الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صالون «البوابة نيوز» يناقش «العنف الأسري.. الأسباب والحلول».. داليا عبد الرحيم: مكاسب غير مسبوقة للمرأة في عهد السيسي.. القس رفعت فكري: البعض ينظر إلى المرأة بدونية ومصر أنصفت الأنثى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة «البوابة نيوز»، ومؤسسة مبادرة «خليكي قوية»: إن العنف ضد المرأة مرفوض في كل مجتمعات العالم، كما أنه سلوك غير إنساني، وترفضه كل الأديان السماوية التي اهتمت بالمرأة وكرمتها ورفعت من قدرها على مدار التاريخ.

وأضافت «عبدالرحيم»، أن مبادرة «خليكي قوية» تهدف لجعل المرأة أكثر قدرة على اتخاذ القرار والمطالبة بحقوقها والاستقلال المادي والمعنوي في إطار قانوني، يعلى من قدرها بالمجتمع ويحقق المساواة بين الذكر والأنثى.

جاء ذلك خلال كلمتها بصالون «البوابة نيوز»، أمس الإثنين، في ندوة تحت عنوان «قضية العنف الأسري، الأسباب والحلول»، بحضور الدكتور مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والقس رفعت فكري سعيد رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي، والأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وأدار الصالون الكاتب الصحفي نصر عبده، مدير عام التحرير.

وتعد هذه الندوة الثانية لصالون «البوابة نيوز»، بعدما وجه الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي بتدشينه ليكون دائرة حوار لمناقشة القضايا التي تشغل الرأي العام وحلقة اتصال بين المتخصصين والجمهور، مساهمة في إحداث حراك فكري وزيادة لمستوى الوعي.

الكاتبة الصحفية داليا عبد الرحيم

وأوضحت «عبدالرحيم» أن «الست المصرية بـ ١٠٠ راجل» ولكن هناك مشكلة كبيرة يجب التصدي لها في حالة عدم اعتراف الأسرة والمجتمع بحقوق المرأة وتهميشها والتقليل من قدرها وقيمتها، مضيفة أن هناك حالات عنف غير مباشر تمارس باستمرار تتمثل في التمييز وعدم المساواة وهو الأمر الذي من شأنه إخراج أجيال غير سوية، وبدون شخصية، وبالتالي زيادة اضطهاد المرأة وتعنيفها.

وأكدت «رئيس مبادرة «خليكي قوية»» أنه يجب سن تشريعات لقوانين جديدة تجرم العنف النفسي مثل عنف الآباء على أبنائهم، لأنه بمثابة قنبلة موقوتة تهدد أمن واستقرار المجتمع».

وقالت إن فكرة العنف أو ضرب المرأة غير مطروحة للمناقشة للمجتمعات التي تحترم ذاتها، كونها تتعلق بالإنسانية، مشيرة إلى أن «مبادرة خليكي قوية»، جاءت لكون المرأة قادرة على أخذ حقها بطرق كثيرة، كالقانون بعد معرفة واجباتها وحقوقها، لافتة إلى أن الدولة تقف مع المرأة، وكان الرئيس شاهدًا على ذلك ووجه بمساندتها عندما خصص يومًا للاحتفال بعيدها، حيث تعيش المرأة المصرية أزهى عصورها في الوقت الحالي بالاهتمام بها والحفاظ على حقوقها.

وأضافت أن القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، تؤمن بحقوق المرأة وواجباتها وأهميتها في المجتمع، ودورها المهم في تنشئة أجيال صالحة وقادرة على التصدي للعقبات ومواجهة المستقبل.

وتابعت أن ما تم تطبيقه للحد من العنف ضد المرأة سواء الجسدي أو النفسي من قبل الحكومة والقانون ومجلس النواب خلال العام الماضي ٢٠٢١، هو تغليظ عقوبة التحرش، وقرار رئيس الوزراء بإنشاء وحدة مجمعة لحماية المرأة من العنف.

وأشارت إلى أن هناك مكاسب متعددة للمرأة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لم تحدث من قبل، حيث وصلت لمستوى تاريخي في التمكين السياسي والاقتصادي، وتواجدت بقوة في جميع المناصب الحكومية.

