الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شاطر ومشطور وبينهما طازج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«شاطر ومشطور وبينهما طازج» هو تعريف كلمة «ساندوتش» وفقا لجهابذة فقه اللغة العربية، لكن شكرًا للرب أننا نتحدث عن الجغرافيا، أما عن الشاطر والمشطور فهما دولتان من أفريقيا، والطازج من أوروبا، والمشترك «التعليم لا مؤاخذاة».
وقبلها علينا أن نقرأ ماكتبه أحد الأساتذة الجامعيين لطلابه فى مرحلة الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس فى رسالة وضعها على مدخل الكلية في الجامعة بجنوب أفريقيا هذا نصها:
«تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش: (فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش، وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش، وتخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش، ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش، ويضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش، ويتفشى الجهل فى عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش)».
والآن ماذا تعرف عن «الشاطر» موريشيوس؟
الإجابة كما وردت فى مدونة «Katkota Hashemd»: «هي دولة أفريقية صغيرة توفر التعليم مجانًا حتى نهاية المرحلة الجامعية يشمل ذلك نقل الطلاب من منازلهم إلى مدارسهم على حساب الدولة، في موريشيوس التعليم خدمة تقدمها الدولة مجانًا للمواطن وليست سلعة للبيع، موريشيوس توفر العلاج والرعاية الصحية مجانًا لجميع مواطنيها ويشمل ذلك حتى جراحات القلب الباهظة، ولا توجد تجار فى صحة المواطنين».
- دخل الفرد فى موريشيوس قد وصل إلى ١٩٦٠٠/ ألف دولار ولم يتفاخروا بأنهم الأعلى دخلًا فى أفريقيا.
- جمهورية موريشيوس أغنى دولة أفريقية رغم عدم إمتلاكها لمواد طبيعية. لا نفط ولا معادن وإنما تعتمد على الأنسان ثم الزراعة وتصدير المنتجات الزراعية بعد تصنيفها والسياحة مورد ودخل استثنائى لهذه الدولة.
- الانفاق العسكرى يأتى على هامش الميزانية والصرف الفعلى على الصحة والتعليم والخدمات.
- رئيسة موريشيوس هى الدكتورة أمينة غريب، عالمة تحمل درجة الدكتوراة في الكيمياء العضوية.
- يعتبر المسلمون أقلية في جمهورية موريشيوس حيث يشكلون ١٧٪ فقط من المواطنين ورغم ذلك إختار الشعب رئيسة مسلمة لأنه مجتمع متعايش فى سلام ولا تحكمه النعرات الدينية أو الطائفية.
ونأتى إلى «الطازج» الأوروبى ونترك المجال للباحثة «Ahlem Jerbi»، وهى إعلامية مغربية بألمانيا كتبت فى موقع الكومنت المفيد عن سر تقدم دولة ألمانيا!
وقالت: «سأخون ألمانيا اليوم وأخبركم عن سبب تقدمها، فسبب تقدم ألمانيا ليس الفوسفات أو الثروات السمكية أو البترول أو المعادن أو المقالع. سبب تقدمها هو النظام التعليمي، نظام تعليمي يتساوى فيه الغني مع الفقير. ابن رئيس الشركة يجلس على نفس الطاولة التي يجلس فيها ابن رجل النظافة. هذا النظام مقسم كالآتى:
- المرحلة الابتدائية ومدتها أربع سنوات.
- بعدها يبدأ تقسيم الأطفال إلى جد مجتهدين ومجتهدين ولابأس به ومتوسط وضعيف.
- جد مجتهدين والمجتهدين يتم إرسالهم إلى الثانوي «gymnasium».
- لا بأس به يتم إرسالهم إلى الإعدادى الثانوى «realschule».
- المتوسط يتم إرسالهم الى المدارس الرئيسية أو المهنية «hauptschule».
- الضعيف يتم إرسالهم إلى مدارس خاصة «sonderschule».
وتنتشر الجامعة في ألمانيا في كل مدينة صغيرة كيفما كان نوعها. كل زاوية من زوايا أي مدينة خاضعة لبحوث جامعية من حيث الاقتصاد والتقنيات والجغرافيا وعلم النفس وعلم الاجتماع. لا يمكن فصل أى فرد من المجتمع عن البحوث العلمية الجامعية. أما الجامعات الطبية فهى موجودة فى كل مستشفى وفى كل دار العجزة، وقبل أن يصبح الطبيب طبيبًا يجب عليه أولا أن يقوم بتمرين تطبيقي أولي تقريبا لمدة ثلاثة أشهر في دار العجزة لكي يمسح غائط الرجل والمرأة المسنة.
