الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كل حلفائك خانوكِ يا أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«كل حلفائك خانوك يا فولوديمير زيلينسكي» فبعد الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا وإعلان انفصال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقيتين اللتين يسيطر عليهما الانفصاليون، واللتين اعترف بهما، بوصفهما كيانين مستقلين عن كييف واعتبارهما دولًا مستقلة، أصبح التوتر يسود العالم، والجميع يتحدث عن تهديد أمن أوروبا وتصريحات اعتبرها عنترية من بعض الدول الأوروبية، واعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية إهانة كبيرة لها.

وفي الوقت الذي وصف بوتين التوسع في شرق أوروبا بأنه تهديد وجودي لأمن روسيا، وأكد أنه يرى أوكرانيا جزءا من روسيا، انتظرت أوكرانيا الوعود الكبرى لحلف الناتو، وأمريكا أعظم دولة بالعالم بحمايتها، ولكن تخلَّى الجميع عنها، ووقعت تحت طائلة روسيا ثانى أكبر دولة عالميا من حيث الجيش، فالقوى الغربية وحلفاؤها الذين اتحدوا في معارضة العملية العسكرية التي يقودها الرئيس الروسي بوتين في أوكرانيا، لا يستطيعون القول إنه لم يوجه إليهم تحذيرات بأنه سيقوم بذلك.

فقد أساء الغرب قراءة ما يدور في ذهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتناسوا أن ضابط المخابرات السوفياتية السابق أمضى سنوات في مهاجمة نظام ما بعد الحرب الباردة، وأرسل إشارات متكررة بشأن اعتزامه توسيع دائرة نفوذ روسيا.
وسعى بوتين طيلة الـ 15 عامًا الماضية إلى شجب الهيمنة الأمريكية على الشئون العالمية، وانتقد بشدة النظام الأمني الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بصفته تهديدًا لدولته، وخلال السنوات التي تلت ذلك، قام بضم أجزاء من جورجيا، وشبه جزيرة القرم، وأرسل قوات إلى إقليم دونباس شرق أوكرانيا.

وأرى أن هجوم بوتين الشامل على أوكرانيا وضَعَ الغرب في موقف ضعيف للغاية، حيث يسعى لإيجاد سبل لردع عدوان الكرملين والتأثير في زعيم روسي أبدى صراحة ازدراءه للغرب، وأثار الشكوك بشأن استعداده لاتخاذ إجراءات حاسمة، وأوكرانيا هي مَنْ يتحمل الآن تكاليف فشل الغرب في ردع روسيا، فقد كان في انتظار الحصول على عضوية منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لكنها لم تقبلْ على الإطلاق الانضمام إلى الحلف والضمانات الأمنية التي قدمتها، وعلى المدى الطويل، مزق الغزو العلاقات الباردة بالفعل بين التحالف الغربي وموسكو.

في النهاية تحكم المصالح هذه الدول التي تريد اشتعال الحروب دائما، ونجد أن أوكرانيا تواجه الحرب وحيدة، ونأخذ من ذلك جملة من فيلم صلاح الدين الأيوبي، «كل حلفائك خانوك يا ريتشارد»، ولكن هذه المرة نقول: «كل حلفائك خانوكِ يا أوكرانيا»، فالجانب الروسي الذي دائما يصمت، ولكن عندما يتحدث يستمع إليه الجميع.