الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا بيمن يوضح وجهة نظره في كتاب المسيحية والجسد

الانبا بيمين
الانبا بيمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الانبا بيمن اسقف ملوى الراحل فى كتابه (المسيحية والجسد): حول نظرة المسيحى الى أعضاء جسده وافرازاته. وان النظرة المسيحية السليمة هى ان جميع أعضاء الجسم ذات كرامة لأنها كلها تشترك فى تكوين هيكل الروح القدس، فليس هناك فى المسيحية اعضاء طاهرة واعضاء نجسة او قبيحة.
ويرتبط بهذا الاتجاه النظرة السليمة إزاء افرازات الجسد. فإن البعض -متأثر بشريعة النجاسة فى العهد القديم- يتصور أن المرأة فى اوقات الحيض تكون نجسة، وانها اثناء الولادة لا تكون طاهرة. والحقيقة اننا لا نكاد نجد افضل مما كتبه القديس اثناسيوس الرسولى عن اتجاهات المسيحى إزاء الافرازات الطبيعية فى جسم الانسان اذ يتسائل القديس "ما هى الخطية؟ وما هى النجاسة التى توجد فى اى افراز طبيعى؟ كما لو كان فكر الانسان مهتما بأن يجعل افرازات الانف وبصاق الفم موضوع ذنب وادانة! يلزم ان نصف افرازات البطن كضرورة طبيعية لحياة الكائن الحى، وفوق ذلك، ان كنا نؤمن كما تقول الكتب الالهية ان الانسان هو من عمل يدى الله، فكيف يمكن ان ينتج عمل دنس من قوة نقية؟ 

وأضاف واذا كنا نحن ذرية الله حسبما جاء فى اعمال الرسل الالهية فليس فى انفسنا شىء نجس اذاً بحسب خلقتنا، ولكن حينما نرتكب الخطية عندئذ فقط نعرض انفسنا للدنس، وعندما يحدث اى افراز جسدى بدون تدخل الارادة فاننا نعرف هذا -كما فى أشياء أخرى- انه بضرورة الطبيعة ولن يقدمنا اى افراز طبيعى للعقاب والدينونة".
ويستطرد اثناسيوس الرسولى فى الدفاع عن طهارة افرازات الجسد أمام جماعة الاشرار المبتدعين انتشروا انذاك قائلين افرازات أعضاء معينة فى الجسم -وخاصة للمرأة- تسبب للإنسان نجاسة. وقد خصص لهذا الموضوع رسالة خاصة. لذلك يجب الا ننظر الى المرأة الوالدة والحائض انها نجسة ولا نظن ان منعها من التناول من الاسرار فى فترة معينة الا نوعا من المحافظة على صحتها واراحة لضميرها عندما تكون فى فترة معينة غير قادرة للوقوف ساعات طويلة للعبادة. فبدلاً من ان تجعل الكنيسة راحتها نصيحة جعلتها امرا واجب الخضوع.

والمسيح نفسه اكد لنا انه ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان، ولكن ما يخرج من القلب وحده هو الذى ينجس.