الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الجارديان: الأفغان يكافحون من أجل البقاء والحرية.. وطالبان تغلق المدارس

طالبان
طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت صحيفة الجارديان البريطانية فى مقال لها حول الوضع فى أفغانستان، إن استمرار نضال الشعب الأفغانى من أجل حرياتهم وحقوقهم يأتى جنبا إلى جنب مع كفاحهم من أجل البقاء، منذ تولى حركة طالبان الحكم فى أغسطس ٢٠٢١.

وأصدرت حركة طالبان أمرا بإغلاق المدارس الثانوية للفتيات فى أفغانستان بعد ساعات فقط من إعادة فتحها، وكانت الثانويات قد فتحت أمام الفتيات الأربعاء الماضى للمرة الأولى منذ وصول طالبان إلى الحكم.

وتحاول سلطات حركة طالبان منذ سيطرتها محو صورة حرمان المرأة من حقوقها خلال فترة حكمها الأول فى نهاية القرن العشرين. لكن واقع الحال يؤكد عدم وجود تغييرات كبيرة فى تعامل الحركة مع السيدات خصوصا فيما يتعلق بالعمل والدراسة والرياضة.

ووعدت حركة طالبان بأن تكون أكثر مرونة فى منح النساء حقوقا أكثر مما كانت عليه خلال فترة حكمها الأولى بين العامين ١٩٩٦ و٢٠٠١، عندما كانت الأفغانيات محرومات من كل حقوقهن.

ومن أجل مراعاة الأسرة الدولية، حرصت حكومة طالبان على عدم إصدار تدابير صارمة على مستوى البلاد، إلا أن السلطات المحلية فى الولايات المختلفة تولت المهمة لتحديد القواعد التى ينبغى للنساء احترامها.

تقول حركة طالبان إنها تعتبر التعليم حقا للفتيات، لكن الغالبية العظمى للمدارس التكميلية والثانوية أغلقت أبوابها أمامهن منذ أغسطس الماضي. وتؤكد السلطات أن المدارس ستستقبل الجميع بحلول نهاية مارس، إلا أن النقص فى عدد المدرسات وقرار منع الرجال من تعليم الفتيات سيصعب تحقيق هذا الهدف.

وأعادت غالبية الجامعات الخاصة فتح أبوابها بعضها منذ سبتمبر، لكنها تعانى من نقص فى الأساتذة، ويتم الفصل بين الجنسين أيضا. وقبل أسبوعين فتحت الجامعات الرسمية أبوابها أيضا فى ثمانى ولايات على أن تتبعها الأخرى فى ٢٦ فبراير، لكن قلة من الفتيات عدن إلى الصفوف مع فصلهن عن الطلاب الذكور أيضا.

وتعلّق الصحيفة على الأمر قائلة: إن فوضى اللحظة الأخيرة تعكس الخلافات الداخلية، وتشير الصحيفة إلى أن قوات طالبان يحتجزون ويضربون الصحفيين ويغلقون وسائل الإعلام، وتتزايد التقارير عن عمليات اعتقال واغتصاب وقتل للأقليات ونشطاء حقوقيين ومسئولين سابقين».

وتضيف الصحيفة: لكن نضال الأفغان من أجل حرياتهم وحقوقهم يأتى جنبا إلى جنب مع كفاحهم من أجل البقاء، وقد حذّر ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، فى وقت سابق من أن الجوع قد يقتل الكثير من الأفغان وهو أكثر مما فعلته الحرب على مدى العقدين الماضيين، لأن الحصار الاقتصادى الأمريكى للنظام الجديد بمثابة ضربة مدمرة، إضافة إلى الانسحاب المفاجئ للمساعدات الخارجية التى طالما اعتمدت عليها البلاد، وعجز طالبان».

وتوضح شبكة المحللين الأفغان أن الأزمة ليست اقتصادية أصابت الفقراء والضعفاء بشكل أساسى ولا يمكن معالجتها بالمساعدات الغذائية الطارئة وحدها، فى أبسط مستوياته الأساسية، يحتاج الاقتصاد إلى تدفق نقود مرة أخرى، الرواتب والأصول المصرفية والتحويلات، فى أقرب وقت ممكن.

وترى الصحيفة أنه لا يمكن للإغاثة الإنسانية أن تحل محل اقتصاد فعال، ولن تستمر إلى الأبد. كان نهج الولايات المتحدة مثل تقديم الخشب لترميم قسم أو قسمين من الأرضية المتداعية أثناء تجريف أساسات المنزل. وهى لا تستحق أى تقدير لعرضها تسليم بعض الأصول الأفغانية المجمدة فى شكل مساعدة. إن الخطوة الأخيرة للسماح بالمعاملات التجارية والمالية مع أفغانستان، بما فى ذلك تحويل الأموال إلى موظفى الخدمة المدنية، هى خطوة واعدة أكثر. لكنها مجرد بداية.

وأضافت، لقد عمل الأفغان وغيرهم بلا كلل لإيجاد طرق محتملة لاستعادة السيولة دون مجرد تسليم كل شيء إلى طالبان. إن إيجاد حل ليس بالأمر السهل. لكن بينما يعاقب النظام الجديد الشعب، يجب على الغرب ألا يساهم فى المعاناة.