الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

صحافة الحلول 3.. حسين فهمي استشاري إدارة الأعمال ونظم المعلومات لـ«البوابة»: تطوير التعليم فى مصر أساس التقدم التكنولوجي

المهندسي حسين فهمي
المهندسي حسين فهمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«صحافة الحلول» 3

استشاري إدارة الأعمال ونظم المعلومات لـ«البوابة»: تطوير التعليم فى مصر أساس التقدم التكنولوجي

حسين فهمي: الدولة المصرية وفرت بيئة مناسبة للاستثمار فى التكنولوجيا 

الحرب الروسية الأوكرانية ستغير مستقبل مفهوم التكنولوجيا

التعليم الفنى أحد أركان نجاح الدول المتقدمة.. وضرورة تطويره

الصين استطاعت التغلب على فيروس كورونا بالتقدم التكنولوجي

مصر لديها فرصة كبيرة لتكون من الدول المؤثرة فى الثورة الصناعية الرابعة

كثرة طلاب التعليم العالى فى مصر أهم التحديات التى تواجه الدولة 

يجب أن تتحمل الشركات الخاصة مسئوليتها فى دعم الدولة وخلق استثمارات وأسواق عمل 

هناك طفرة فى البحث العلمى فى مصر.. والدولة استثمرت مليارات فى التحول الرقمي

صناعة الروبوت توت تمت بأيادٍ مصرية خالصة

رسالتي للطلاب: استغلوا قدراتكم في حل المشكلات المحيطة بكم أولًا  

 

بعيدًا عن حسابات السياسة التى لا تخلو من المزايدات، وتقوم على المبالغة فى ‏أغلب الأحيان، اتخذنا مسارًا مختلفًا تحت عنوان «حوارات ‏المستقبل.. مصر كما ‏ينبغى أن تكون»، لعرض وطرح خبرات المتخصصين فى شتى ‏المجالات العلمية ‏والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.‏

‏«البوابة» تحاول فى هذا المسار عبر سلسلة من الحوارات، تقديم نماذج مضيئة ‏وأفكار خارج الصندوق، لدعم خطة مصر للتنمية 2030، التى أطلقها الرئيس ‏عبدالفتاح السيسي، وتمضى الدولة المصرية قِدمًا لتنفيذها.‏

 

المهندس حسين عادل فهمي استشاري إدارة الأعمال ونظم المعلومات بفيينا يمتلك خبرة  12 عامًا في مجال الاستشارات الإدارية في التحول الرقمي والتواصل الرقمي والحلول التكنولوجية وإدارة المخاطر والأزمات باستخدام نظم الثورة الصناعية الرابعة، عمل مع كبرى الشركات العالمية في مجالات مختلفة مثل تطوير القطاع الحكومي، التأمين والنظم المالية والضريبية، سلاسل الإمداد، التجارة الالكترونية، التشييد والبناء، والشركات الناشئة، حصل على جوائز عالمية في مجال الاستشارات التكنولوجية والخدمات الإدارية كما اختيرت رسالته في ماجيستير إدارة الاعمال بكلية الاعمال والاقتصاد بفيينا كواحدة من أفضل الرسائل العلمية في مجال إدارة الازمات والمشروعات، كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الأول، كما عمل مستشارًا لوزارة الهجرة، وعضو مؤسسة مصر تستطيع لعلماء وخبراء مصر بالخارج.

المهندسي حسين فهمي

فى الحلقة الثالثة من صحافة الحلول نلقى الضوء على التكنولوجيا باعتبارها المحور الرئيسى فى تقدم أى دولة، خاصة بعد التأثير الذى تركته جائحة كورونا فى العالم والاتجاه إلى العمل عن بُعد، "البوابة" حاورت المهندس حسين عادل فهمى، الذي أكد أن التكنولوجيا على مدار التاريخ كانت أداة أساسية للانتقال من عصور إلى عصور، ‏وكانت هى المحفز الأساسى على قدرة المجتمعات أن يكون لها دور فى التطور ‏البشرى بشكل عام، كما أن لها دورا هاما وهو الحماية، حيث إن التكنولوجيا تقوم ‏بحماية مصالح المجتمعات والثقافات‏.

وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية حدثت طفرة كبيرة جدًا فى البحث العلمى فى مصر، وهى ‏اندماج الشبكات المعلوماتية العلمية المصرية مع الخارج، فمنذ 10 سنوات كان ‏هناك العديد من الأبحاث العلمية التى تتم داخل مصر ولكنها كانت حبيسة الأدراج ‏والمعامل البحثية ولم تكن تصل للخارج‏. وإلى نص الحوار.. 

< بداية دعنا نتحدث عن دور التكنولوجيا وأهميتها فى تقدم الدول؟

التكنولوجيا هى المحور الرئيسى فى تقدم أى دولة، لأن الفكرة الأساسية للتكنولوجيا هى خلق معرفة جديدة للإنسان حتى يستطيع التحكم بشكل أكثر فى الطبيعة من حوله، ونقلها للأجيال التالية، وكذلك حماية مصالحه وتحقيق الرفاهية والرخاء للمجتمع بشكل عام، والتكنولوجيا على مدار الثورات الصناعية والزراعية وعلى مدار التاريخ كانت أداة أساسية للانتقال من عصور إلى عصور، وكانت المحفز الأساسى على قدرة المجتمعات أن يكون لها دور فى التطور البشرى بشكل عام، كما أن لها دورا مهما وهو الحماية، حيث إن التكنولوجيا تقوم بحماية مصالح المجتمعات والثقافات، كمثال الدولة المصرية القديمة التى استوعبت تكنولوجيات مختلفة عسكرية وعلوم فلكية حتى تحافظ على حضارتها وعلى شعبها، وحتى اليوم ما زال هناك أشياء عن الحضارة المصرية القديمة لا يعلمها أحد، ولم يتم اكتشاف نوع التكنولوجيا التى استخدمها المصريون القدماء حتى يصلوا إلى الحضارة العظيمة التى نشاهدها اليوم.

نحن نتعلم من التكنولوجيا القديمة ونطور التكنولوجيا التى بين أيدينا، فالتكنولوجيا أداة  وليست غاية، وهدفها تحقيق رخاء الشعوب والحفاظ على مصالحها والقدرة على حماية شعبها.

كورونا والصين

< الصين استطاعت التغلب على فيروس "كوفيد 19" معتمدة بشكل كامل على التكنولوجيا.. كيف ترى هذه التجربة؟

منذ بداية جائحة كورونا كان هناك سرعة كبيرة فى استخدام التحول الرقمى لمواجهة الفيروس، وليس فى الصين فقط ولكن فى العديد من الدول، والتحول الرقمى تم استخدامه فى محاور عدة مثل تقليل انتشار المرض من خلال التطبيقات التى تم تدشينها للتوعية بالمرض أو تحديد مناطق الانتشار والبؤر التى بها أكثر تمركزات للفيروس، والصين استطاعت توجيه هذا الاستخدام بالشكل الأمثل، وتمكنت من السيطرة على التحركات وتوجيه مواطنيها بالشكل الأمثل، وكذلك منع انتشار الفيروس عن طريق تتبع الانتشار والعمل على السيطرة عليه.

كما تم استخدام التكنولوجيا فى النظم الصحية ومتابعة التطعيمات وصلاحية الاختبارات الطبية التى كانت تتم، وأيضًا استخدام الذكاء الاصطناعى فى إنتاج اللقاحات مثل فايزر وموديرنا، وبدون التقدم الكبير الذى حدث فى التطور التكنولوجى كان من الصعب الوصول إلى لقاحات فعالة بهذه السرعة، والقدرة على إنتاج اللقاحات بالتقدم العلمى الرهيب الذى حدث كل ذلك كان بسبب الذكاء الاصطناعي.