وأوضحت أنه من ضمن المكتسبات أيضًا إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي أن عام ٢٠١٧ هو عام المرأة المصرية، إضافة إلى أن نسبة الوزيرات وصلت إلى ٢٥٪ أى ربع الوزراء من السيدات وهي النسبة الأعلى على الإطلاق في تاريخ مصر، فضلا عن أن نسبة نائبات المحافظين عام ٢٠٢٠ بلغت ٣١٪ لأول مرة في تاريخ مصر.

وأشارت إلى نسبة تمثيل المرأة بالمجالس المحلية وفقا لدستور ٢٠١٤ الذى وافق عليه الشعب المصري بلغت ٢٥٪ أى ما يعادل الربع، كما كان هناك تواجد غير مسبوق للنساء في مجلس الشيوخ بمعدل ٣٨ نائبة بنسبة تصل الى ١٢.٥٪ من إجمالي الأعضاء، وعدد النائبات أيضا بمجلس النواب وصل إلى ١٦٢ نائبة بنسبة ٢٧٪ من إجمالي الأعضاء، كما وصلت نسبة المرأة في الوظائف الحكومية ل ٤٥٪ لأول مرة.

ولفتت داليا عبدالرحيم، إلى أن العنف ضد المرأة مرفوض في كل مجتمعات العالم، كما أنه سلوك غير إنساني، مؤكدة أن الهدف الرئيسي من مبادرة خليكي قوية هو دعم المرأة ومساندتها وتوعيتها بحقوقها.

وأكدت أنه بالرغم من الإنجازات التي تحققت بعد مساندة ودعم الرئيس السيسي نجد أن المشكلة الرئيسية لا تزال موجودة بسبب أن الأسرة والمجتمع لا يعترفان بحقوق المرأة وقيمتها نتيجة العادات والموروثات الخاطئة.

وطالبت رئيس مبادرة خليكي قوية، القوى الناعمة في مجتمعنا المصري بأن تسهم في تغيير النظرة المجتمعية الخاطئة ومحاربة التمييز حتى تستطيع المرأة مواجهة أى شكل أو نوع من أشكال العنف عليها.

الكاتب الصحفي نصر عبده

ومن جهته، قال الكاتب الصحفي نصر عبده، مدير عام تحرير «البوابة نيوز»، إن العنف هو تعبير عن القوة الجسدية التي تصدر ضد النفس أو شخص آخر بصورة متعمدة، مؤكدا أن حوادث العنف الأسري التي تحدث الآن، لا تعبر عن طبيعة المجتمع المصري.

وأوضح «عبده» أن العنف مرفوض، مؤكدا أن التعامل بعنف مع المرأة يأتي من شخص ضعيف، ومواجهته يكون من خلال مؤسسات تربوية من الناحية الدينية والأخلاقية.

جانب من الصالون

وأكد مدير عام تحرير البوابة نيوز"، أن المرأة قوام الأسرة، وإذا وقعت هُدم البيت، ونحتاج إلى توعية المجتمع من خلال وسائل الإعلام، لأن الأسرة نواة المجتمع. وأوضح أن الإعلام بصفة عامة له دور كبير في موضوع العنف الأسري حيث إنه منبر من منابر الإعلام فإننا نحتاج إلى سوشيال ميديا هادفة ومحتوى وفن هادف لأهمية الترابط بين الأسرة.

القس رفعت فكري

ومن جانبه، قال القس رفعت فكري رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي: إن هناك نظرة دونية للمرأة منذ ولادتها في مجتمعنا العربي، وهذه مفاهيم خاطئة، فضلا عن تمييز الرجل دائما، وهو موروث شعبي ومعتقدات غير صحيحة تولد العنف.

وأضاف «فكري»: «في الحضارات القديمة الغربية كانت هناك انتهاكات ضد المرأة، على عكس مصر التي نصبت المرأة ملكة مثل كليوباترا وحتشبسوت».

