الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

2011- 2022

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يناير 2011: "واشنطن تدعو كل الأطراف في مصر إلى الهدوء والتحلي بضبط النفس لتجنب العنف  وتحث السلطات المصرية على تطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية في ظل استمرار الاحتجاجات المناوئة للحكومة المصرية".
وكالة التصنيف الائتماني العالمية "موديز" تصنف ديون مصر في درجة   BA2 مع احتمال تخفيضها لدرجة أدنى على المدى القريب وذلك في حال تواصل تدهور الأوضاع السياسية والاضطراب في البلاد".
يناير 2022:  وزارة الدفاع الأمريكية تقول "مصر شريك استراتيجي مهم في الشرق الأوسط"  وتؤكد أن واشنطن  تعمل على تعزيز قدرات مصر الأمنية على مواجهة التحديات.

وكالة التصنيف الائتماني "موديز"  تثبت تصنيف مصر عند B2   وأن ذلك يوازن التعرض الكبير للصدمات مع "السجل الحافل لمصر في التمكن من تجاوز التقلبات".

لو كانت تلك رواية، لتساءل القراء كيف حدث هذا التغير المفاجئ في الأحداث؟  هي ليست رواية بل ملحمة، وبالتأكيد هناك أسباب عدة وقصة كفاح لابد أن نرويها وراء ذلك التغيير أو المعجزة التي غيرت بها مصر امرًا واقعًا، من دولة على حافة الهاوية إلى دولة محورية في الإقليم، تثمن دورها الولايات المتحدة الأمريكية.
تلك الخلطة السحرية المصرية التي  غيرت الواقع لم تكن من قبيل الصدفة بل كانت إرادة كللتها الجهود بالنجاح، هي مجموعة من الإصلاحات الهيكلية لم تقتصر على الإصلاح الاقتصادي والسياسي فحسب، لم تكتف بالاستقرار وإرساء الأمن ومكافحة الإرهاب  وترسيخ مؤسسات الدولة بالأذرع الثلاثة ؛ القضاء والذراع التنفيذي والذراع التشريعي، بل هو دور ريادي اتسع مظلته ليشمل الإقليم ويوطد أقدامه على الطاولة الدولية، فكان بالأحرى أن تسير مصر ذلك الدرب في عزلة تحاول لملمة أوراقها ومعالجة جروحها ومحاربة أهل الشر في كل مكان ولكن لم تكن العزلة واحدة من سمات تلك الخلطة السحرية بل سعت مصر للاندماج أكثر وأكثر؛ الاندماج السياسي والاقتصادي والانفتاح على العالم وتحسين العلاقات السياسية والانتماء أكثر وأكثر إلى القارة الإفريقية ومعالجة مشاكل الدولة بمعالجة مشاكل القارة.
وبإتقان ذلك الدور الريادي والاندماج استطاعت مصر أن تحقق نجاحات عدة على الصعيد الداخلي والخارجي فأصبح لها ثقل إقليمي، خاصة في ذلك الإقليم الملتهب بالقضايا وثقل قاري لقارة مليئة بالصراعات والمشاكل،  فأصبحت سفيرة للقارة الإفريقية في المحافل الدولية.
ولا سيما الانفتاح على الرؤى العالمية وتوحيد الرؤية الوطنية لتتسق مع الرؤي الأممية خاصة في مجالات التنمية  والتنمية المستدامة حتى أصبحت مصر اليوم تناقش مع دول العالم الكبري قضايا البشرية مثل قضايا المُناخ والأوبئة والزيادة السكانية.

إن الجهد والعمل والإرادة والإيمان  والنجاح في التواصل مع كل الأطراف، كان كل ذلك المقومات التي منحت مصر الخروج من الأزمة فتصبح الدولة الأكثر استقرارًا في المنطقة، التي قد تتكئ عليها الدول العظمي في حل أمور جسام.