وهناك تطبيقات أخرى ساعدت فى احتواء الفيروس مثل تطبيقات الإمداد باللقاح والتأكد من حصول الجميع عليه، وبدون هذه التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة كان من الممكن أن يصبح الأمر صعبا جدًا، فهذه التقنيات تستخدم بشكل سريع فى إدارة الأزمات، حيث إن الأزمات تحتاج إلى سرعة استخدام التكنولوجيا كأداة، وهو ما ظهر جليًا فى جائحة كورونا، سواء فى إدارة الأزمة أو توعية المواطنين، وبدون استخدام الكنولوجيا الحالية الأمر بالطبع كانت عواقبه ستصبح أسوأ بكثير.

التحول الرقمى

والتحول الرقمى كقطاع كان من أسرع القطاعات التى تطورت، حيث تعامل المواطنون فى أعمالهم عن بعد وتم استخدام التكنولوجيا لإدارة هذه الأعمال، والشركات المتوسطة والصغيرة والناشئة استطاعت التأقلم بسرعة وإدارة كافة أعمالها عن بعد، والنمو فى قطاع التحول الرقمى خلال العامين الماضيين وصل إلى 14 بالمائة فى مقابل انكماش اقتصادى للعديد من القطاعات الأخرى، وهو ما استدعى بالضرورة نموا فى الأمن السيبرانى بسبب كثرة الاعتماد على الإنترنت، وذلك لمواجهة الهجمات الإلكترونية، ووصلت الاستثمارات فى قطاع الأمن السيبرانى وصل إلى حوالى 3 مليارات دولار من 2020 حتى اليوم.

محرر “البوابة” مع المهندس حسين فهمي  

 

فقدان الوظائف

< ما تعليقك على اختفاء بعض الوظائف بسبب التطور التكنولوجي؟

العالم اليوم يتحدث عن فقدان 500 مليون شخص لوظائفهم، وهذا عائد إلى نوع ما ‏من التطور أو الابتكار يسمى "التحول والاستبدال"، حيث إن هناك وظائف يمكن ‏للذكاء الاصطناعى القيام بها والأعمال المكتبية بشكل عام يحدث بها تغيير شديد، ‏حيث إن الذكاء الاصطناعى يقوم بمهمة الأعمال المكتبية بشكل أسرع وأدق، ويتم ‏استبدال التوظيف المكتبى لأشخاص قادرين على السيطرة أو إدارة الذكاء ‏الاصطناعى والنظم التكنولوجية، إذن فدور الموظف هو تخطيط العمليات التى يقوم ‏بها الحاسوب وتطوير هذه النظم وهذا معناه أن نوعية الشغل ستتغير.‏

الوظائف ممكن أن تنتهى ولكن الأعمال والقطاعات نفسها لن تنتهي، بمعنى أن ‏وظيفة الطبيب لا يمكن أن تختفى ولكن طريقة عمله ستتغير، وفى أوروبا تم عمل مرصد ‏لمعرفة ما هى القطاعات الأكثر تأثرًا ووجدوا أن القطاعات اللوجستية مثل المخازن ‏كمثال ستتأثر بشكل كبير، فبدلًا من استخدام عمال سيتم استخدام روبوت، وخدمة ‏العملاء يمكن أن يتم الاستغناء بالذكاء الاصطناعي، الأمر يدور حول من 20 إلى 25‏‏% من معظم القطاعات ستتأثر بالتغيرات التكنولوجية التى تحدث، وقد تصل إلى 70% فى قطاعات أخرى، وبالطبع لن يحدث الأمر مرة واحدة بأن يصبح هناك ملايين ‏فى المنازل وبدون عمل، ولكن الأمر يحدث بشكل تدريجى وهو ما يدعونا للعمل ‏للمواجهة من الآن.‏

