الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثالوث ملشياتي فى خدمة الإرهاب الإيراني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما زالت منطقة الشرق الأوسط ودولها تعاني من تعاظم وتيرة التهديدات الإرهابية التي تمارسها إيران وأذرعها الأخطبوطية، والتي ترتكز على أنشطة حزب الله فى لبنان، والحوثيون فى اليمن، وبعض التنظيمات الشيعية فى كل  من العراق وسوريا، وينضم إليها من خارج المعسكر الشيعي حركة حماس فى قطاع غزة، التي يستظل قادتها فى الآونة الأخيرة بالحماية الإيرانية، وينهالون من خزائن أموال الملالي على حساب المصالح الفلسطينية الوطنية أولًا والمصالح العربية الإقليمية ثانيًا. 

فالمظاهرات الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، وشعارات التأييد للحوثي فى اليمن ولحزب الله فى لبنان، وحمل صور القيادي السابق بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فى مقابل شعارات الاستهجان ضد كل من المملكة العربية والسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، تعكس التحول الإيديولوجي لحركة حماس، التي باتت تميل أكثر نحو المعسكر الشيعي بقيادة إيران فى المنطقة، والذي يرتدي كذبًا وبهتانًا عباءة محور المقاومة والممانعة، وجعل إسرائيل والقوات الأمريكية فى المنطقة هدفًا مستبحًا له. لكن الواقع السياسي والعسكري يفضح سوء نوايا مثلث الخيانة الجديد الذى يضم الثالوث الملشياتي ( الحوثيون-حزب الله-حماس) الذي يخدم فقط المصالح الإرهابية لإيران فى المنطقة، لتفرض واقعها النووي عليها، وتعزز من نفوذها الشيعي فى دول المنطقة. فنجد المتمردون الحوثيون يدمرون اليمن الذي كان في يوم ما سعيدًا، ويطلقون من أراضيها الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة الإرهابية على دول الخليح العربي بدلًا من إستهداف إسرائيل، أو القواعد العسكرية الأمريكية القريبة، بل ومن خلال عمليات الإرهاب البحري والقرصنة التي ينفذونها من حين لآخر باتوا مثلون تهديدًا حيويًا لحركة الملاحة فى البحر الأحمر، الأمر الذي سيكون له آثار خطيرة على مستقبل قناة السويس فى مصر. 

أما حزب الله فقد تفرغ لهدم لبنان وتصفيتها من الداخل بهدف تحويلها إلى مقاطعة شيعية، بينما لم يصوب طلقة واحدة نحو إسرائيل منذ سنوات طويلة، بل ويرعى تجارة المخدرات الرائجة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. 

أما حماس وقادتها -الذين أصبحوا ضيوفًا دائمين فى بلاط الملالي، وخبراء ومحللين على شاشات التليفزيون الإيرانية والمؤيدة لطهران- فقد منحوا صك المقاومة المشروعة ضد الاحتلال لمن لا يستحق، وباتت إيران وأذرعها الأخطبوطية  تتغنى بتحرير القدس والأقصى من يد اليهود، بينما لم ينفقوا بنسًا واحدًا لدعم أهل القدس المرابطين والحماة الحقيقيين للمقدسات وشرف الأمة الاسلامية فى القدس المحتلة، فى مواجهة الحملة الإسرائيلية المحمومة لتهويد القدس، وكأن المال الإيراني أصبح حكرًا لقادة حماس فى قطاع غزة دون غيرهم من الشعب الفلسطيني المناضل. 

كما لا يجب أن ننسى أو نتناسى دور حركة حماس المخزي من دعم عناصر حركة الإخوان المسلمين الإرهابية فى مصر إبان اندلاع ثورة  25 يناير 2011 وما بعدها. 

فثالوث الحائي الجديد ( حيث تبدأ أسمائهم بحرف الحاء) الذي يتشدق بشعارات المقاومة والممانعة، ترك تحرير القدس ووجه صواريخه وأسلحته نحو العواصم العربية لاستهدافها فقط من أجل خدمة الآلة الإرهابية الإيرانية فى المنطقة لتحقيق طموحاتها النووية على حساب شعوب المنطقة، ولكي تكون ورقة ضغط تلعب بها طهران خلال المفاوضات النووية التي تجرى حاليًا بالعاصمة النمساوية فيينا. والتي فى حال فشلها سنشهد تحولًا تصعيديًا عسكريًا غير مسبوقًا من أطراف هذا الثالوث ضد دول المنطقة، خاصة ضد دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية لتكون مواجهة عربية عربية بأسلحة وتمويل إيراني.