الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بابا الفاتيكان يستقبل عميد المسجد الكبير بباريس

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استقبل الحبر الأعظم البابا فرنسيس صباح اليوم الإثنين 28 فبراير في مكتبه بالفاتيكان عميد مسجد باريس الكبير المحامي الجزائري،شمس الدين حفيظ، بصفته أحد رموز الإسلام في فرنسا. وبمناسبة هذا الاجتماع - الذي طلبه نهاية شهر ديسمبر الماضي، وقبله البابا على الفور - تم دعوة البابا فرنسيس للحضور إلى باريس وزيارة المسجد الكبير. علمت البوابة نيوز أن عميد مسجد باريس سلم بابا الفاتيكان رسالة من ثماني صفحات حدد النطاق الذي يمكن أن يتم التعاون عليه معا: قائلًا"إن تهديد السلاح والتطرف والشدائد والإقصاء والأنانية يتزايد في القارة القديمة. هذا التهديد يخيم على فرنسا بشكل خاص. لكن "فرنسا، الابنة الكبرى للكنيسة، تضم أكبر عدد من اليهود والمسلمين في أوروبا. إذا تفاقمت انقسامات المجتمع الفرنسي، فإن التعايش الديني سيفسح المجال للتعصب، في أوروبا وفي كل مكان في العالم حيث تختلط الوجود بين الحدود. ومن هنا جاءت دعوة حفيظ باعتبار أن: "كلمة قداسته قادرة على مداواة هذه الجراح وإعادة المعنى للبشرية والأخوة" وتابع. باسمي وباسم الأئمة الموجودين بجانبي وباسم جميع المسلمين في فرنسا، يشرفنا أن نستقبل قداسة البابا في المسجد الكبير بباريس. في رسالته التي تستحضر جهود البابا فرنسيس للتقارب بين المسيحيين والمسلمين وبين جميع الأديان، ركز شمس الدين حفيظ على أهمية الجهود المشتركة في المجالين التربوي والخيري ولكن أيضًا في الكفاح ضد أفكار التطرف والعنصرية واقتبس على وجه الخصوص الخطاب المناهض للإرهاب الإسلاماوي الذي نشره في سبتمبر 2021 وأرسله بعد ذلك إلى البابا. "تحد صعب مواجهته" يوضح الأستاذ حفيظ: "بعد سنوات من التهديدات الإرهابية، وبعد قطع رأس البروفيسور الفرنسي صموئيل باتي المأساوي في أكتوبر 2020، كان على ممثلي الإسلام أن يتظاهروا ويشرحوا للجميع أن دينهم لا يولد عنفًا وانه دين الرحمة والمحبة والمساواة". لكن "التحدي مرير للغاية" بالنسبة لـ "مسلمي فرنسا"، وحسب تقدير عميد مسجد باريس، يجب أن يكون المسلمون قادرين أيضًا على الاعتماد على "الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا لنبض العنصرية تجاههم". وقال شمس الدين حفيظ لبابا الفاتيكان بأنه في 4 فبراير 2019 وقع حضرة سماحة إمام الأزهر الدكتور أحمد الطيب على إعلان أبوظبي وقدمه للأجيال الجديدة التي تحضر السلام. حيث ترسم هذه الوثيقة أقصر طريق نحو التعايش والأخوة البشرية، ضد الأخطار المعاصرة، وصراعات التعصب، والتدهور البيئي، والفوضى الأخلاقية، والفكرة المتشائمة القائلة بأن عالم الغد لا يمكن أن يكون أفضل. وقال عندما وصلت على رأس جامع باريس الكبير في 11 يناير 2020، حاولت بتواضع اتباع هذا المسار من خلال منح نفسي كمهمتي الأساسية إعادة الإعمار بعمق، مع ومن أجل زملائي في الدين، من القيم الروحية والأخلاقية. والإنسانيات في الإسلام. ويشرفني أن أقدم نفسي اليوم إلى حضرته ليهتم لأننا نعيش الحاضر ونرى أن الأحداث تغذي خطر التطرف ومواجهة الهوية العربية والاسلامية، في فرنسا وأوروبا، ولكن أيضًا مع اليقين في مستقبل الحوار مع الآخر، واحترامه، واكتشاف القيم والمعتقدات المشتركة. وقال بأن عصرنا، للأسف، ينزلق على منحدر الجهل والقلق والمواجهة. من الآن فصاعدًا، لا يمكن للحوار بين الأديان الاستغناء عن التفكير الواضح والصادق في القوى التي تميل إلى الانقسام بيننا. وقال له لقد رفضت منذ فترة طويلة ربط ما أعتبره أعز وأحب شيء إلي، ديني ومعتقداتي، بأي عنف. لكن تعاقب الأفعال التي لا توصف التي تُرتكب باسم الإسلام وهي قتالًا وجرائم تفرضه الانحرافات الخبيثة والجهل بالإسلام الذي يحثنا على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالعقل. وأكد له بأن ديننا يرفض الفكر المتعصب ويرى أن التنوع الفكري ثروة. ولا يميز بين البشر إلا بالتقوى فلا عنصرية في الاسلام، ويحثهم على الحوار والتفكير والتدبر. جدير بالذكر أن بابا الكنيسة الكاثوليكية، اسمه خورخي ماريو بيرجوليو، وترتيبه السادس والستين بعد المائتين، بدأ الباباوية في 13 مارس 2013. وهو خليفة بطرس، وأسقف روما، ويشغل عدة مناصب أخرى منها سيّد دولة الفاتيكان. ويعد الحبر الأعظم، أول بابا من العالم الجديد و‌أمريكا الجنوبية و‌الأرجنتين، كما أنه أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا جريجوري الثالث (731 - 741).