الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«العودة إلى الأصول».. شعار خادع.. «الأفروسنتريك» حركة متعصبة تثير غضب المصريين.. المؤتمر يدعي أن بناة الأهرام هم أصحاب البشرة السوداء وعلماء الآثار يطالبون بوقفه

ظاهرة الأفروسنتريك
ظاهرة الأفروسنتريك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستمر المؤامرات ضد مصر من آلاف السنين، ولكنها فى السنوات الأخيرة اتخذت أشكالا مختلفة، وأصبحت حروب الجيلين الرابع والخامس هى الوسائل الحديثة لمحاولة هدم الدولة المصرية، حتى أصبحت الحرب حاليا عبر المنصات الإلكترونية من خلال «الكيبورد» لسرقة هوية وحضارة المصريين التى ترجع لآلاف السنين، وبدأ التشكيك ونشر الأفكار الكاذبة بين الشباب والمراهقين للسيطرة على عقول الأجيال الجديدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج «وقف مؤتمر أسوان»، واحتل الترند على موقع تويتر، وبالبحث عن سبب الهاشتاج، وجد أن المشاركين يطالبون بإيقاف مؤتمر مباشر سوف يتم عقده بمحافظة أسوان على مدار يومى 25 و26 من فبراير الجارى، تحت عنوان «العودة إلى الأصول» returning to the source، وأشاروا إلى أن انتماء المحاضرين بالمؤتمر يرجع إلى «حركة الأفروسنتريك» المتعصبة للعرق الأسود والتى تزعم أن الحضارة المصرية أصلها «زنجى»، وطالب الرواد بوقف المؤتمر المعلن عنه من خلال الموقع hapifilm.com بالشركة الأجنبية المنظمة.

من خلال البحث بالموقع الخاص بحجز تذاكر المؤتمر، أوضح أنه يأتى ضمن برنامج سياحى لزيارة معالم سياحية وأثرية فى مصر بمحافظة أسوان من يوم ٢٠ إلى ٢٨ فبراير تحت عنوان «العودة إلى الأصل والمصدر»، حيث تقوم بتنظيمه شركة سياحية تسمى «akht tours»، مقرها بولاية نيويورك الأمريكية وتأسست عام ٢٠٠٠ لتنظيم الرحلات السياحية لمصر ودول شمال أفريقيا، وأوضحت الشركة من خلال الموقع hapifilm.com، أنه سيشارك بالمؤتمر عدد من النشطاء بــ"الأفروسنتريك".

زاهي حواس

ويضم المؤتمر ١٢ عضوا من المحاورين الأفارقة من بينهم Antthony browder، والذى تم تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو له يقف أمام الأهرامات ويشرح إلى فوج سياحي قائلا: «إن الرجال الأفارقة السود هم فقط من بنوا الأهرامات، وأن الأفارقة هم أصحاب الحضارة ونحن نتخذ شعار الرجال السود يعرفون نفسهم، ونحن فى رحلة إلى مصر لإيقاظ الروح المقدسة، وتمرير الفكرة إلى الأجيال القادمة»، وأوضح الرواد أن من ضمن المشاركات بالمؤتمر الدكتورة solange ashby، حيث نشرت مؤخرا تغريدة من خلال موقع تويتر قائلة : «ماذا عن اغتصاب وسرقة تاريخ مصر الأفريقي»، لذلك هاجم المصريون وجود المؤتمر والمحاضرين، ووصفوه بأنه يضم مجموعة من «المرتزقة سارقى الحضارة والهوية المصرية» وأنهم يعملون على إشعال فتن عن طريق «السم فى العسل»، وانتشر الجدل على مواقع التواصل لهذا الأمر.

