الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

وزير الأوقاف: احتكار الدواء والغذاء «ظلم فادح»

جانب من فعاليات المنتدي
جانب من فعاليات المنتدي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أشاد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم المنعقد بدولة موريتانيا وموضوعه ومستوى تنظيمه، مؤكدًا أن السلم والسلام غاية كل نبيل وشريف، وتحقيق السلام مطلب ديني ووطني وغاية إنسانية مشتركة، وأن ألفاظ "السلم، والسلام، والسلامة، والإسلام" كلها تنبع من جذر لغوى واحد "سلم"، وأهم ما يميز هذا الجذر اللغوي هو السلم والمسالمة.

وأضاف أن وفي هذا السياق يأتي حديث نبينا "صلى الله عليه وسلم": "المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ"، وهو ما يعني انتفاء وقوع أي أذى منه لأى إنسان على ظهر البسيطة، ذلك لأن الأذى إما أن يكون قولًا وإما أن يكون فعلًا، واللسان رمز للقول واليد رمز للفعل كتابة أو رسمًا أو ضربًا أو نحو ذلك، وإذا انتفى وقوع الأذى قولًا أو فعلًا انتفى وقوعه مطلقًا وهكذا يكون المسلم مفتاحًا لكل خير مغلاقًا لكل أذى أو شر، فديننا دين السلام، وربنا "عز وجل" هو السلام، ومنه السلام، ونبينا "صلى الله عليه وسلم" هو نبي السلام، وتحيتنا في الإسلام السلام، والجنة هي دار السلام، وتحية أهل الجنة في الجنة سلام، وتحية الملائكة لهم فيها سلام،.

وتابع: في الحديث عن ليلة القدر يقول الحق سبحانه: "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" ولم يقل: هي سلام فجعل السلام عمدة وأصلًا تدور عليه حركة الكون والحياة، ونهانا ديننا الحنيف أن نسيئ الظن بمن ألقى إلينا السلام، فقال سبحانه: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ ‌أَلْقَى ‌إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا"، بل نهانا أن نقبض أيدينا عمن مد يده وبسطها لنا بالسلام، فقال سبحانه: "وَإِنْ ‌جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا".

واختتم حديثه بالتأكيد على أن المسلم ليس سلمًا مع الناس فحسب بل هو سلم مع البشر والحجر والشجر، مع الحيوان والجماد، وصفاء مع نفسه ومع الكون كله، بحيث لا يتصور وقوع الأذى منه ، إنما هو رحمة حيث كان، يُحسن اتباع من أرسله ربه "عز وجل" رحمة للعالمين فقال: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ‌إِلَّا ‌رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، ومهمتنا أن نحمل هذه الرحمة رسالة سلام وأمان للإنسانية جمعاء دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو اللغة.

وأكد أن السلام العادل هو سلام الأقوياء الشجعان الذي له درع وسيف وقوة تحفظه وتحميه، فقراءة السياق القرآني تؤكد أن السلام لا يتحقق إلا للأقوياء فقبل قوله تعالى: "وَإِنْ ‌جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" جاء قوله تعالى: "‌وَأَعِدُّوا ‌لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"، و "ما" هنا هي ما الغائية وليست الابتدائية، والمعنى هنا أقصى ما تستطيعون من إعداد، وإذا كان نبينا "صلى الله عليه وسلم" قد قال في سياق عصره: "ألا إن القوة الرمي" كانت رميًا بالنبال والسهام، فالآن صارت رميًا بالراجمات والقاذفات وعابرات القارات والمُسيرات، مما يُحتم علينا الأخذ ببناء قوة تحمي ولا تبغي.

وأضاف أن قوة الردع أهم من مواجهة الحرب، فالدول التي تمتلك القوة تحقق ردعًا قد لا يُدخلها حربًا أصلًا، ما دام مبدؤها هو السلام، وأن قوتها قوة رشيدة تحمي ولا تبغي، ثم بعد ذلك كله تأتي آية السلام لتؤكد أن السلام الحقيقي هو السلام القائم على العدل، والذي له قوة تحميه فيقول سبحانه: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".

وأشار إلى أن السلام هو البديل الحقيقي للحرب ولظلم الإنسان لأخيه الإنسان سواء أكان ظلمًا مباشرًا أم غير مباشر، بقصد أو بدون قصد، فالسلام لا يعني فقط عدم المواجهة في الحروب التقليدية والسلام الإنساني الذي ننشده أوسع من ذلك بكثير، فاحتكار بعض الدول للدواء مثلًا في أزمة كورونا أو للغذاء ظلم فادح لمن يحتاج إليه، وعدم احترام بعض الدول لاتفاقيات المناخ غير عابئة بتأثيرات التغيرات المناخية على الدول المعرضة لمخاطر هذه التغيرات ظلم فادح من الإنسان لأخيه الإنسان ولأبناء هذه الدول.

وأفاد أن من العاصمة الطيب أهلها "نواكشوط" عاصمة دولة موريتانيا الشقيقة، وبالتعاون مع منتدى تعزيز السلم بأبو ظبي نعلن أننا جئنا واجتمعنا متضامنين لنرسل من هنا رسالة سلام للعالم كله لكنها كما أكدنا ليست ضعفًا ولا استسلامًا، ولا سلام الضعفاء، إنما هو سلام الأقوياء الشجعان، فالضعيف لا يملك سلامًا ولا يحمله ولا يمكن أن يصنعه، إنما يحمل السلام ويصنعه الأقوياء، فشجاعة السلام لا تقل أبدًا عن شجاعة الحرب، وهو ما نبعث به إلى العالم كله من مؤتمرنا فنقول لكل عقلاء العالم تعالوا لنعالج معًا تداعيات انتشار فيروس كورونا والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، ونجعل من مبادرات السلام الحقيقية بديلًا لظلم الإنسان لأخيه الإنسان بقصد أو بغير قصد، تعالوا معًا لكلمة سواء لننبذ كل مؤججات الحرب والاقتتال ونُحل محلها أُطر التعاون والتفاهم والتكامل والسلام .

جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية بالمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم المنعقد بدولة موريتانيا الثلاثاء بحضور الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس دولة موريتانيا، ورئيس الوزراء الموريتاني و الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى السلم بأبو ظبي، والسفير خالد يوسف سفير جمهورية مصر العربية بموريتانيا، وجمع غفير من الوزراء والسفراء والعلماء والكتاب والمفكرين من دولة موريتانيا وغيرها وبخاصة دول الساحل وغرب أفريقيا، تحت عنوان "بذل السلام للعالم".

272636988_628799481738826_764620033412495404_n
272636988_628799481738826_764620033412495404_n
272841506_999514570644737_7297162394763711439_n
272841506_999514570644737_7297162394763711439_n
272893111_3117914838424540_5983953425779010488_n
272893111_3117914838424540_5983953425779010488_n
273057971_270805518467701_2897828394014388722_n
273057971_270805518467701_2897828394014388722_n
273447075_2097488840425118_8242438460025557719_n
273447075_2097488840425118_8242438460025557719_n
273463617_482652903304983_6719856620158095839_n
273463617_482652903304983_6719856620158095839_n