الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ذاكرة 10 رمضان| ذكرى «العبور العظيم» وانتصار أكتوبر المجيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


يحمل يوم العاشر من رمضان ذكرى غالية على المصريين، ويمثل صفحة مضيئة في التاريخ المصري، كتب أحداثها المصريون بأحرف من ذهب، ففي يوم ١٠ رمضان ١٣٩٣ هجرية (١٩٧٣ ميلادية)، اجتاز الجندي المصري خط بارليف المنيع، في ٦ ساعات.
وتعود القصة إلى السنوات اللاحقة لحرب ١٩٦٧، حيث أنفقت إسرائيل مبالغ طائلة لتحصين مراكزها في شبه جزيرة سيناء المُحتلة. أنشأت سدًا ترابيًا على طول الضفة الشرقية بارتفاع يصل لـ٢٠ مترًا أحيانًا لمنع عبور أي مركبة برمائية من القناة إلى الضفة الشرقية.

وعلى الجانب المصري، كانت نكسة ١٩٦٧ بداية لإعادة تنظيم، وتدريب، وتسليح الجيش. ولأكثر من ٣ سنوات، خاض الجندي المصري حرب الاستنزاف، وقام فيها بعمليات استثنائية كبدت العدو خسائر فادحة في الأفراد والمعدات.

وأوهمت مصر العدو، بأنه لا نية لشن هجوم لاسترداد الأرض، من خلال؛ خطة خداع استراتيجي مُحكمة، نفذتها القوات المسلحة، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة، لكن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
وفي الساعة الثانية من ظهر مثل هذا اليوم ١٠ رمضان ١٣٩٣ هجرية (٦ أكتوبر ١٩٧٣)، عبرت (٢٢٢) طائرة مقاتلة مصرية شرق القناة، ونجحت بنسبة ٩٥٪ في القضاء على محطات تشويش العدو، وراداراته، وبطاريات دفاعه الجوي، وتجمعات أفراده ومدرعاته ودباباته ومدفعيته ومخازن ذخيرته، فضلًا عن استهداف النقاط الحصينة في خط بارليف. فيما قصفت المدفعية المصرية التحصينات الإسرائيلية بشكل مكثف تمهيدًا لعبور المشاة.
٦ ساعات، كانت كافية للجندي المصري، في أن ينهي أسطورة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر»، حيث تمكن سلاحا المهندسين والصاعقة المصرية من اختراق خط بارليف المنيع، وفتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع، ثم توغل ٦٠ ألف جندي من المشاة، بالدبابات والمدرعات، حوالي ٢٠ كيلومترا شرق قناة السويس.

وأصبح عبور المصريين، في مثل هذا اليوم، مرجعًا أساسيًا لكل الجيوش العالمية الحديثة، ووصفه المؤرخون العسكريون بأنه «معجزة عسكرية مُكتملة الأركان».
كانت القيادتان المصرية والسورية، قد خططتا معًا لدخول الجولة الرابعة من جولات «الصراع العربي - الإسرائيلي»، بمهاجمة المُحتل على الجبهتين في وقت واحد، لاستعادة «شبه جزيرة سيناء»، و«هضبة الجولان».

حدد الجيشان موعد الهجوم في السادس من أكتوبر ١٩٧٣، تزامنًا مع احتفال الإسرائيليين بعيد الغفران اليهودي. وبينما حقق المصريون العبور العظيم، حقق أيضًا السوريون نجاحًا كبيرًا في اليوم الأول من الحرب.