تعليقات رواد التواصل الاجتماعي

ورصدت «البوابة نيوز»، تدشين هاشتاج آخر للرد على الحملة المزعومة لينفى انتماء أصل المصريين لأى عرقيات أخرى كما يزعمون بــ«الأفروسنترك»، ووصفها الرواد بأنها «حرب عرقية على المصريين»، ومن خلال بعض التعليقات التى تقول: «صورة الفراعنة موضحة كل حاجة، شوف الملامح المصرية وملامح الزنوج عاملة إزاى، عشان تيجى حركة متعصبة وتقولك أصل المصريين أساسهم السود والحضارة بتاعتهم وعايزين يسرقوها كده عينى عينك ومختارين أسوان عشان يعملوا المؤتمر».

منطقة الأهرامات بالجيزة

وفى تعليق آخر أوضح: «شوف الصور الفرعونية هتلاقى إن الأسرى اللى قدام المصريين ومتربطين فى بعض هما دول اللى أحفادهم بيصيحوا دلوقتى إن هم أصحاب الحضارة المصرية وجايين يعملوا مؤتمر فى مصر يقولوا فيه كده»، وعلق آخرون: «لازم ننشر الوعى.. لأن الكل بيتكلم عن حركة الأفروسنتريك والعنصرية بتاعتهم ومحاولة سرقة تاريخ وحضارة مصر... فين نشر الوعي؟»، وعلق آخرون: «الحقيقة أن مع انتشار خطر اللصوص الأفروسنترك زاد الوعى من المصريين والفكرة دى بتحصل بشكل متوازى، والوعى هو الحماية الوحيدة للأجيال الجاية وأثار الذعر بين المحرضين»، و"هما جايين أسوان عشان يلعبوا فى عقول الناس والشباب وتغيير وسرقة الحضارة لازم وقف المؤتمر ومنع دخولهم مصر وأسماؤهم معروفة للجميع.. ونفسى الناس تفهم أن الحرب الجاية مش حرب عسكرية وآلى ورشاش، الحرب الجاية كيبورد وتزوير تاريخ وحضارة والرعاية لمؤتمر المقيمين عليه بيقولوا على المصريين محتلين".

ما هى الأفروسنتريك -  Afrocentrism

تعتبر اتجاها أو تيارا يهدف إلى إحياء القومية لدى أصحاب البشرة السوداء فى العالم ومحاولاتهم بالبحث عن أصل وعرق تتمحور افكارها حول التعصب العرقى للون الأسود ونشأت بالولايات المتحدة، وادعوا أن جميع حضارات شمال أفريقيا هى فى الأصل «زنجية» وألفوا العديد من الكتب لترويج تلك الأفكار الكاذبة ومن أشهرها لكاتب يدعى anta diop، وادعى أن منطقة شمال أفريقيا «مصر والمغرب والجزائر وتونس»، كان أصولهم أصحاب البشرة السمراء ولكن تمت إبادتهم قديما، وحاول «anta diop»، أن يثبت أن الفراعنة أصلهم «زنوج»، وادعى أن اللغة المصرية القديمة ترجع إلى "اللغة الأفريقية".

الأفروسنتريك

وبعد انتشار الكتاب آنذاك، بدأ أصحاب البشرة السوداء فى أمريكا بعقد المؤتمرات والندوات لمحاولة سرقة أصل الحضارة المصرية، حيث قام العالم الدكتور زاهى حواس، عالم المصريات، بمحاربة تلك الادعاءات عن طريق إلقائه محاضرة للمرشدين الذين يرافقون الأفواج السياحية بأمريكا، وأكد بالأدلة العلمية والتاريخية أن الحضارة الفرعونية بعيدة تماما عن كل ما يزعمون حول الأصل الزنجى أو الأفريقى، وأكد أن أهم دليل أن المصرييون القدماء صوروا أنفسهم بشكل مختلف عن الزنوج والأفارقة.

