السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رئيس المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب في حواره لـ"البوابة نيوز": الصعيد يعشق المسرح.. وعروض المهرجان تجوب قرى «حياة كريمة».. وندعم تنمية مواهب الصعيد لتعزز المناخ العادل بين المبدعين

الناقد هيثم الهواري
الناقد هيثم الهواري رئيس المهرجان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على ضفاف النيل تحتضن محافظة الأقصر فعاليات الدورة السادسة من المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب، الذى يقام خلال الفترة من 15 حتى 20 مارس الجاري، تحت شعار «إبداع متنوع فى الجمهورية الجديدة»، والتى تحمل اسم المخرج خالد جلال، وبرعاية وزارة الثقافة.

يشهد المهرجان هذا العام فعاليات وأنشطة جديدة تحث على الخروج الواعى عن الأساليب والأشكال التقليدية المستقرة للوصول لعرض مسرحى يتمسك بأسباب الجمال، والتراث، والموروثات الشعبية، بهدف نشر الأفعال المسرحية المبتكرة فى كل ربوع مصر، ويسعى المهرجان لدعم وتنمية المواهب الشابة الموجودة فى الصعيد والحفاظ على التراث.

التقت «البوابة نيوز» الناقد الفنى هيثم الهواري، رئيس المهرجان، للتعرف على العروض المشاركة فى الدورة السادسة، والورش، والمكرمين، والمعايير والفكرة الأساسية التى اعتمد عليها المهرجان فى عروضه، والرسالة التى يحملها، إلى نص الحوار..

الناقد هيثم الهواري رئيس المهرجان

* ما  الجديد الذى يقدمه المهرجان هذا العام؟
- يقدم المهرجان 5 برامج مسرحية كل منها مهرجان متكامل أولًا: «المسابقة الرسمية التى تهتم بالعروض الخاصة بالتراث، والموروثات الشعبية، وقضايا المرأة»، ثانيًا: «برنامج خارج التسابق والذى يتضمن مسرحيات متنوعة تناقش قضايا أخرى حتى يتعرف عليها شباب الجنوب»، ثالثًا: «مسرح الشارع» وهى: «عروض تقدم فى الأماكن المفتوحة لأول مرة فى الأقصر»، رابعًا: «عروض الحكى»، التى تضم مسرحيات خاصة بفن الحكى، بالإضافة إلى «حكاوى القهاوى» والذى يُقام فى المقاهى الشعبية بالقرى والنجوع ويضم عدة عروض تراثية مثل السمسمية، والربابة، وأخرى من بعض الدول العربية، إلى جانب «أتوبيس الحكى»، و«المكتبة المتنقلة»، الذى يُقدمها المهرجان بالتعاون مع مؤسسة «مصر الخير»، وعروض فرقة «الأراجوز» التابعة لقطاع صندوق التنمية الثقافية، فمعظم هذه العروض ستقدم فى القرى، والنجوع، وخاصة قرى «حياة كريمة» بالأقصر، وكذلك مستشفى شفا الأورمان.

* لماذا اختارت إدارة المهرجان الأقصر لإقامة فعاليات دورته السادسة؟
- يُعد مهرجان شباب الجنوب الوحيد الذى ينتقل بفعالياته فى كل المحافظات، حتى يستفيد منه أكبر شريحة ممكنه من مختلف الفئات العمرية، خاصة أنه الوحيد فى صعيد مصر الذى يسعى لتدريب وتنمية المواهب الشابة المختلفة، فكانت الدورتين السابقتين الرابعة، والخامسة أقيمت فى محافظة أسيوط، وكان لا بد من الانتقال لمحافظة جديدة، لكن تواجهنا مشكلة كبيرة كل عام تكمن فى عدم توفير المسارح، وأماكن الإقامة، وللآسف هذا الأمر لا يتوفر فى كل المحافظات.

اختيار محافظة الأقصر هو الدور الذى يقوم به المهرجان لترويج السياحة المصرية، وأماكنها الأثرية، بعد سنوات عجاف عانت فيها السياحة من عدة مشاكل أبرزها فيروس كورونا، وعند إقامة الدورة الأولى من المهرجان فى محافظة الأقصر لم نكن توسعنا فى أنشطتنا، فإن قرى المحافظة فى أمسّ الحاجة إلى فعاليات وورش المهرجان، الذى بدوره يقدم معظم فعالياته فى القرى، والنجوع، والمستشفيات، والمقاهى الشعبية، وملاجئ الأيتام، ومؤسسات المجتمع المدني.

