الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رمضان زمان| المصحف الشريف

المصحف الشريف
المصحف الشريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يترك الأدباء أى مناسبة إلا وكتبوا عنها أو وصفوها بكل ما فيها، فمنهم من نظم القصائد وآخرون لّمحوا إليها فى قصصهم أو روايتهم، بينما حاول البعض البحث والتعمق فى تفاصيل هذه المناسبة من البداية وحتى النهاية. ومن بين هذه المناسبات شهر رمضان الكريم الذى أصدر الكاتب أحمد الصاوى كتابا له تحت عنوان «رمضان زمان» عرض من خلاله كل مظاهر الاحتفال بهذا الشهر من أول أيامه وحتى نهايته، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نطلّع على ما سرده الكاتب عن رمضان زمان وكيف كان يتم استقباله.. 

تحدث الكاتب أحمد الصاوى فى كتابه « رمضان زمان» عن حال المسلمين فى رمضان، إذ يحرص الجميع من مشارق الأرض ومغاربها على قراءة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، ففى البدء كان القرآن محفوظا فى صدور الصحابة ومدونا على مواد متباينة متعددة، وقد اختلفت فى أحجامها كما اختلفت فى مادتها، فكانت قطعا كبيرة وصغيرة من العظم والخشب ومن الفخار ومن الحجر ومن جريد النخل ومن جلود الحيوان ومن الكتان ومن الرق.

مع عصر الخليفة عثمان بن عفان تلقت المراكز الإسلامية المصحف الشريف مكتوبا ومعه صحابى يتلوه على الناس ويبصر أهل كل ولاية بقراءته صحابى تلقاه بدوره من فم النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أقبل الناس فى شتى الناس من البقاع الإسلامية على نسخ المصحف الإمام إقبالا عظيما وانتشر فى طول البلاد الإسلامية وعرضها.

الصحابة اختلفوا على التسمية حول التسمية التى ينبغى أن تطلق على المصحف التى دوّن عليها القرآن وجمعت بين دفتين، فقال بعضهم سموه «السفر»، وقال آخر رأيت مثله فى الحبشة يسمى «المصحف» فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف وهكذا ذيع اسمه المعروف به حتى الآن ويأتى هذا الاسم للدلالة على المدون به القرآن الكريم.

القرآن دون فى البداية بحروف عربية قريبة فى رسمها من الخط النبطى، الذى يعتبر الجد الأعلى للخط العربى، وبالتأمل فى المصاحف الأثرية القديمة نكتشف مظاهر لا نعرفها اليوم فى كتابتنا العربية، ففيها حروف يعبر كل واحد منها عن صوتين مختلفين لا صوت واحد، مثل حرف الدال والذال وحرف الراء والزاى وكذلك حروف السين والصاد والطاء والعين والفاء، كذلك هناك حروف تعبر عن أصوات مختلفة مثل الباء والتاء والثاء وغيرها. 

الواقع أن هذه المظاهر وعدم إثبات المدات أدت مجتمعة إلى لحن البعض عند قراءة القرآن، خاصة عند المسلمين غير العرب وذلك دفع أبو الأسود الدؤلى إلى ابتكار نقاط تدل على الفتحة والضمة والكسرة والسكون وأعقبه تنقيط الحروف المتشابهة المعروفة بشكلها الآن.