وعبر حواس من خلال مقال منشور بعنوان «عن الفراعنة وأصلهم» عام ٢٠٠٧، أوضح من خلاله: «عندما سافر توت عنخ آمون إلى أمريكا منذ أكثر من ٢٩ عاما، قامت المظاهرات فى كل مكأن يرددون أنهم «أصل الفراعنة» الذين أقاموا تلك الحضارة، وذلك بسبب وجود أحد التماثيل بالمعرض باللون الأسود، وعند مرافقتى لمعرض «الملك رمسيس الثانى»، بمدينة دالاس بأمريكا تم تنظيم مظاهرات بالمدينة أمام المعرض بعد إلقائى محاضرة للمرشدين والأفواج توضح أن الحضارة الفرعونية «بعيدة عن الأصل الزنجى والأفريقي»، وأكبر دليل على ذلك هو أن المصريين القدماء قد صوروا أنفسهم بأشكال مختلفة تماما عن أى أفارقة أو زنوج، وذلك تم تسجيله على المعابد، عندما صور الفراعنة أعدائهم أو الشعوب التى يتاجرون معها، ومن أهمها المنظر المصور على الجانب الأيمن من «معبد أبوسميل» فى النوبة بالشلال الثانى، وقد قام الملك «رمسيس الثاني» بإقامة هذا المعبد ليظهر نفسه، وفى نفس الوقت صور أعداء مصر على المعبد فى العالم القديم. 

وأكد حواس من خلال المقال المنشور أن: «موضوع أصل الفراعنة ليس وليد اليوم، وهناك أحد الأمريكأن السود منهم manu apim وanthony browder  يحضرون إلى مصر بمحافظة أسوان لـ«محاولة تغير الحقائق»، وادعاء أن الفراعنة أصلهم زنجى من خلال مؤتمر تحت عنوان «مصر القديمة نور العالم»، كما أكد حواس من خلال تصريحات تليفزيونية: «الحضارة المصرية مش حضارة زنوج» والمصرى القديم لما كان بيضرب الأعداء كان «الزنجى قدامه».. إحنا شعب أصلنا مصرى مش عرب ولا أفارقة... وادعاءات أن أصل الفراعنة «سامى، حامى، زنجى، أفريقي» غير صحيح... والحضارة صنعت من خلال الشعب المصرى فقط، وربنا مييز بلادنا وتتوفر بها جميع أنواع الأحجار للبناء... ومعندناش عناصر زنجية نهائى، وإحنا شعب مميز ونمتلك شكلا خاصا لا زنجى ولا أفريقي... وهى محاولات لسرقة الحضارة المصرية".

الأهرامات في أوائل القرن الماضي

الحرب على الهوية

ويقول الدكتور هانى سيد حافظ، أستاذ التشريح المقارن والبيولوجيا الجزيئية فى جامعة السويس، إنه من خلال جميع الدراسات أن لون البشرة للمصريين القدماء هو نفس لون البشرة للشعب المصرى حاليا.

وأكد حافظ فى تصريحات تليفزيونية أن المصرى الحالى مطابق للهيكل والأطراف والجمجمة والعمود الفقرى والمنحنيات للمصريين القدماء، لافتا إلى أنه وفقا إلى الخريطة الجينية للمصريين قديما فقد أثبتت تطابقها بنسبة ٧٠٪ لجينات المصريين حاليا، وأن الموقع الجغرافى لمصر هو سبب تغير طفيف فى التركيب الجينى لبعض المصريين حاليا، والتى أكدتها الدراسات التى توضح شكل وعرق ولون المصرى من آلاف السنين. مشيرًا إلى أن الجين المصرى القديم لم يختلف على مدار آلاف السنين، لافتا إلى أنه من خلال دعم الدولة سيتم فتح مراكز خاصة للبحث بـعلم «الجينات والأصل المصري» واستخراج الــ»DNA» أو الحمض النووى من أى جزء من المومياوات؛ لأنه لا يتغير عبر السنين، لافتا إلى أنه يجب أن تتم الأبحاث بأياد مصرية خالصة وبسواعد الدولة وأبنائها والتكاتف والمشاركة فى المهمة الدفاعية التى سنقوم بها.