* ما العروض المشاركة فى دورة هذا العام؟

- يشارك فى المسابقة الرسمية 11عرضًا مسرحيًا من مختلف دول العالم وهي: «العريش» من سلطنة عمان، «مهرجون» من إسبانيا، «داكن» من نيبال، «البرباس» من المملكة العربية السعودية، «جندر مات» من العراق، «قطار الباقورة»، و«تراتيل ثورة نساء» من الأردن، «الآلهة غير ملامة» من غانا، و«موسم الهجرة إلى الشمال»، و«حسن ونعيمة»، و«فستان فرح» من مصر.

واستحدث المهرجان هذا العام عدد من البرامج المسرحية المختلفة حتى يتعرف شباب الجنوب، فهناك برنامج خارج المسابقة الرسمية يتضمن عرض «كونترباص» من بولندا، و«عراق للابد» من فرنسا والعراق، و«احتراق كالعنقاء» من العراق، بالإضافة إلى برنامج عروض «مسرح الشارع» والذى يتضمن «الجار» من الجزائر، و«مثقال» من سوريا ومصر، و«عجاف +200» من ليبيا، إلى جانب برنامج عروض «الحكي» والذى يتضمن عروض «غيط البنات»، و«أتوبيس الحكى»، و«الأراجوز» من مصر.

* هناك عدة معايير تحددها إدارة المهرجانات لاختيار العروض المشاركة بها.. فما المعايير التى اعتمدت عليها مسرحيات المسابقة الرسمية لمهرجات شباب الجنوب؟
- هناك عدد كبير من المعايير التى وضعتها إدارة المهرجان، أهمها أن العرض لا يقل مدته عن 30 ولا يزيد على 60 دقيقة، وبالنسبة للمسابقة الرئيسية يجب أن يتناول العرض التراث، والموروثات الشعبية أو قضايا المرأة وعدم التعرض للرموز سواء كانت سياسية أو دينية.

* ما الفكرة الرئيسية التى اعتمدت عليها عروض المهرجان وعلاقتها بالوقت الراهن؟

- تعتمد العروض المسرحية على الاهتمام بالتراث والموروثات الشعبية، وكذلك قضايا المرأة، والهدف من هذا هو المحافظة على التراث، والسير الشعبية، وتذكير الناس بموروثاتهم الشعبية وهو أمر مهم جدا، خاصة بعد اندثار هذه الموروثات.

المخرج خالد جلال

* ماذا عن مكرمين الدورة السادسة؟
- الاحتفاء بالرموز له طابع خاص فى أى تظاهرة مسرحية، وخاصة إذا كانت هذه التظاهرة لها خصوصية معينة كمهرجان شباب الجنوب، الذى يكرم كل عام مجموعة من المبدعين أصحاب المشاريع الإبداعية الحقيقية، وفى هذه الدورة يكرم المهرجان 10 قامات لعبت دورًا بارزًا فى إثراء الحركة الفنية والثقافية وإنجاح المهرجان وهم: «المخرج خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، والذى تحمل دورة هذا العام اسمه، والمهندس عماد بيومى، والدكتور محمد عزوز، رئيس جامعة الأقصر، والدكتور مصطفى سليم، أستاذ الدراما والنقد المسرحى بأكاديمية الفنون، والكاتب المسرحى بكرى عبدالحميد، واسم الراحل محمد ادريس، رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافى، والكاتب محمد عباس، المدير العام لمكتبة مصر العامة، والمخرج العمانى يوسف البلوشي، والمخرج الفرنسى رومان لافال، والممثل البولندى كريستوف روجاسيفيتش».

* يحرص المهرجان فى كل عام على التنوع فى ورشه الفنية والتدريبة.. فما ورش هذه الدورة؟
- يقدم المهرجان هذا العام 8 ورش تدريبية هى: «التأليف» باستخدام التراث للكاتب المسرحى بكرى عبدالحميد، و«الإعداد والدراماتورج» للدكتور مصطفى سليم، و«التمثيل» للمخرج أحمد السيد، و«الإخراج» للمخرج محمد مرسى، و«الديكور» للدكتورة عايدة علام، و«صناعة العرائس» للمخرج عمرو حمزة، و«المسرح الكوميدى» للمخرج العراقى د. كريم خنجر، و«مسرح الشارع» للمخرج العراقى نجاة نجم، بالإضافة إلى ورشة المخرج خالد جلال.

