الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انتخابات ليبيا تكشف فشل الجماعة.. التنظيم الدولي للإخوان في وضع صعب بشمال أفريقيا.. توافق شعبي على خطورة الإرهابية على مفاهيم الدولة الوطنية في تونس والجزائر

التنظيم الدولى لجماعة الإخوان 
التنظيم الدولى لجماعة الإخوان 
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يواجه التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الارهابية وضعًا صعبًا فى شمال أفريقيا،  على خلفية الخسائر المتتالية التى تلقتها الجماعة الارهابية  والتى قد تهدد شعبيتها لسنوات مقبلة وتؤثر على طموحاتها السياسية فى انتخابات ليبيا كأبرز ملف لها بعد تراجعها فى باقى دول المنطقة.

إن التراجع الذى تعانيه الجماعة فى شمال أفريقيا يهدد مستقبلها السياسى لكونه نابعًا من رغبة شعبية فى إقصاء التيار عن الحكم وسط اتهامات بالعمالة لأجندات تنظيمية خاصة غير وطنية، ما يجعل التحدى الحالى هو الأخطر فى تاريخ الجماعة.

 

مشاهد التراجع 

واجهت جماعة الإخوان الارهابية فى السابق فترات صعبة فى تاريخها التنظيمى، لكن ما يميز هذه المرحلة وجود توافق شعبى حول خطورة الجماعة  الارهابية على مفاهيم الدولة الوطنية واحترام الحدود الجغرافية، ففى المشاهد السابقة كانت الجماعة تواجه تيارات سلطوية ترفض وجودها وتتخوف من مواقفها تجاه العنف وحمل السلاح، أما الموقف الحالى فيشهد تعرى أفكار الجماعة وسلوكها أمام الشعوب مع وجود طائفة شعبية لا يستهان بها شاهدت عن قرب جرائم الارهابية.

خسارة الإخوان فى تونس تعد أهم الخسائر التى منيت بها الجماعة، على إثر قرار الرئيس قيس سعيد فى ٢٥ يوليو ٢٠٢١ بحل البرلمان ورفع الحصانة عن جميع أعضائه، وكانت الجماعة تمثل أغلبية بداخله ما شكل خسارة كبيرة لحزب النهضة ممثلها السياسى فى البلاد، والأبرز فى هذا الملف أن قرارات قيس سعيد كانت نتيجة لاحتجاجات شعبية ضد الجماعة لإخفاقهم فى الملفات الداخلية وكذلك الخارجية.

وتمثل خسارة الجماعة الارهابية للانتخابات البرلمانية فى الجزائر والتى عقدت فى مايو ٢٠٢١ تراجعًا شعبيًّا فادحًا لممثلها السياسى حركة مجتمع السلم (حمس) ما يضيف لخسائرها الشعبية فى المنطقة، وتبرز أهمية الخسارة فى الجزائر فى كونها إحدى دول الربيع العربى التى تختبر مرحلة سياسية انتقالية كانت تتطلع الجماعة للحصول على مركز سياسى كبير بداخلها. أما ليبيا فتتخوف الجماعة من الانتخابات الرئاسية المقبلة ما يجعل قيادتها فى حالة تهديد متتالٍ لهذا الإجراء، وتعود مخاوف الجماعة الارهابية من الانتخابات لخسائرها الشعبية تالتى ستؤثر عليهم تأثيرًا كبيرًا، إذ عايش الشعب الليبى مدى تقبل الجماعة للعنف وحمل السلاح ورعاية الميليشيات المسلحة، وفى مصر ازاح الشعب المصرى الجماعة الارهابية عن السلطة بشكل كامل عقب ثورة  ٣٠ يونيو والتى كشفت عن رفض الشعب المصرى لتوجهات الإخوان الارهابية.

 

المستقبل السياسي

تعد خسارة شمال أفريقيا فادحة جغرافيًّا واستراتيجيًّا للجماعة الارهابية فالمنطقة تمثل الحدود البحرية الجنوبية لدول الاتحاد الأوروبى، فضلًا عن الثروات التى تعج بها على مستوى الغاز الطبيعى والموانئ الحيوية.

زاد من خسائر الإخوان فى شمال أفريقيا الخلافات بيبن قييادات الجماعة الارهابية والتى عصفت بمستقبلها فى المنطقة، فالانقسامات بين جبهة محمود حسين وإبراهيم منير تعبر عن المشهد المتدنى الذى تعيشه الجماعة، كما تؤثر على وحدة سلوكها تجاه الملفات المهمة ما يؤدى إلى تفاقم خسائرها أفريقيًّا ودوليًّا.