الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

احتجاجات كندية حاشدة ضد إجراءات مواجهة كورونا.. الجارديان: المتظاهرون يواجهون حالة الطوارئ بـ«الساونا».. ووزير السلامة العامة: جماعات متطرفة تستهدف إسقاط حكومة ترودو

احتجاجات في كندا
احتجاجات في كندا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 

اندلعت احتجاجات كبيرة فى كندا ضد الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا التى اتخذتها حكومة رئيس الوزراء جاستين ترودو، التى أعلنت مواجهة ذلك التصعيد بفرض حالة الطوارئ، لوضع نهاية للاحتجاجات التى قال عنها وزير السلامة العامة ماركو مينديسينو إنها تهدف لإسقاط حكومة ترودو، وتقودها جماعات متطرفة. 

فى هذا الإطار نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، تقريرا بشأن مظاهرات كندا، عنونته بـ"حمامات البخار والوجبات الساخنة.. المتظاهرين ضد إجراءات كورونا غير منزعجين من إعلان ترودو الطوارئ»، وقالت إنه بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء الكندى عن تصعيد كبير فى حرب حكومته ضد التظاهرات فى جميع أنحاء البلاد، كان المتظاهرون فى العاصمة يخططون لقص شعرهم ويتلقون جلسات تدليك، ويبدو أنهم غير منزعجين من احتمالية إعلان الطوارئ. 

وأضافت «الجارديان» أن مئات الشاحنات التى كانت متوقفة أمام البرلمان الكندى منذ أواخر يناير أصبحت رمزا للاحتجاجات، لكن التخطيط واللوجستيات للإضراب يتم تشغيلهما من موقع ثانٍ فى موقف سيارات فندق على طريق كوفنترى، على بعد ٥ كيلومترات شرق كندا، ويقع المخيم بالقرب من مقر شرطة الخيالة الكندية الملكية، ويقدم وجبات الطعام والمأوى والملابس الدافئة والمراحيض للمتظاهرين كما أن لديها خدمات للحلاقة وغرفتى ساونا. 

واستطلعت الصحيفة البريطانية آراء بعض المتظاهرين ومن بينهم سائق شاحنة متقاعد يدعى جيف، قال إنه وصل إلى أوتاوا منذ ١٧ يوما، وإن الشعور المشترك بالهدف زاد من تصميم المحتجين مستطردا «هناك شعور بالوحدة هنا - وأعتقد أنه ازداد منذ الأمس فقط عندما ترى النور، من الصعب العودة إلى الظلام »، مضيفا : «كل شخص هنا لديه قصة خسارة أو مأساة»، لقد عانى الكثير من الناس فى هذه السنوات القليلة الماضية فقدوا وظائفهم وخسروا منازلهم وعائلاتهم لهذا السبب هم هنا «. 

وأعلن ترودو يوم الاثنين الماضى أنه سوف يطبق قانون الطوارئ، ومنح الحكومة سلطات واسعة فى الوقت الذى تسعى فيه إلى تفكيك حصار دام ثلاثة أسابيع أصاب أوتاوا بالشلل، كما أغلق المتظاهرون جسر أمباسادور، أكثر المعابر ازدحاما بين الولايات المتحدة وكندا، لمدة ستة أيام قبل أن تفرقهم الشرطة يوم الأحد وأعيد فتح ثلاثة معابر حدودية أخرى يوم الثلاثاء، وهو اليوم الذى تنحى فيه قائد شرطة أوتاوا بيتر سلولى عن منصبه، فى اعتراف ضمنى بأن الحواجز فى العاصمة أصبحت مترسخة بشكل متزايد. 

وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن سكان المخيمات ينظمون حدثا مفتوحا لمشاركة قصصهم، ويعكس المستوى العالى للتنظيم، مع تفويض الأدوار وكادر متزايد من المتطوعين، نوايا المتظاهرين للبقاء فى المدينة فى المستقبل المنظور، على الرغم من معارضة السكان المحليين والغضب المتزايد من حكومات المدن والمقاطعات والحكومات الفيدرالية، ويتضمن قانون الطوارئ إجراءات تهدف إلى ممارسة ضغط هائل على المتظاهرين، بما فى ذلك احتمال فقدان تراخيص المركبات التجارية الخاصة بهم، لكن لم يقل أى من أعضاء المخيم أنهم مستعدون للمغادرة.