ولكن نحن نريد أن نطمأن الناس بأن كل الثورات الصناعية غيرت أشكال التوظيف ‏فى العالم على مدار العصور، دائمًا هناك ظهور لوظائف جديدة واختفاء لوظائف ‏أخرى، وهذا الأمر يدعو بكل تأكيد إلى ضرورة تسليح العقل البشرى بالعلم واستخدام ‏قدراته العقلية والشخصية والإبداعية، لمواكبة التطور والقدرة على تنفيذ عدة ‏أعمال، وكذلك اعتماد التعليم على المرونة وتنمية المهارات والتحفيز للقدرة على ‏العمل والإنتاج بشكل أكبر، ومهارات الثورة الصناعية الرابعة تعتمد بشكل أساسى ‏على الإبداع والتحليل والابتكار والقدرة على فهم تغير الأنماط وفهم البيانات ‏والمعلومات والقدرة على اتخاذ القرار، وهذا التغير من ناحية أخرى يجعل الإنسان ‏أكثر إبداعًا، ويجب مع هذا التطور تعليم الأجيال القادمة للتقدم بالدولة.‏

ومصر لديها فرصة كبيرة جدًا هذه الفترة لتكون دولة من الدول المؤثرة فى الثورة ‏الصناعية الرابعة والخامسة وتقنياتها ويجب أن نعمل على هذا.‏

مصر والتطور التكنولوجى

< ماذا عن تحديات التطور التكنولوجى فى مصر؟

التطور التكنولوجى لأى دولة فى العالم وليست مصر فقط  يستلزم وجود 3 شروط، وهى وجود استثمار فى التكنولوجيا المتقدمة وخلق فرص عمل فى هذا المجال، وبدون هذه الاستثمارات فالتكنولوجيا ستظل موجودة فقط فى المعامل والمختبرات ولن تخرج منها، والاستثمارات تكون باستيراد التكنولوجيا وتوطينها داخل المجتمع، أو فى بناء تكنولوجيا داخل الدولة باستخدام المهارات الموجودة.

 الأمر الثانى هو وجود نظام تعليمى قادر على إنتاج خريجين يمكنهم الاستفادة بالتكنولوجيا وتطويرها، فبدون تعليم جيد لا يمكن حدوث تطور أبدًا، وبدون تحقيق هذا الشرط فالاستثمارات لن تأتى بثمارها أو العائد المطلوب منها.

أما الشرط الثالث فهو البيئة المناسبة لتوطين التكنولوجيا، أى تكنولوجيا فى العالم تحتاج إلى دولة وبيئة قادرتين على احتضانها، فمثلًا لا يمكن لأى دولة غير قادرة على تحقيق الأمن والأمان لمواطنيها أو عدم قدرتها على حماية مصالحها أن تواكب التطور، وهو ما يتوجب معه وجود دولة قوية تستطيع حماية مصالحها واستثماراتها، وهذا الشرط ضرورى لتنفيذ الشروط السابقة.

مصر استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية تحقيق الشرط الثالث بشكل كبير جدًا، وهو توفير بيئة مناسبة للاستثمارات، ولكن التحدى هنا هو الاستثمار وخلق سوق عمل وكذلك التعليم المتميز، ومصر قامت باستثمار مليارات الجنيهات مؤخرًا فى قطاع التحول الرقمى والبنية التحتية، مثل مبادرة مصر الرقمية التى تؤهل الشباب لسوق العمل، حيث إننا نحتاج إلى خلق مليون فرصة عمل لتقديم خدمات تكنولوجية بشكل مميز، وسوق العمل العالمية تحتاج إلى الخبرات والعقلية المصرية، ولكن أتمنى بشكل شخصى أن يقوم شباب الخريجين بالعمل على توطين هذه الصناعات فى مصر، لأننا نتمنى أن نصل إلى أن يأتى العالم إلينا وليس أن نذهب إليه.

البحث العلمي

< التنمية التكنولوجية تعتمد على تطوير البحث العلمي.. كيف ترى البحث العلمى فى مصر؟

خلال الفترة الماضية حدثت طفرة كبيرة جدًا فى البحث العلمى فى مصر، وهى اندماج الشبكات المعلوماتية العلمية المصرية مع الخارج، فمنذ 10 سنوات كان هناك العديد من الأبحاث العلمية التى تتم داخل مصر ولكنها كانت حبيسة الأدراج والمعامل البحثية ولم تكن تصل للخارج، ولكن مؤخرًا حدث اندماج لهذه الشبكة المعلوماتية وأصبحت الأبحاث تنشر بشكل دورى وبمشاركة جيدة، وهذا أدى إلى رفع تصنيف الجامعات المصرية، والعمل العلمى المصرى فى قطاع الطب كمثال بدأ يظهر جيدًا فى الخارج.