الطالب أو القاضي أو الشرطي أو الوزير أو البرلماني لا يحتاج وساطة ولا يولد في ألمانيا طفل وفي فمه ملعقة من ذهب بل ولدوا جميعًا متساوين أمام القانون والذين هم جميعًا لهم الحق في التعليم والصحة والطب والشغل.
هذا هو سر تقدم ألمانيا، التى خرجت من الحرب العالمية ١٩٤٥، وكانت مجرد حطام دولة.
ونأتى إلى «المشطور»، رواندا سيدة أفريقيا، وقبل الحديث عنها دعونا نتذكر «الافيه العبيط» للممثل محمد هنيدى الذى ظل يردده أكثر من ١٠٠ مرة «رواندا تشيك» فى فيلم «وش إجرام».
ومرة أخرى يسخر «هنيدى» بغلاسته المعهودة عندما علق أحد متابعيه ممازحًا إياه قائلًا: «‏‎مين بده الأخ مصري وإلا لبناني؟» ليرد عليه هنيدى قائلًا: «‏‎من رواندا تشيك».
وبعد كل هذ التهريج «السمج» لا مؤاخذاة تعالوا نتعرف على تلك الدولة التى أصبحت نموذجًا لما ينبغى أن تكون عليه الدول ولنتعلم من رواندا:
- وصل الشعب الرواندى إلى تحقيق أهداف رؤية ٢٠٢٠.
- رواندا عام ٢٠١٥ توجت كأفضل اقتصاد ينمو فى أفريقيا والعالم.
- رواندا عام ٢٠١٩ أطلقت قمرا صناعيا لاستخدامه في مجال التعليم.
- رواندا توفر لتلاميذ المدارس جهاز لابتوب مجانًا.
- كيجالى عاصمة رواندا تصنف أجمل مدينة فى أفريقيا.
- معدل دخل الفرد تضاعف ٤ أضعاف.
ومن الموسوعة الحرة نقرأ: «رواندا، هي دولة غير ساحلية تقع في الوادي المتصدع الكبير (الأخدود الأفريقي العظيم)، حيث تلتقي منطقة البحيرات الكبرى الأفريقية وشرق إفريقيا. تعد واحدة من أصغر البلدان في البر الرئيسي الأفريقي، وعاصمتها هي كيجالي».
- يشكل الشباب نسبة كبيرة من عدد السكان وغالبيتهم من الريف، وينحدر الروانديون من مجموعة ثقافية ولغوية واحدة.
- رواندا هى واحدة من ثلاث دول فقط في العالم ذات أغلبية نسائية فى البرلمان الوطني، والبلدين الآخرين هما بوليفيا وكوبا.
- تعد الموسيقى والرقص جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الرواندية، ولا سيما الطبول والرقص الداخلي عالي التصميم. تنتج الفنون والحرف التقليدية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الإميغونغو، وهو فن فريد من نوعه يصنع من روث البقر.
- تعد رواندا من الدول ذات مستوى فساد منخفض مقارنة بمعظم البلدان الأفريقية الأخرى؛ في عام ٢٠١٤، صنفت منظمة الشفافية الدولية رواندا في المرتبة الخامسة من بين ٤٧ دولة في أفريقيا جنوب الصحراء، والمرتبة ٥٥ من أصل ١٧٥ في العالم.
- ينص الدستور على تعيين أمين عام للتظلمات، تشمل واجباته منع ومكافحة الفساد. يطلب الدستور من المسئولين العموميين «بما في ذلك الرئيس» التصريح عن ثرواتهم لمحقق الشكاوى وللجمهور؛ يوقف الذين لا يمتثلون للطلب عن العمل.
- قبل عام ٢٠١٢، قدمت الحكومة الرواندية التعليم المجانى فى المدارس التى تديرها الدولة لمدة تسع سنوات: «ست سنوات في المرحلة الابتدائية وثلاث سنوات بعد برنامج ثانوى مشترك».
- فى عام ٢٠١٢، بدأ هذا فى التوسع إلى ١٢ عامًا مجانية يقضيها الروانديون فى التعليم والتعلم، وكان التعليم والتعلم هو العمود الفقرى لنهضة رواندا الحديثة.
والآن هل نعيد عليكم ما قاله أحد الحكماء: «دمرتم التعليم فدمرتم الوطن وهى حكمة خالدة لا يعرفها الحكام الجهلاء!!!».