ولفتت «الجارديان» إلى أحد المتظاهرين واصفة إياه بـ"رجل ملتح ذو وجه أحمر وأبيض» يصيح «الحرية» وهو يسير خارج مبنى البرلمان فى أوتاوا، وهو يحمل علما بريطانيا وآخر غير معروف، ويرتدى على كتفيه علم مقاطعة أوتاوا. 

وقالت إحدى المتظاهرات التى تدعى أنجيل جودسو وهى صاحبة شركة صغيرة من ليندسى «كنا نعلم أن ترودو سيحاول ضربنا، كنا نعلم أن هذت الإجراء قادم، ونحن نقف على أهبة الاستعداد لكندا، نحن الذين نهتم بإنقاذ بلدنا»، ونوهت الصحيفة إلى أن «جودسو» تقضى صباحها فى المساعدة فى تحديد وظائف المتطوعين، بما فى ذلك الدوريات الأمنية ونقل الوقود إلى الشاحنات خارج البرلمان (وهو أمر غير قانونى بموجب لوائح المدينة)، وعلى المكتب أمامها أوراق تسجيل ومجلدات مع توصيف وظيفى وقائمة متزايدة من المتطوعين، وقالت وهى أم لتسعة أطفال: «يجب أن ترى مكتبى فى المنزل، لم أتمكن من دفع ضرائبى منذ عامين.» 

وأضافت الجارديان أن عددا كبيرا من الأشخاص من سكان المخيم والوافدين الجدد وصلوا عبر أبواب الخيمة، إما لإلقاء التحية أو للعثور على وظيفة للمساعدة، وسألت سائقة شاحنة كانت قد أمضت الأيام القليلة الماضية فى شاحنتها بالقرب من البرلمان «هل تقوم بغسيل الملابس؟»، وبعد مناقشة وجيزة، عرضت الممرضة روزاليند القيام بالغسيل فى منزلها، وخرجت روزاليند، وهى من سكان أوتاوا، من التقاعد للمساعدة خلال موجة حالات الإصابة بفيروس كورونا التى اجتاحت مستشفيات المدينة لكن تم إنهاء خدمتها بعد أن رفضت الحصول على لقاح كورونا. 

إحباط من تدابير الصحة العامة الإقليمية والفيدرالية 

وتابعت الجارديان فى تقريرها المنشور الأسبوع الماضى «ادعى البعض فى المعسكر أن ٨٨٪ من الكنديين فوق سن الخامسة تم تطعيمهم بالكامل، لكن مع ذلك كانوا محبطين من الطبيعة المطولة والتقييدية لكل من تدابير الصحة العامة الإقليمية والفيدرالية، وتذرع آخرون بنظريات المؤامرة العالمية لتبرير الاحتجاجات، بينما يقول المتظاهرون إن إجراءات الإنفاذ التى اتخذتها الحكومة الفيدرالية لم تكن مفاجئة، قال جلورى، وهو مدون أمضى الأيام الستة الماضية فى المخيم: «سحبت كل أموالى من حسابى المصرفى الليلة الماضية وحولتها إلى زوجى». 

وقال أحد المتظاهرين للصحيفة «لدينا أشخاص هنا فقدوا وظائفهم، وآخرين لا يستطيعون دفع قروضهم العقارية، وحكى أحد سائقى الشاحنات أنه بكى آخر مرة عندما ولد طفله قبل ١٧ عاما وفى هذا الأسبوع قال إنه بكى ثلاث مرات». 

وهددت الشرطة الكندية فى العاصمة أوتاوا سائقى الشاحنات بالاعتقال فى تحذير يهدف إلى إنهاء احتجاج مستمر منذ ثلاثة أسابيع على القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا، وتعهد رئيس الشرطة المؤقت ستيف بيل باستعادة منطقة وسط المدينة بالكامل وكل مساحة يحتلها» المحتجون فى غضون الأيام المقبلة، وسلمت الشرطة منشورات لسائقى الشاحنات تقول «يجب عليكم مغادرة المنطقة الآن. أى شخص يغلق الشوارع … مُعرض للاعتقال».