ومن ضمن التطور الذى حدث فى مصر الجامعات الجديدة، ومنها كمثال جامعة مصر للمعلوماتية، وأرى أنه سيكون لها دور قوى خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها تضم نخبة من العلماء المتميزين منهم الدكتورة هدى المراغى أحد أعظم العلماء المصريين المميزين خارج مصر، وهى جامعة ضخمة من ضمن مجموعة كبيرة من الجامعات المصرية التى تم إنشاؤها بهدف تحسين التعليم وتطوير البحث العلمى فى مصر، والرئيس عبدالفتاح السيسى أولى الكثير من الاهتمام بهذا الملف، كما نعمل على توأمة هذه الجامعات مع مثيلاتها بالخارج من الجامعات الكبرى والمصنفة عالميًا.

وفى ظل التوسع فى المدن الجديدة والجامعات الأهلية فبالتأكيد هناك قدرة للدولة المصرية على التقدم فى هذا المجال، وتقديم تعليم جيد يؤهل المصريين لسوق العمل العالمية، وهذا يحدث بالفعل فالمصريون معروفون فى الخارج بجودة أبحاثهم وعقلياتهم المتميزة، وألمانيا كمثال أصبحت حاضنة للعلماء والباحثين والطلبة المصريين.

وعن التحديات التى تواجه الدولة المصرية فى هذا الملف، فهناك العديد من التحديات منها أن الأعداد التى تلتحق بالتعليم العالى فى مصر أعداد مهولة، وحتى لو استطاعت الدولة تقديم تعليم جيد لكل هذه الأعداد، فذلك يتطلب أيضًا وجود سوق عمل لاستيعاب كل هذه الأعداد وتوفير ملايين فرص العمل، وفى حالة عدم القدرة على خلق أو وجود سوق عمل للخريجين، فبالتالى الخريج سيصبح لديه تعليم جيد ولكن لا توجد فرصة عمل محلية أو أجنبية قادرة على استيعابه.

التعليم الفنى

< كيف ترى التعليم الفنى فى مصر؟ وما المطلوب تنفيذه فى هذا الملف؟

المدارس الفنية والتكنولوجية التطبيقية أصبح لها أهمية كبيرة جدًا فى الثورة الصناعية الرابعة، لأن البحوث النظرية مكانها المعامل وهذا يسمى "تراك أكاديمي"، أما التعليم الفنى فهدفه الأساسى هو تشغيل مصنع أو شركة بشكل كفء ومتطور وسريع، والتركيز فيه بكون على استخدام التكنولوجيا وليس على تطوير التكنولوجيا أو الجزء النظرى فقط، وهذا من التحديات التى تواجه مصر، ويجب أن يكون هناك ثورة لتطوير التعليم الفنى مثلما حدث فى التعليم العام والعالي، وأن يكون هناك استراتيجية لأنه بدون التعليم الفنى فلن نستطيع المنافسة فى ظل التقدم الحالي، والعالم كله اتجه للاعتماد على التعليم الفنى من أجل التنافس، فدول أوروبا واليابان وماليزيا كان التعليم الفنى هو الأساس فى تقديم تكنولوجيات هذه الدول إلى العالم أجمع.

والحديث هنا ليس على المنتجات فقط كإنتاج السيارات أو خلافه، ولكن الخدمات أيضًا فقطاع مثل خدمة العملاء كمثال، فالتعليم الفنى هنا قادر على إعداد خريجين يمكنهم تقديم خدمات بشكل مميز وأسرع وبتنافسية أكبر، فالميزة هنا أن التعليم الفنى هو التخصص فى القطاع الذى يتم دراسته وهو ما يؤهل خريجين ملمين بكل تفاصيل هذه القطاعات.