* اختارت إدارة المهرجان «إبداع متنوع فى الجمهورية الجديدة» عنوانًا لدورة هذا العام حدثنا عن ذلك؟
- يسعى المهرجان فى كل دورة إلى العمل تحت شعار تعمل الإدارة فى ظله، وقد سبق وأقمنا «مسرح ضد الإرهاب» فى محاولة لمحاربة الأفكار المتطرفة، أما اختيار شعار «إبداع متنوع فى الجمهورية الجديدة» يعود لاهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالثقافة والفنون وشنها فى القرى والنجوع، وهو الفكر الذى نعمل فى إطاره، خاصة أن الرئيس اهتم وأحدث فى عهده طفرة كبيرة فى نشر الثقافة والفنون فى كل ربوع مصر، وهذا ما يجعلنا نعيش فى عصر مختلف يتنوع فيه الإبداع والثقافة والفنون.

* ماذا عن إهداء مؤسسة الأهرام بعض إصداراتها للدورة السادسة؟
- نظم المهرجان فى العام الماضى فعالية بعنوان «أتوبيس الحكى» و«المكتبة المتنقلة»، بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، تضمنت برنامجا لتدريب الأطفال على ضرورة الاهتمام بالكتاب وكيفية استخدامه، ولكن للآسف لا تتوافر فى بعض القرى الكتب، والمجلات فى بيوت الأطفال، وهذا ما جعلنا هذا العام التفكير لتوفير الإصدارات التى لا يستطيع أطفال القرى شرائها واقتنائها، فعلى الفور تواصلنا مع عبدالمحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وطرحت عليه الفكرة ورحب بها كما وعد بتوفير أكبر عدد ممكن من الإصدارات، والمجلات، لتوزيعها على الأطفال فى القرى، كذلك أبدت مؤسسة نهضة مصر تعاونها وترحيبها بالفكرة أيضا، وقررت مد المهرجان بإصداراتهم لتوزيعها على أطفال القرى، ووعد أحمد العدوى، مدير عام النشر بالمؤسسة، نشر إبداعات هؤلاء الأطفال من الرسم، والكتابة الإبداعية فى اصدارات المؤسسة.

* ما الفئة المستهدفة فى الفعاليات المهرجان؟
- تستهدف فعاليات المهرجان دائما جميع فئات المجتمع، فالورش التدريبية تجد فيها عددا من كبار السن، بالإضافة إلى الفئات الخاصة، والأطفال أيضا، إلى جانب توفير أماكن لذوى الهمم سواء فى الورش، والعروض.

* هل تؤثر كورونا بشكل كبير على فعاليات الدورة السادسة؟
- أعتقد أن الدور الكبير الذى تلعبه الدولة فى ظل توجهات واهتمام رئيس الجمهورية بشأن هذا الأمر ساهم بشكل كبير فى تقليل الآثار الناتجة من هذا الفيروس، لذا وضعت إدارة المهرجان خطة لاتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية للمحافظة على صحة وسلامة الجمهور من هذا الفيروس اللعين.

* ماذا عن قيمة جوائز المهرجان لهذا العام؟
- انتهج المهرجان منذ دورته الأولى أن تكون الجوائز مختلفة وموجهة لتقديم أعمال إبداعية بشكل مستمر، ولذلك كانت الجوائز موجهه لدعم وإنتاج مسرحيات جديدة، لمساعدة الفرق على إنتاج وتقديم عروض جديدة ومستمرة طوال العام، وتصل قيمة الجوائز إلى 30 ألف جنيه، بواقع 10 آلاف جنيه لكل فرقة من الفرق المصرية الفائزة.

* هل تحظى عروض مسرح الجنوب اهتماما مثل محافظة القاهرة؟

- كل عروض المهرجان على مدار دوراته السابقة تشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، ولكن كانت تواجهنا مشاكل كبيرة تكمن فى ازدحام المسرح، وهذا ما يستدعى لتوفير بعض الكراسى الإضافية، ولكنها فى النهاية لا تكفى لاستيعاب الجمهور، وهذا موثق بالدورات السابقة، فيما عدا الدورة الخامسة التى كان من المخصص لها الحضور حسب النسبة المقررة 50% من القوة الاستيعابية للمسرح وفق اشتراطات وزارة الصحة والسكان المصرية حرصا على سلامة المواطنين من فيروس كورونا، وهذا ما تسبب أيضا فى عدة مشاكل خاصة بعد غلق باب المسرح عندما يكتمل العدد المطلوب، حتى يعود الكثير من الناس والحزن يعتلى وجوههم لعدم قدرتهم على حضور مسرحيات المهرجان، فجمهور الصعيد عاشق للمسرح بشكل كبير ويُقبل على مشاهدة عروضه بكل أفراد الأسرة.

* ما الرسالة الذى يحملها المهرجان؟

- يسعى المهرجان لدعم وتنمية المواهب الموجودة فى الصعيد، والمحافظة على التراث والموروثات الشعبية المصرية وتسجيلها حتى لا تندثر، بالإضافة إلى فتح آفاق ومجالات جديدة فى كل مناحى الإبداع.