الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من أدوات حروب الجيل الرابع.. "المخدرات الرقمية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


في الوقت الذي يسعي فيه المختصون في مجال تكنولوجيا الإعلام والإتصال لجعل حياتنا أسهل ومعاملاتنا أسرع عن طريق مزجها بالعالم الإفتراضي من خلال الشبكة العنكبوتية العالمية "الإنترنت)، يعكف أيضًا العديد من المجرمين لإستغلال كل هذا التقدم التكنولوجي في استحداث صور جديدة ومبتكرة من الجرائم المختلفة والتي عن طريقها يحققون مكاسب مادية بحته ومكاسب إجتماعية وسياسية وإقتصادية. ولعل المخدرات الرقمية من أبرز هذه الوسائل التي يتجلى فيها هذا الدور بصورة واضحة..فماهي المخدرات؟ وما قصة المخدرات الرقمية؟ 
المخدرات هي الأدوية الغير مشروعة والتي يتم الحصول عليها بطرق تخالف العرف والقانون، وهي أداه من أدوات حروب الجيل الرابع، والتي يتم فيها هزيمة الشعوب من الداخل وبأيدي من فيها دون اللجوء الى قوة خارجية. المخدرات آداه من أدوات إبليس ومن يعاونوه فهي التي تفتك بمقدرات الشعوب العقلية وتحول براكين الطاقة في الشباب الى أجداث وجثث بلا عزيمة كأعجاز نخل هاوية. وتجدُر الإشارة إلى أن للمخدرات تأثيرات مختلفة فهي تسبب مضاعفات صحية خطيرة خصوصًا لدى الشباب واليافعين.
الأديان السماوية والأعراف الأخلاقية رفضت المخدرات لما لها من الأثر السيء على الشخص. وأغلب الدول تحارب هذا القاتل اللذيذ بكل ما أوتيت من قوة. لكن رغم ذلك سيظل هذا الأمر سجالًا بين الدول التي تحارب تجارة المخدرات من جهة، وبين الشياطين الذين يرعون هذه التجارة القاتلة ويرجون لها من جهة أخرى.
المخدرات الرقمية Digital drugs: تعد المخدرات الرقمة هي آخر صيحة في عالم المخدرات، فلقد كسرت الحواجز الأمنية ولم تُجرَم حتى الآن. فما هي هذه المخدرات الرقمية التي يمكنها أن تدخل أي بيت بدون استئذان وفي وضح النهار ولربما يشتريها الأب بنفسه لأبنه أو بنته دون أن يدري أنه بهذا يتسبب في إدمان أبنه أو بنته لهذه السموم القاتلة؟. 
تم اكتشاف المخدرات الرقمية عام 1893 من قبل العالم هينريش دوف وتم استخدامها عام 1970 في علاج مرضى الإكتئاب وبعض الأمراض النفسية الأخرى، وقد ظهرت الآن على الساحة بأنواع وتأثيرات مختلفة بعدما تم تداولها بين الناس وإقبالهم عليها للحصول على ذلك التأثير.
المخدرات الرقمية (أو ما يُطلق عليه اسم Digital Drugs أو "iDoser") هي عبارة عن مقاطع من نغمات أحادية أو ثنائية يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمني على سبيل المثال وترددات أقل إلى الأذن اليسرى. إستندت تقنية "المخدرات الرقمية" على تقنية قديمة تسمى "النقر بالأذنين" إكتشفها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف عام 1839، وأستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية لشريحة من المصابين بالإكتئاب الخفيف في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج النمطي بالأدوية، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية والتي تسبب إفراز مواد منشطة للمزاج.

وقد أستخدمت موسيقى "المخدرات" في مستشفيات الصحة النفسية، نظرًا لأن هناك خللًا ونقصًا في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى حث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعد عدة ثوان، أو جزء من الثانية وبشرط ألا تستخدم أكثر من مرتين يوميًا. ولم تستمر هذه الطريقة في العلاج بسبب أن تكلفتها باهظة جدًا.
فكر فريق من المنحرفين في إستخدام هذه التقنية كنوع قانوني من المخدرات يتم تعاطيه عبر وسائل شبكة الإنترنت وتحت  مسمع ومرئي الاسرة والدولة بدون قيد او شرط.
تعمل المخدرات الرقمية عملها عندما يتم ارسال ذبذبات موسيقية بتردد  معين إلى أحد الأذنين وإرسال تردد أقل بكثير إلى الأذن الأخرى، يحاول الدماغ جاهدًا أن يوحد الترددين في الأذن اليمنى واليسرى للحصول على مستوى واحد للصوتين، الأمر الذي يترك الدماغ في حالة غير مستقرة على مستوى الإشارات الكهربائية التي يرسلها، ومن هنا يختار المروجون لمثل هذه المخدرات، نوع العقار الذي تريده عن طريق ضبط هذه الترددات.
من خلال دراسة حالة الدماغ وطبيعة الإشارات الكهربائية التي تصدر عن الدماغ بعد تعاطي نوع محدد من المخدرات يمكن تحديد حالة النشوة المرغوبة، حيث كل نوع من المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطا معينا من النشاط الدماغي، فمثلا عند سماع ترددات الكوكائين لدقائق محسوبة فإن ذلك سيدفع لتحفيز الدماغ بصورة تشابه الصورة التي يتم تحفيزه فيها بعد تعاطي هذا مخدر الكوكائين الحقيقي بصورة واقعية.
وعموما يوجد العديد من أنواع المخدرات الرقمية، حيث يوجد تردد معين لكل نوع من المخدرات، مثل الكوكائين وميثانفيتامين المعروف بـ"كريستال ميث" وغيرها الكثير، ومنها ما يدفع للهلوسة وآخر للاسترخاء وآخر للتركيز وهكذا.
تداول المخدرات الرقمية: يتم تداول المخدرات الرقمية، عن طريق الإستماع حيث تصل الى أذن المتلقى عن طريق هاتفه الشخصي او الحاسوب الخاص به على هيئة قطع موسيقية بترددات معينة. يقوم المستخدم بشراء المقطوعات الموسيقية التي تعطي نفس تأثير المخدر المعين، تتم عملية الشراء من بعض المواقع سيئة السمعة باستخدام نظام الدفع المسبق عبر الفيزا كارد وكل ذلك يتم من خلال الشبكة العنكبوتية. ويكون المخدر الرقمي على هيئة مقطوعة موسيقية تصل الى أحد أذنيه  و بتردد معين وتصل الى الأذن الأخرى بتردد مغاير، وباستخدام سماعات ستريو، ويكون هذا الإختلاف في التردد الواصل إلى الأذن اليسرى عنه في الأذن اليمني هو المسؤول عن احداث النشوة التي تضاهي تأثير مخدر معين ما. ويكون المدمن في مكان منعزل وفي وضع استرخاء ومعصوب العينين، ويرتدي ملابس فضفاضة أثناء جلسة التعاطي. تتعدد أنواع المخدرات الرقمية بتعدد الترددات المختلفة التي تصل إلى كل أذن الأمر الذي من شأنه أن يجعل للمخدرات الرقمية أنواعً كثيرة ومتنوعة. 
يهمس هذا المقال في أذن كل شاب وفتاه حتى لا يقع تحت تأثير هذه السموم القاتلة، ويهمس في أذن كل أب وكل أم كي يتنبه ويأخذ حذره من ذلك العدو الجديد، ويهمس كذلك في أذن الحكومة كي تراقب بعين الحذر ذلكم السم القاتل الذي قد يدمر خيرة شبابها وسواعد مستقبلها. سائلين الله السلامة لكل تراب الوطن ومن عليه.