الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شريف الهوارى.. من قلب نيران 28 يناير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ أيام قليلة مرت الذكرى الحادية عشر لأحداث ٢٨ يناير الدامية، والتى إندلعت عام ٢٠١١ تحت مسمى جمعة الغضب..كان يوما عصيبا على مصر، فقد كانت قلوبنا تنخلع ونحن نرى الحرائق فى كل مكان، وإستهداف مؤسسات الدولة ورجالها، وحرق أقسام الشرطة وعربات المطافئ وغيرها..وقتل وسحل الضباط والجنود ودهس المواطنين وغيرها من ذكريات مؤلمة تدمى القلب..ولأننى أنتمى لعائلة شرطية أبا عن جد، وأغلب أقاربى ضباط شرطة فى مواقع مختلفة، وعلى رأسهم شقيقى الذى أعتبره نصفى الآخر، لذلك كنت ومازلت من الكارهين لذلك اليوم، كأغلب من ينتمون لعائلات شرطية، حيث كنا الأكثر تضررا من ذلك اليوم العصيب، والذى قضيته أنا وأمى وشقيقتى ونحن نبكى ما يحدث للشرطة ورجالها فى القنوات التليفزيونية، ونضع أيادينا على قلوبنا، وندعو الله بقلوب مفطورة أن ينجيهم، وينجى شقيقى وأقاربنا وأصدقاءنا..ونحن لا نعرف ما بهم بعد قطع الإتصالات التليفونية..عشنا كابوسا قاسيا مازال يفزعنا حين نتذكره..ورغم مرارة ذلك اليوم والخسائر التى ترتبت عليه، إلا أننا ما زلنا نرى من لم يدركوا بشاعته، ويعتبرونه يوم للعزة والكرامة!!..وبين ما نشر فى الأيام الماضية من المؤيدين والكارهين لما أطلق عليه ثورة ٢٥ يناير، نشر صديق الطفولة العقيد/شريف الهوارى شهادته عن جمعة الغضب على الفيسبوك، والتى وثق بها ما عاشه أبطال شرطة المطافى من قلب النيران، حيث كتب:”كنت كأي مواطن عادي الصبح، فطرت ونزلنا انا وأهلي مول(سيتي ستارز)لاني كنت اعمل سمومها باليل ضابط منوب العتبة..على الساعة 4 المول بدأ يذيع أن هناك حظر تجوال ولازم نخلي المول فورا..هرولنا بالخروج وإذ بي أرى جميع السيارات في مكرم عبيد مهشمة إلى أن أوصلت اهلي البيت وقلت لهم اني رايح الشغل، وكان لسة فاضل اربع ساعات علي ميعاد النوبتجية..روحت في طريقى المعتاد وجيت ادخل من شارع الازهر لقيت عربيات متكسرة ومحروقة..والناس قالت لي إرجع وكنت لابس لبس عادي عشان كنا بنغير في الشغل..روحت ادخل من عند القلعة لقيت النار تلتهم قسم شرطة والناس قالوا لي ارجع..المهم وصلت العتبة عن طريق خلفي من الجمالية كله تكسير طوب..وصلت لزميلي وأخويا البطل النقيب /اسلام ابو الخير اللي مشوفتش حد في جرأتة في التعامل مع الحرائق وانقاذ الناس..إبتدت الدبابات تنزل، وكل سيارة إطفاء تصل ميدان التحرير أو أي ميدان يعتدوا عليها ويحرقوها أو يكسروها..اليوم يخلص كدة لسه..وكان استاذي السيد اللواء/عاطف زكي معترض اعتراض كبير علي استخدام سيارات الإطفاء لمواجهه المواطنين حيث أنها سيارة دورها إنقاذهم وليس الاعتداء عليها مثلها مثل الإسعاف..كان لسة جايبين عربيات اطفاء جديدة وخايفين عليها..المهم البطل/اسلام ابو الخير فضل معايا لحد الساعة 11وتوالي سقوط سيارات الإطفاء حتي وصلنا إلى 30 سيارة بقيمة تتعدي 75 مليون جنية آنذاك..وصل اخطار الساعة 12 أن مجمع التحرير بيحترق..