دعم الدولة

< ماذا يمكن أن تقدم الشركات والمؤسسات العاملة بالتكنولوجيا لدعم الدولة خاصة أن الأمر يتطلب مشاركة القطاع الخاص؟

ذكرنا فى بداية الحديث أن هناك 3 أشياء مطلوبة لتحقيق التقدم التكنولوجي، ومنها أن الدولة قادرة على إنشاء البيئة المناسبة للاستثمار، يتبقى أمران وهو الاستثمار نفسه وتطوير التعليم من أجل المنافسة، فلو كان هناك أى شيء يمكن أن تقدمه الشركات العاملة بالتكنولوجيا فهو الاستثمار وتطوير التعليم، وهذا لعدة أسباب منها أن المستثمرين أو الشركات هم القادرين على القيام بالمخاطرة لتطوير هذا السوق وخلق جودة وميزة تنافسية، وهذا يتطلب وجود شركات أجنبية بشكل أكبر حيث يمكنها تدريب الشباب وخلق فرص عمل للتنافس فى السوق العالمية، ومصر تحتاج أيضًا إلى مستثمرين فى قطاع ريادة الأعمال، وبالنسبة لريادة الأعمال مصر استطاعت أن تكون فى المراكز الثلاثة الأولى فى هذا القطاع بسبب اهتمام الدولة ومحاولتها تطوير مجال التكنولوجيا بشكل عام، وكذلك اهتمامها بحاضنات الأعمال فى جميع المحافظات ولم يعد الأمر مقتصرًا على العاصمة فقط.

وهناك ميزة كبيرة جدًا فى مصر وهى اختلاف بيئتها، فيوجد زراعة وصحراء وبحار وشمس دائمة، ما يعنى أن هناك بيئات مختلفة وضخمة يمكن من خلالها الاستثمار وإيجاد حلول فى العديد من القطاعات باستخدام الاستثمار فى ريادة الأعمال.

 وفى ظل ما تقوم به الدولة المصرية من حماية أمنها القومى ومشروعاتها الضخمة فى البنية التحتية ومشروع حياة كريمة والعديد من المشروعات الأخرى، هنا يأتى دور الشركات فى ضرورة مشاركة الدولة في التطور الذى تقوم به، وهناك نماذج ناجحة فى مصر استطاعت الدخول فى هذا المجال، فضلًا عن قيام بعض الشركات بتدشين مدارس تكنولوجية وهو أمر جيد يؤهل هذه الشركات إلى المنافسة، فى النهاية التعليم الفنى هو أساس نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهذه المشروعات هى أساس تقدم أى دولة فى العالم.

سرعة الإنترنت

< هناك شكاوى مستمرة من سرعة الإنترنت فى مصر.. فكيف ترى الأمر وبشكل عام كيف ترى تعامل المصريين مع الإنترنت؟

أنا لا أرى أزمة فى سرعة الإنترنت، فالأمر يعتمد فى المقام الأول على الخطوط المتهالكة التى تصل للمنازل، والدولة عملت على مدار السنوات الماضية على تحسين هذه الخطوط ولكن ما زال هناك الكثير، ولكن يجب أن أوضح هنا أن الأمر لا يتعلق بسرعة الإنترنت، ولكن يتعلق بمفهوم الإنترنت بشكل عام، فالمصريون يتعاملون معه كوسيلة للترفيه، وهذا هو الفكر الذى يجب أن يتغير إلى فكر يبحث عن حلول واستثمارات لتحسين الإنترنت بشكل عام، فالاستثمار فى التكنولوجيا يؤدى بالضرورة إلى تحسين السرعة وتحسين الوضع التكنولوجى بشكل عام، والعائد، وهذا يعود بنا إلى السؤال السابق وهو ضرورة مشاركة الشركات فى تطوير البنية التحتية من أجل أن يكون لها عائد اقتصادى قوي.

