الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قبة الإمام الشافعي.. تاريخ للعمارة المصرية

الامام الشافعي
الامام الشافعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدى العصور، كانت قبة الإمام الشافعي محل تقدير واحترام من الجميع، ومؤخرًا أعرب السفير البريطاني بالقاهرة، جاريث بايلي، عن سعادته بزيارة قبة الإمام الشافعي، عقب ترميمها من خلال تدوينة له كتبها على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا: "يا له من مكان روحاني جدا وهو مثال للتصميم المعماري الرائع للقاهرة الإسلامية.

قبة الإمام الشافعي ظلّت طوال العصور موضع التقدير والتعظيم من سلاطين مصر وملوكها وأمرائها؛ فالسلطان المملوكي قايتباي قام بإصلاح وتجديد القبة عام ٨٨٥هـ/١٤٨٠م، وأجرى السلطان قنصوة الغوري أعمال إصلاح وتجديد بالقبة، ويبلغ طول الضريح ١٥ مترا، وجدرانه ٢.٧٥ متر وترتفع إلى ما يقرب من ٢٠ مترا فوق سطح الأرض، وبني النصف الأسفل من الجدران من الحجارة والباقي من الطوب، ويحتوي الجدار الجنوبي للضريح على ٣ محاريب، واستحدث السلطان قايتباي محرابًا رابعًا في الركن الشرقي من الجدار نفسه لتصويب اتجاه القبلة.

القبة التي تغطي الضريح ترتفع عن أرضية الضريح مسافة ٢٧ مترا ويوجد في زوايا مربع السقف ٣ صفوف من المقرنصات تشكل المنطقة الانتقالية من المربع إلى دائرة القبة، بنيت من الخشب لتخفيف كتلة البناء الهائلة التي يحملها مربع القبة، تتكون القبة من ألواح من الخشب مثبتة على ٤ أربطة على ارتفاعات مختلفة وتنقسم إلى 5 مناطق.

تتكون القبة من طبقتين: طبقة داخلية خشبية، وأخرى خارجية من الرصاص، ويوجد وسط الضريح التابوت الذي وضع على قبر الإمام الشافعي، وتابوت والدة الملك الكامل، أما الواجهات الخارجية للضريح فتتكون من ٣ طوابق، الطابق الأعلى وقد غطيت الألواح الخشبية بصفائح من الرصاص، أما الطابق الأوسط يزخرف واجهاته صف من الحنيات على شكل محاريب محارية مشعة، أما الطابق الأسفل فقد فتحت في كل واجهة من واجهاته الأربع نافذة.

وأعادت وزارة السياحة والآثار ترميم هذه القبة بداية عام ٢٠١٦ واستغرق ترميمها ٥ سنوات بتكلفة ٢٢ مليون جنيه حتى تم افتتاحها مرة أخرى عقب ترميمها في العام الماضي في اليوم العالمي للتراث.

وتضمنت أعمال الترميم الخارجية ترميم الجص المزخرف، أما عن الأعمال الداخلية فتضمنت ترميم الأخشاب الملونة، والتكسيات الرخامية الملونة، بالإضافة إلى الإصلاحات الإنشائية للمباني، وأعمال ترميم الأسقف والتبليط.

وكذلك مجموعة من أعمال الترميم الخاصة مثل ترميم التوابيت الخشبية والمقصورات والتكسيات الرصاص، والعشاري وهو المركب الذى يعلو القبة.

كما تم تطوير نظام الإضاءة وإضافة لوحات توضيحية تشرح القبة ومكوناتها للزائرين، بالإضافة إلى توثيق مبنى القبة وتفاصيله الزخرفية توثيقًا شاملاً.

يعد القائد صلاح الدين الأيوبي هو أول من بنى تربة الشافعي عام ٥٧٢هـ/ ١١٧٦م، فهو أول مبنى يقوم على قبر الشافعي.

وفي عام ٥٧٤هـ/ ١١٧٨م، تم الانتهاء من عمل التابوت الخشبي الذي يعلو التربة، المزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشاً غاية في الإتقان، وكتبت عليه آيات قرآنية، وترجمة حياة الشافعي واسم صانعه "عبيد النجار" بالخطين الكوفي والنسخ الأيوبي.

الإمام الشافعي هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع المعروف باسم الإمام الشافعي. ولد الشافعي في غزة عام ١٥٠ هـ / ٧٦٧م، ونشأ في مكة المكرمة ودرس على يد الإمام مالك صاحب المذهب المالكي في الفقه السني، ثم استقل بمذهبه الخاص. 

جاء الشافعي إلى مصر عام ١٩٨ هـ/ ٨١٣ م وألقى دروسه في جامع عمرو بن العاص، ونبغ على يديه العديد من العلماء المصريين، وتوفي عام ٢٠٤ هـ/ ٨١٩ م ودفن في تربة أولاد ابن عبد الحكم في القرافة الصغرى.