الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

كفاح حتى النهاية.. «سمر» تبيع «المش» و«الثوم» لتربية أولادها

سمر
سمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

علامات الإرهاق تسيطر على ملامح وجهها، بشرتها الرقيقة تركت أشعة الشمس فيها علامات، فجلوسها طوال اليوم على كوبرى ببولاق الدكرور تبتاع الجبن والثوم، جعل للشمس نصيبًا من وجهها، كما أن تنظيفها الدائم للثوم والجبن وغيرها من الأشياء التى تبيعها سلب منها نعومة الأنوثة التى تمتاز بها النساء عن غيرهن.
تستيقظ يوميًا فى الرابعة فجرًا، لتجهز أشياءها لتنطلق فى رحلتها اليومية، فمن مركز الوسطى بمحافظة بنى سويف تبدأ رحلتها قاصدة حى بولاق الدكرور فى محافظة الجيزة، حيث مكان عملها التى تجلس فيه طوال اليوم لتباشر بيع الثوم والمِش، من أجل أن توفر أموالًا تستطيع من خلالها أن تحقق حياة كريمة من خلالها لأولادها بعدما تركها زوجها تعانى الأمرين، وتزوج عليها.
كانت حياتها على ما يرام منذ البداية، فقد نجحت أن تتزوج فارس أحلامها الذى عاشت برفقته سنوات وأنجبت منه ٥ أولاد، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن وقلبت حياتها رأسًا على عقب، بعدما قرر زوجها أن يتركها من أجل قلبه الذى تعلق بمعشوقة أخرى، وعلى الفور قرر أن يتركها تعانى الأمرين وتزوج حبيبته الجديدة التى يعيش برفقتها بمنطقة صفط اللبن.
«سمر على محمد - ٤٥ عامًا»، تفترش جانبًا من الطريق أعلى كوبرى الخشب فى منطقة بولاق بالجيزة، تبيع أشياء عدة من أجل أن تجمع مالًا تعيش من خلاله، فتستيقظ السيدة الأربعينية فى الثالثة فجرًا من أجل أن تشترى بضائعها التى تعمل على بيعها، ثم تستقل القطار متجهة إلى الجيزة حتى تبدأ عملها اليومى.
«يوم حلو على يوم وحش وأهى ماشية».. هكذا تعبر السيدة الأربعينية عن حياتها ورضاها بما قسم لها، إذ إنها تعول ٤ بنات وولد، وذلك بعدما تركها زوجها وتزوج عليها، ويعيش فى صفط اللبن: «أنا بصرف على عيالى من الحاجات اللى ببعها دى، باجيبها بالسلف وعليا فلوس للناس». وتقول السيدة: «عليا قرض ١٥ ألف جبته أشتغل بيه وخسرت، وبشترى البضاعة دى شكك من الناس، لحد ما أبيع وبعدين أسدد، ويوميًا تأتى السيدة الأربعينية من مركز الوسطى إلى منطقة بولاق الدكرور»، وأما عن زوجها فتقول: «جوزى مبيسألش عليا حتى ولا بيسأل على عياله، وكلهم فى المدارس من الثانوى لحد الابتدائى».
وتضيف «سمر»: «نفسى فى ستر ربنا عايزة أربى عيالى وخلاص مش عايزة حاجة تانى، أنا اتنصب عليا فى ٢٢٠٠ جنيه ومش عارفة راحت فين ولا عارفة أسد حاجة، وبمشى الدنيا وخلاص، وبجيب فلوس من هنا وأحط هنا وخلاص، ولكن نفسى أسد اللى عليا».