 

صالون “البوابة نيوز”

وأكد فكري، أن النصوص الدينية تحتاج إلى تفسير في إطار سياق تاريخي وحضاري وزمني، والمؤسسات الدينية عليها دور كبير في ترسيخ المساواة وعدم التمييز، كما أن المدارس والأسرة عليهم عامل كبير لترسيخ قيم المساواة بين الرجل والمرأة.

وأشار القس رفعت فكري، إلى أن هناك مشكلات في مجتمعنا لابد من مواجهتها بشجاعة وعلى رأسها العنف ضد المرأة، وثقافة التمييز بين الذكر والأنثى، كما أن الخطاب الديني لا بد، وأن يحث على نبذ كل طرق العنف والتحريض عليه، حتى يستقيم المجتمع.

الدكتور مظهر شاهين

وفي كلمته، قال الدكتور مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الإسلام لا يقبل أن المرأة تضرب أو تهان وجاءت المرأة عظيمة بقصص عدة في القرآن كالسيدة مريم وملكة سبأ.

وأوضح شاهين، أن تصور البعض أن الإسلام حلل تعنيف المرأة وضربها، كلام ليس له أساس من الصحة بل إن الإسلام كرمها.

وأضاف أن الدين الإسلامي، وسائر الأديان السماوية يرفض كل أشكال العنف والاضطهاد والتمييز ضد المرأة، موضحا أن الإسلام أعلى من شأن المرأة ورفض الاعتداء عليها ولو بكلمة قد تجرح مشاعرها، كما نهى عن الفحش من القول والغلظة.

وأكد شاهين أن الخطاب الديني له عامل قوى في الحد من العنف ضد المرأة، فضلا عن دور الأسرة في مواجهة ظاهرة التمييز ورفض كل أشكال العنف ضد المرأة، لأن هذا ضد الإسلام، ولا يحقق العدالة.

واختتم «شاهين» كلمته بتوجيه الشكر لجريدة البوابة لحرصها الدؤوب على مناقشة القضايا التي تشغل الرأي العام، مشيرا إلى أنه تجمعه علاقة صداقة قوية بالكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مجلسي إدارة وتحرير مؤسسة البوابة، مؤكدا أن مواقفه ضد جماعة الإخوان المارقة لن ينساها التاريخ.

الدكتورة سامية خضر

ومن جهتها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن المجتمع المصري نسي تراثه الأصيل وقيمه وأخلاقياته الفضيلة التي كرمت الدولة عبر العصور، وذلك بعد ظهور العولمة والسوشيال ميديا التي ساهمت بشكل كبير على انتشار ظاهرة العنف والتمييز ضد المرأة.

وأضافت «خضر» أن كل الأديان السماوية حرصت على تكريم المرأة وعدم إهانتها، مؤكدة أن ما يحدث الآن هو أمر خطير يهدد أمن واستقرار المجتمع.

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، بأن تقوم الدول الأوربية مثل إنجلترا وفرنسا بتدريس التاريخ المصري القديم لأبنائها في المرحلة الابتدائية بسبب وجود القيم الإنسانية والفضائل التي تكرم وتعلي من شأن المرأة

ولفتت «خضر» إلى أن تغيير المناخ الحقيقي لتاريخ الأسرة المصرية هو الذي ساعد في انتشار ظاهرة العنف، وهذا أمر لا يليق بمكانة وحجم مصر بين دول العالم، لأننا كرمنا المرأة المصرية منذ الحضارة الفرعونية وعلى سبيل المثال الملكة حتشبسوت التي تعد من أعظم السيدات في التاريخ بأكمله وليس في مصر فقط.

وأضافت خضر أن احترام المرأة هو احترام للمجتمع كله، مضيفة أن نسبة الأمية في مصر وصلت ٢٨٪ وهي نسبة كبيرة للغاية وساعدت بكل تأكيد في ظاهرة العنف ضد المرأة، وخصوصا في الريف.

واختتمت خضر أن التقليد الأعمى وغياب الثقافة هما أحد الأسباب التي ساعدت على انتشار ظاهرة العنف، مؤكدة أن الدولة بقيادة الرئيس السيسي أعادت المرأة لمكانها الطبيعي وترفض كل أشكال العنف أو التمييز ضد المرأة.