وتوفير خدمة الاتصالات بشكل عام فى مصر ليست قضية سهلة، هى قضية صعبة جدًا ولكن تحتاج إلى تضافر الجهود، فتنفيذ شبكات الجيل الخامس يتطلب عائدا اقتصاديا قويا، فإذا لم يوجد العائد المطلوب من تنفيذها فلن يكون هناك وجود لها، وهو ما يدعو إلى ضرورة الاستثمار فى هذا القطاع من أجل رفع المستوى إلى الكفاءة المطلوبة.

الحرب الروسية

< ما هو تأثير الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة الآن على قطاع التكنولوجيا؟

الحرب  الروسية الأوكرانية أثبتت للعالم كله أن التحول الرقمى واستخدام تقنية الذكاء الصناعى وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة بدأت تدخل فى التطبيقات والعلوم العسكرية بشكل واضح جدًا، ويتضح فى الطيارات المسيرة والهجمات السيبرانية التى يمكن عن طريقها شل حركة تدفق المعلومات فى مناطق مختلفة وفى آن واحد، وكذلك أصبح مقدمو الخدمات التكنولوجية مسيطرين بشكل كامل على تدفق المعلومات والتحكم فيها، ونرى هذا فى العقوبات التى تم فرضها على روسيا وهى ما تسمى بالعقوبات المعلوماتية والتكنولوجية، وهذا سيؤثر بشكل كبير فى المستقبل حيث إن كل بلد أو مجتمع سيسعى إلى امتلاك الخدمات المعلوماتية المحلية الخاصة به ولا يعتمد على الخدمات المقدمة من الشركات الكبرى، وبالتأكيد عالم ومفهوم التكنولوجيا والاهتمام بها بعد الحرب سيتغير كثيرًا.

< تتزايد التخوفات في مصر من وجود تطبيق مصري خالص بسبب سرية البيانات.. كيف يمكن التغلب على ذلك؟

التخوفات ليست في مصر فقط ولكن في العالم كله، وذلك بسبب استضافة التطبيقات في مراكز البيانات العالمية المنتشرة في العالم كله، لم يعد هناك مكان جغرافي محدد يمكن أن تتأكد من وجود بياناتك عليه، لذلك أي تطبيق فالتخوفات موجودة، ولكن هناك معايير تقنية عالية جدًا يتم استخدامها وبدون تطبيق هذه المعايير لن يتم الموافقة عليه من الشركات الكبرى التي سيتم عرض التطبيق المراد عليها.

وهناك ما يسمى بشفافية المصادر وهذه تكنولوجيا معتمدة على أساليب البرمجة ومن خلالها يكون هناك مراقبة لأي تغييرات تحدث في هذه التطبيقات أو التصميمات في الشق الخاص بالسرية، والدليل على ذلك هناك برامج مفتوحة المصدر ويتم تطبيق الأمر عليها، فلا داعي للخوف من هذه التكنولوجيا لأن هناك معايير حاكمة، فاختراق البيانات ليس أمرًا سهلًا.

وهنا يجب أن نسأل سؤالًا معاكسًا.. هل كل التطبيقات التي تتم خارج مصر تتيح سرية البيانات بالشكل المطلوب؟ هناك أحاديث عن اختراق للتطبيقات الكبرى والشركات العالمية وحجب لحسابات، فالأمر لا يتعلق بمصر فقط، هذا يتم في العالم بشكل كامل، بل بالعكس أرى أنه يجب أن نثق في المصممين المصريين ونعمل على زيادة التكنولوجيا المحلية، ولا نعتمد على التكنولوجيا المقدمة من الخارج، وهناك تطبيقات في مصر جيدة ومثلها مثل العالمية ولكنها تحتاج إلى استثمار بشكل أكبر.