ويقول الدكتور أحمد عامر، الباحث الأثرى ومفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز »، إن الحضارات فى مصر تقسم الدولة القديمة ثم الدولة الوسطى ثم الحديثة ثم العصر المتأخر ودخول الفرس والحضارة الرومانية والحضارة القبطية ثم الإسلامية، وفى عهد المصريين القدماء كان المصرى القديم يعيش داخل مصر وليس خارجها ويعتمد على الجمع والالتقاط ثم نزل إلى الوادى أو نهر النيل وبدأ تعلم حرفة الزراعة وجميعهم مصريون ولا يوجد أى جنسية أخرى آنذاك، ثم بدأ العصر الحجرى القديم والوسيط والحديث، مرورا بعصر ما قبل تأسيس الأسرات ثم عصر التوحيد «الأسرتين الأولى والثانية»، وتسمى عصر تأسيس الإمبراطورية فى مصر، مؤكدا أن كل المراحل التى مرت كانت بوجود المصرى القديم فقط دون تدخل أى جنسية أخرى.

ولفت إلى أن بناء الأهرامات بدأ منذ عهد المصريين القدماء وكان هناك ما يعرف باسم «محاولات بناء الأهرامات» ومن أشهر وأول الأهرامات التى تم بناؤها هو هرم «ميدوم» بمحافظة بنى سويف حاليا، ثم جاءت فكرة الهرم المدرج «هرم الملك زوسر» وهو أول هرم مكتمل فى التاريخ يحتوى على ست مصاطب ويوجد بمنطقة سقارة، ثم بناء أهرامات الدولة المصرية القديمة المعروفة بأهرامات الجيزة «خوفو خفرع ومنكورع»، ويرجع اختلاف الأحجام بين الأهرامات الثلاثة إلى الحالة الاقتصادية للدولة وقت بناء كل منها.

عامر

وأشار عامر إلى أن عدد الأهرامات فى مصر يبلغ ١٢٦ هرما، منها غير المكتمل وبعضها أهرامات للملكات وأهرامات الأسرة الخامسة بأبوصيرة التى لم تكتمل، ولكن المشهور هم ٤ أهرامات فقط، كل ذلك تم بأيدى مصرية خالصة دون دخول أو وجود أجناس أخرى، وعند قيام الثورة الاجتماعية الأولى فى الفترة ما بين الأسرة السادسة والعاشرة، وفى عصر الأسرة ما بين ١٣ و١٧ تم احتلال الهكسوس لجزء من الدولة المصرية وحاربهم سقنن رع ثم ابنه كاموس ثم أحمس الذى انتصر على الهكسوس وطردهم إلى منطقة «شاروهين» فلسطين حاليا، ثم جاء عصر الإمبراطورية الحديثة وهو عصر الفتوحات.

كما أوضح لـ«البوابة نيوز» أن الادعاءات التى تنشر حول أصل الفراعنة تعد غير صحيحة، وأن الملوك قديما كان من حقهم أن يتزوجوا من جنسيات أخرى فبالتالى هناك اختلاف بأشكال المومياوات، كما كان حدث مع «الملك رمسيس الثاني» و«الحيثيين»، بعد توقيع «معاهدة السلام» بينهم، الذى زوج ابنته للملك رمسيس، وأن اختلاف لون البشرة قديما ليس دليلا على الادعاءات كما يزعمون بأن أصولها غير مصرية، مؤكدا أن الملوك الفراعنة لم يتمتعتوا بأجمل الملامح وأن لون البشرة وملامحها ليس دليلا على الشك وتزوير العرق والأصل كما يزعمون، لافتا إلى أن المصريين بالجنوب يتميزون بالبشرة السمراء وهم مصريون خالصون وقاموا ببناء الحضارة المصرية.

ويؤكد الخبير الأثرى، أنها ادعاءات غير صحيحة وتم تكرارها من عدة جنسيات أخرى تريد سرقة الحضارة المصرية عن طريق استخدام السوشيال ميديا لغزو عقول الشباب، مشيرا إلى أنها محاولات للحرب على الهوية المصرية والتشكيك فى بناء الحضارة، وأكد على أن الاحتلالات التى تعرضت لها مصر منذ فجر التاريخ ليست دليلا على أنهم أصحاب الأرض بل «محتلون» وكانت الدولة المصرية تحارب وتقاوم كل معتد على أرضها، والمحاولات حاليا لسرقة العرق والأصل وإشعال الفتن واتباع أساليب جديدة لغزو العقول.

صالح

القدماء المصريون فقط من صنعوا الحضارة

أوضح الدكتور أحمد صالح، خبير أثرى، ومدير عام آثار أسوان السابق، أن الادعاءات المنشترة حول العرقية والعنصرية «كلام فاضي»، وأن المصريين القدماء فقط هم من صنعوا الحضارة، وأن أبناء حوض شرق أفريقيا رحلوا وتفرقوا فى بلاد مختلفة، وأنه نظرا للاستعمارات والاحتلالات التى تحدث فى كل دول العالم نتج عنها عدم وجود عنصر نقى بسبب هذه التنوعات، مؤكدا أن أبناء هذه النظريات العنصرية حدث لهم تنوع جينى نتيجة التنوع البيولوجى، لكن فى مصر وخاصة أبناء الصعيد لم يحدث لهم أى تنوع بيولوجى نظرا لأنهم يمتلكون صفات العزلة والتماسك.

وأضاف صالح لـ«البوابة نيوز» أن برامج التعليم فى مصر بها خلل ولابد من تأسيس كل مصرى «تاريخيا» حتى لا يتم السيطرة على عقول الجهلاء بالتاريخ والحضارة المصرية من قبل هذه النظريات العرقية والجنسية وهى ليست جديدة على مصر، مشددا على أهمية نشر الوعى التاريخى من قبل تكاتف الإعلام والسياحة والتعليم والآثار، لعمل برنامج تعليمى لكل المصريين للوعى بتاريخهم وحضارتهم، وأن الموكب العظيم لنقل المومياوات من المتحف المصرى كان حدثا شديد الأهمية وكان لابد من استغلاله لتثقيف ووعى الأجيال الجديدة بحضارتهم.

لافتا إلى أنه يجب أن لا نهمل وجود هذه الأفكار والمؤامرات التى تساق ضد مصر خاصة مع عدم وجود وعى لدى الأجيال الجديدة، وأكد صالح: «مشكلة بعض المصريين أن عندهم تاريخ بس مش بيبحثوا عنه.. لكن الدول الأخرى تبحث عن تاريخ وعرق وأصل لها»، مؤكدا على أهمية إصدار كتيبات وإرشادات توعوية للمصريين من تلك النظريات الخارجية قبل أن تهاجم عقولهم، بدلا من الانشغال بكرة القدم وخناقات السوشيال ميديا، ويجب إنشاء مواقع ومنصات مواجهة لتلك النظريات.

هندي

الحرب النفسية.. اكدب حتى يصدقك الناس

كما أكد الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، أن انطلاق هذه النظريات والمؤامرات يرجع لتحقيق الأهداف بخلق حالة من التوتر بين الناس وزعزعة الاستقرار وفقدان الثقة، وتشويه الأصل والدخول فى صراعات ووضع الأشخاص فى حالة نفسية متدنية تحت شعار «اكدب ثم أكدب حتى يصدقك الناس»، ومجرد الوصول لهذا الهدف بيتم بلبلة واستنزاف الأفكار وإثارة الشكوك وتحطيم المعنويات وفقدان الثقة حتى فى أنفسهم، مؤكدا أن تلك المؤامرات تعد من أخطر أنواع الحرب النفسية المتعلقة بالأصل والعرق والعنصرية والهوية، والترويج لهذه الأفكار بيتم عن طريق أشخاص يتمتعون بفصاحة التعبير ولغة الجسد وآليات تلك الصناعة.

وأوضح هندى لـ«البوابة نيوز»، أن وسائل التواصل الاجتماعى هى مسرح لترويج تلك الأفكار والشائعات والمؤامرات، ويجب عدم الانسياق وراء الصفحات والمنشورات المجهولة على فيس بوك للتحصين الفكرى، وأن الاستهداف الآن للشعب والشباب وكيانه واستقراره واستغلال عدم الوعى.