الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

فشل في اغتصاب ابنة عمته فقتلها بوحشية

المجنى عليها
المجنى عليها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«شيطان فى صورة بشر»، أقل ما يمكن أن يوصف به الشاب الثلاثينى، الذى تلفح بالنذالة والجحود مرتديًا عباءة الشيطان، ليلطخ يديه بدماء ابنة عمته الطفلة صاحبة الـ١٥ عاما، بعدما فشل فى اغتصابها، هانت عليه، فلم يرتجف قلبه لتوسلاتها، وانهال عليها بالسكين، ثم خرج من المنزل على أمل ألا ينكشف أمره، لكنه لم يدر أن عدالة السماء كانت تقف له بالمرصاد ليتم كشف الحقيقة خلال ساعات عن طريق دليل لم يكن فى الحسبان.

قبل وصول عقارب السادسة مساء، كان المقدم أحمد فرحات، رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، يجلس فى مكتبه يتفقد دفتر النوبتجية، وينهى بعض الأعمال الإدارية اليومية، قبل مغادرته القسم، للمرور على النقاط الأمنية بدائرة القسم. إلا أن السيناريو المُعد سلفًا، تبدد مع سماع صوت جهاز اللاسلكى أمامه، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها تلقيه بلاغاً بالعثور على جثة طفلة مذبوحة داخل منزل بمنطقة الزرايب بقرية البراجيل بدائرة المركز، اعتدل الضابط فى جلسته لأهمية المعلومة التى تلقتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، ليأمر بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته.

خلال دقائق معدودة انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم أحمد فرحات، لمحل البلاغ، وفور وصوله عاين الضابط الشاب مكان الحادث، وأطلع مدير المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الجثة لطفلة تدعى «أمل م ع- ١٥ سنة»، بها آثار ذبح بمنطقة الرقبة وطعنة فى الجسد وعارية الجسد. وبسؤال والد الفتاة، قرر أنه تلقى اتصالا من نجل شقيقته باكتشافه الجثة، وبمناقشة نجل عمة المجنى عليها قرر أنه حضر لاصطحاب أحد أشقاء المجنى عليه للعمل فى فرز المخلفات ووجد باب المنزل مفتوحا ودلف للمنزل فعثر على جثتها.

دقائق معدودة كانت كفيلة أن تتبدل الأجواء، رجال شرطة يطوقون العقار وفرض كردون أمنى ومنع حركة الدخول والخروج من العقار الذى بات مسرحًا لجريمة غامضة، ومع انتهاء معاينة الأدلة الجنائية وفريق النيابة العامة تم تعيين حراسة على العقار، وبدورها كلفت النيابة بتفريغ على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة والتحفظ عليها، حيث تعد الكاميرات الشاهد الصامت، على ارتكاب الجرائم، والذى يقود جهات التحقيق فى كثير من الأحيان لكشف غموض العديد من الحوادث، كما أمرت النيابة بنقل الجثة إلى مشرحة زينهم ووضعها تحت تصرفها.

بالعودة إلى ديوان المركز تحولت وحدة المباحث لغرفة عمليات مصغرة، حيث اجتمع المقدم أحمد فرحات، بمعاونيه وطالبهم بوضع خطة محكمة للوصول إلى إجابة للسؤال الأبرز «من الجاني؟»، أو طرف خيط يقودهم إلى حل القضية، وفحص علاقات أسرة المجنى عليها، والوقوف على وجود خلافات بينهم وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة.

وبعمل التحريات، وبعد إعادة فحص أقوال الشاهد «نجل عمة المجنى عليها» تبين عدم معقولية خط سيره وعدم سابقة قيامه بذلك، وبإعادة مناقشته من خلال مواجهته بالتوقيتات انهار، واعترف بأنه ترصد تواجدها بالمنزل بمفردها بعد خروج والدها ووالدتها وشقيقيها وسمحت له بالدخول فاستل سكين مطبخ وأجبرها على خلع ملابسها وحاول الاعتداء عليها، فصرخت فالتقط السكين وسدد لها طعنة بالبطن ثم ذبحها واستولى على هاتفها المحمول لإظهار الواقعة أنها سرقة، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات ولا تزال التحقيقات مستمرة.