الروبوت توت

< حدثنا عن تجربة صناعة الروبوت توت؟

الروبوت توت هو أول روبوت يتحدث باللهجة المصرية، وحدث أمران لأول مرة يتم تطبيقهم في الشرق الأوسط، أولهما أنه أول روبوت يتحدث بالمصري وأول روبوت مذيع، وهذه أول تجربة رقمية من نوعها، ولم تحدث في الشرق الأوسط من قبل، الأمر الثاني أنه تم طباعته بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهذه أحدث التقنيات في التصميمات وفي إنتاج الروبوت والأجهزة، وهذه التقنية تمت في مصر والعملية كلها بفريق العمل كانت بأيادٍ مصرية، وتم ضم مجموعة من الطلبة للمشاركة في الإنتاج.

نجحنا في هذه التجربة في عدة أشياء، فهي التجربة الأولى من نوعها، وأكدنا على أن هناك أيادٍ مصرية قادرة على الإنتاج، وكان هناك طلاب في الثانوية العامة، وتم استخدام أحدث تكنولوجيا في إنتاجه، وكذلك الإنتاج بالكامل كان في المصانع المصرية، واستغرق من فريق العمل وقت طويل جدًا لتنفيذه، وعمل به فريق عمل كبير في جميع التخصصات، والإصدار الأول من الروبوت لاقى ترحيبًا ونجاحًا كبيرًا، واستطعنا التأكيد أن مصر قادرة على إنتاج الروبوت.

وهذه التجربة تعد إشارة بدء بالتوعية بهذه التكنولوجيا في المنطقة العربية بشكل عام، وبعد هذه التجربة وجدنا تجارب جديدة في هذ المجال، ويجب أن هتم به من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا ومن أجل مصر.

< رسالة للشباب بشكل عام.. وبشكل خاص لطلاب وخريجي كليات الحاسبات والمعلومات؟

رسالتي إلى الطلاب خاصة طلاب الحاسبات والمعلومات.. أنتم اخترتم المجال الذي بالتأكيد سيكون هناك اقبال عليه بشكل يومي متزايد، فالتحول الرقمي بشكل عام يتداخل في كل مناحي الحياة، وفي كل العلوم وله دور كبير في تخفيف حدة الأزمات وتنفيذ خطط تساعد متخذي القرار في تحسين آداء وكفاءة الأعمال، والثورة الصناعية الرابعة الدمة مهارتها تعتمد على التحاليل واستخلاص البيانات، ويجب أن تضعوا في اعتباركم فهم ما وراء البيانات وليس فقط تنفيذ التطبيقات أو إنتاجها.

يوجد كورسات موجودة ومتاحة في كل مكان حاليًا، فيجب أن تتسلحوا بالعلم، وتهتموا بالمجال الذي قد يساعدكم بشكل أكبر، فهناك علاقة بين كل المجالات والتحول الرقمي، لأن التخصص التقني فقط لم يعد كافيًا، فالأفضل هو التعلم والخبرة في مجالات مختلفة، فعلي سبيل المثال إذا كان طالب يحب مجال النقل، ويجب عليه أن يفهم دورة العمل كيف تدور وكيف يتم تنفيذ الخطوات فوقتها يستطيع أن ينجح ويتخصص في مجال محدد يستطيع العطاء فيه.

كما يجب أن يحاول الطلاب استغلال قدراتهم المعلوماتية وتصميم البرمجة في حل المشكلات الموجودة في محيطهم، وكل هذه تجارب يتم تطبيقها في العديد من الدول ومنها اليابان، ويجب أن نعمل جميعًا على محاولة حل التحديات وتنمية المجتمع بشكل عام، فمشروع مثل حياة كريمة يجب أن يتوجه الشباب إلى التفكير في نوعية البرامج والخدمات الإلكترونية التي يمكن أن يتم إدخالها في القرى والريف لمساعدة الأهالي على تسويق منتاجتهم والدخول في عالم ريادة الأعمال وتحسين حياة الأهالي.

 

2017-636286197227326299-732
2017-636286197227326299-732
af475970b11c44129b383a56d6f8625e
af475970b11c44129b383a56d6f8625e

067e1eb1-29c6-4841-9881-7d5c368d1674
067e1eb1-29c6-4841-9881-7d5c368d1674
ff820498-e40e-42f8-81d0-b67f261a6741
ff820498-e40e-42f8-81d0-b67f261a6741