورهم للقناة وفي طريقهم لاقتحام خط بارليف»، وكان توفيق اللَّه سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة في تتويج بلادنا بتاج النصر، وبعد مفاوضات طويلة استعادت مصر أرضها كاملة.. الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف.