الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

علي جمعة: الفقيه الحقيقي بإدراكه لمقاصد الشريعة ورعايتها لمصالح العباد

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة عضو مجلس النواب مفتي الديار المصرية السابق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور علي جمعة عضو مجلس النواب، مفتي الديار المصرية السابق، إن علم أصول الفقه ليس مجرد أداة لفهم الوحي فحسْب وإنما هو أداة لفهم الكون كله، فالوحي هو كتاب الله "عز وجل" المنطوق، والكون هو كتاب الله "عز وجل" المنظور، لأن الله "عز وجل" قد خلق العالم، يقول الله "عز وجل" "اقْرَأْ ‌بِاسْمِ ‌رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"، مبينًا أن علم أصول الفقه كان مثبوتًا في صدور الصحابة الكرام "رضوان الله عليهم" وتلقاها العلماء الأوائل وعلّموها ودرّسوها إلى أن ألف الإمام الشافعي "رحمه الله" كتاب "الرسالة" فأصبحت علمًا ينقل في الكتب من جيل إلى جيل. 
وأكد أن فائدة علم أصول الفقه تكمن في ترتيب ذهن الداعية، وتوسيع إدراكه للنصوص الشرعية ، والربط بينها وبين الواقع المتطور المتغيّر مما يمنحه ملكة الفكر المستقيم، وعلى الداعية والفقيه أن يستقي معرفته من المصادر الصحيحة الموثوقة، مبينًا أنه لم توثق أمة قط تراثها كما فعل المسلمون الأوائل حيث ألفوا في علوم الحديث، وأصول الفقه، وغيرها من العلوم للحفاظ على الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة .
وأوضح أن مسائل أصول الفقه من "الحجية، والتوثيق، والفهم، والقطعية، والظنية، والإلحاق، والاستدلال" تؤكد حجية العلوم الإسلامية، وأن التشريع الإسلامي قادر على مقابلة مستجدات العصر بما يناسبها من الأحكام الفقهية عن طريق إلحاق ما لم يرد فيه نص بما هو منصوص عليه.
مشيرًا إلى، أن قضية تجديد التراث الإسلامي لابد أن تتم من خلال: "الإدراك المعرفي، والإدراك المنهجي، والنموذج المعرفي"، لأن المسائل تتغير بتغير الأشخاص، والأحوال، والزمان، والمكان، فإدراك الواقع بعد إدراك الشرع يؤيد صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، ويضمن استمرار الشريعة الإسلامية وثباتها.
وقال إن الفتوى غير الحكم، فالحكم إذا وجدت شروطه وجد، أما الفتوى فتراعي الواقع مع ربطها بينه وبين النص الشرعي، فالفقيه الحقيقي بإدراكه لمقاصد الشريعة ورعايتها لمصالح العباد يحقق الأمن والقوة لمجتمعه، ويدفع عنه كل تهديد، ويحقق له أسباب التقدم والرفاهية، ويفتح له أبواب العمل والإنتاج لتحقيق العزة للمجتمع ورفعة شأنه بين الأمم.
وعُقدت المحاضرة الثانية للدكتور هاني تمام "أستاذ الفقه المساعد" بكلية الدراسات الإسلامية والعربية المحاضرة الثانية بعنوان: "الفهم المقاصدي للسنة النبوية"، وفيها أكد أن الشريعة الإسلامية تمتاز بسماحتها ويسرها ونحن في حاجة إلى أن نعيد رونقها وجمالها بعد أن شوهت من قبل الجماعات الإرهابية الذين اعتمدوا على ظاهر النصوص دون النظر إلى مقاصدها، فعلم المقاصد أصل أصيل في فهم النصوص الشرعية، فالنصوص الشرعية ليس المقصد منها الحفظ فقط ولكن الفهم والتدبر، يقول الله "عز وجل": "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ‌لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"، ويقول سبحانه: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ ‌لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" .
وأوضح أن دلالة النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية والمشرفة إما أن تكون قطعية وإما أن تكون ظنية، فالنصوص قطعية الدلالة والتي تشمل الفرائض والمحرمات قليلة جدًا مقارنة بالنصوص ظنية الدلالة، مما أدى إلى وجود أكثر من رأي معتبر في فهم تلك النصوص الظنية واستنباط الأدلة الشرعية منها، محذرًا من إلباس النصوص الظنية لباس القطعيات.
مضيفًا، أن مفاتيح فهم النصوص تقوم على معرفة اللغة العربية وقواعدها لأنها هي لغة القرآن الكريم ولغة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، ومعرفة علم أصول الفقه فهو الميزان الدقيق لربط الأحكام الشرعية.
وأشار إلى أن كتاب "الفهم المقاصدي للسنة النبوية" يوجه الداعية إلى الفهم الصحيح للأدلة الشرعية حيث تناول أحاديث السواك ونفض الفراش برؤية مقاصدية ثاقبة، قائمة على التفريق بين النص الشرعي "من القرآن والسنة" وبين أقوال العلماء والفقهاء، حيث إن النصوص الشرعية نصوص مقدسة أما أقوال العلماء فهي آراء محترمة غير أنها ليست مقدسة تحتمل الأخذ والرد والنظر فيها.
وأكمل أن من أكبر الجرائم التي ارتكبها المتشددون أنهم همشوا الدين والعلم فأفسدوا من حيث لا يشعرون، ومن هنا كان لابد من فهم مقاصد النصوص الشرعية واحترام الرأي والرأي الآخر وعدم الاقتصار على نص دون نص حتى نتوصل إلى روح الشريعة الإسلامية السمحة.
جاء ذلك في خلال استئناف محاضرات "الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين" لليوم الرابع على التوالي المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر اليوم الأربعاء، يأتي ذلك في إطار خطة وزارة الأوقاف في التدريب والتثقيف المستمر للأئمة المصريين وأئمة الدول الشقيقة، حيث عقدت المحاضرة الأولى لفضيلة الدكتور علي جمعة "مفتي الجمهورية" السابق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب الموقر، بعنوان: "أهمية علم أصول الفقه للداعية".
 

273020306_344978690973128_6148915555200434369_n
273020306_344978690973128_6148915555200434369_n
273050385_344979240973073_3305495594451619684_n
273050385_344979240973073_3305495594451619684_n
273104829_344978947639769_8668306270960437300_n
273104829_344978947639769_8668306270960437300_n
273132008_344979324306398_3377796976333799659_n
273132008_344979324306398_3377796976333799659_n
273297187_344979004306430_5750454262730763203_n
273297187_344979004306430_5750454262730763203_n
273437145_344979050973092_8340786042724335995_n
273437145_344979050973092_8340786042724335995_n
273640789_344979187639745_2102753703130001367_n
273640789_344979187639745_2102753703130001367_n
273649009_344978867639777_1638865712604173776_n
273649009_344978867639777_1638865712604173776_n
273652602_344978814306449_5533673705194720250_n
273652602_344978814306449_5533673705194720250_n
273760070_344979120973085_8716260482678325024_n
273760070_344979120973085_8716260482678325024_n