انا فكرت بأهمية كمية المعلومات الي جوه مجمع التحرير ولو فقدناها صعب ترجع..وقفت وسط رجالتي وكانوا مترددين في الخروج..قلت لهم انا رايح مجمع التحرير مين هيجي..أمين شرطة بطل اسمة عصام قال لي انا معاك..وإنتفض ثلاثة امناء قالوا لي احنا معاك..كان ينقصنا سائق..أحد الامناء قالي لي انا معاك..جبنا عربية اطفاء”روزنباور” قديمة..اول ما ركبنا قلت لهم استشهدوا واقرأوا الفاتحة عشان ممكن ما نرجعش..استشهدنا وقرأنا الفاتحة واتكلنا علي الله..وصلت ميدان التحرير..تكالب علينا الناس أننا جايين نرشهم بالمياه..ربنا ألهمني زعقت فيهم وقلت لهم مجمع التحرير بيولع وده ثروة قومية انا مليش دعوة بيكو انا جاي أنقذ..فتحوا لي السكة إلى أن وصلنا إلى المجمع..لقيت الدور الارضي مولع ووحدة اطفاء الجيش بتقوم بالاطفاء..استأذنت ضابط مطافي الجيش الرائد/ايمن انذاك اني هاخش انا ورجالتي جوه النار عشان نخلص ودخلنا..وفي غضون ساعة كنا مخلصين على النار وخرجنا..وكانت أجهزة التنفس اللى بنتنفس منها قد فرغت..واللي بندخل بيها جوه النار..ذهب قائد مطافي الجيش إلى مكان آخر لإنقاذه..وأثناء ذلك هرع إلينا مدير أمن المجمع أن الدور الثامن بيحترق..كانت سيارة الاطفاء فرغت من المياه..صعدنا لقينا نص الدور مولع..نزلت شغلت طلمبات حريق المجمع وإشتغالنا منها..وفتحنا الشبابيك للتهوية عشان النفس..مكنش معانا أجهزة تنفس..كنا بنزحف علي بطننا عشان نطفي..الحمد لله بعد ساعتين ونصف قمنا بالاطفاء..احنا الخمسة اليوم يخلص كدة ابدا..نزلت تحت لقيت بنتين في الجامعة الأمريكية ولاثة شباب مصرخين والنبي انقذوا المتحف المصري النار داخلة عليه..كنا احنا عربية الاطفاء الوحيدة اللي في التحرير..جرينا علي هناك في حماية الشباب..وصلنا لقينا سيارة إطفاء مكسرة ومسروقة..ومبنى أمانة المرأة محترق بالكامل وبيتم نهبه وسرقته..لقينا حنفية حريق أرضية غذينا منها العربية..وبدأنا المكافحة..قطعنا وصول النار للمتحف المصري..كان في 25 عربية في الجراج الخلفي لأمانة المرأة محترقين..والشجر اللي داخل على المتحف مولع..قام بالدعم ضابط مطافي الجيش الرائد/ايمن..واستطعنا قطع النيران عن المتحف في ساعتين..اليوم يخلص كدة لسه..خلصنا كنا منهكيين جدا..6 ساعات متواصلة داخل النار..رجعنا العتبة..الأبطال اللي معايا روحوا..وكانت نوبتجية الصبح وصلت..نصف ساعة وقالوا الحقوا مجمع الجلاء..ذهبت بسيارتين اطفاء وبقيادة العميد البطل/جمال فريد(مدير قطاع الغرب)انذاك..وسبقتنا سيارة التليفزيون على هناك..كان معايا عشر أبطال من أمناء الشرطة..كل واحد واخد خرطوم وبيطفي لوحده في عدد من المكاتب..خلصنا علي الرابعة عصرا اطفاء ما تبقى من المبنى..رجال الحماية المدنية هم ابطال اليوم ده..هم من حافظوا على مجمع التحرير..والمتحف المصري..وما تبقي من مجمع محاكم الجلاء..اخوتي الابطال امناء الشرطة انتم مثل عظيم للرجولة والتضحية..والجنود المجهولة..دائما نحتسب عملنا لله..ربنا يجعله في ميزان حسناتكم..ضابط مطافي وأفتخر”..كل الشكر والحب والعرفان لهؤلاء الأبطال الذين حموا مصر، وقدموا أجمل نموذج للتضحية وأداء الواجب بضمير وشرف.