الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

إنهاء النفوذ الإيراني كلمة السر في حسم معركة العراق ضد داعش

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم إعلان سقوط دولة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، فإن عناصره ما زالت قادرة على إحداث تهديد أمني، وارتكاب عدد من الجرائم الخطيرة بين حين وآخر، وهو ما أشعل صراعا مريرا بين أجهزة الأمن العراقية، مدعومة بقوات الجيش، والتنظيم.
واشتدت خلال الفترة الأخيرة حدة الهجمات المسلحة للدواعش في العراق، فيما قابله الأمن العراقي بعدد من العمليات الناجحة التي دفعت إلى طرح التساؤل المهم: هل
تحسم النجاحات الأمنية العراقية المعركة ضد داعش؟

لهيبان:
ومع السادس من شهر ديسمبر الماضي، أعلن العراق، نجاح قوات مشتركة من النخبة الأمنية، ومقاتلي البشمركة الأكراد، في استعادة قرية لهيبان، الواقعة شمالي البلاد، من سيطرة تنظيم داعش.
استعادة القرية جاءت بعد يوم واحد فقط من إعلان التنظيم سيطرته على القرية، بعد معركة عنيفة من مقاتلي داعش، الذين فخخوا منازل القرية لمنع اقتحامها.

لا حسم
ويرى الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق، أن مرحلة الحسم النهائي للمعركة بين الدولة العراقية وتنظيم داعش الإرهابي، لم تبدأ بعد، لحاجة العراق إلى تحقيق عدد من المقومات التي يبدو الحسم بعيدا بدونها.
وأشار الدياسطي، إلى أن تعزيز قوة الجيش العراقي ووحدته، ووصوله إلى مرحلة عدم الاستعانة بأية قوات مبنية على أساس عرقي، مثل الأكراد والشيعة وغير ذلك، هو العنصر الرئيس الذي يجب توفيره من أجل القضاء على داعش.
وأوضح الدياسطي، أن الموقف الآن يبدو أفضل من ذي قبل، حيث لا يستطيع الدواعش بسط نفوذهم على أي مساحات من الأراضي العراقية، وإنما ينتهجون أسلوب الكر والفر في هجمات ليلية، ويتجنبوا البقاء على الأرض لفترة طويلة، مما يدل على أنهم لم يعودوا قادرين من حيث العدد والعتاد على الدخول في مواجهات قوية، تمنحهم السيطرة الميدانية كما كان في السابق.
وأضاف: "هذا وإن كان جيدا فإنه لا يعني اقتراب الحسم، إذ إن العراق مازال يحتاج للكثير من العناصر، من بينها مثلا: التخلص من النفوذ الإيراني، الذي يحرك الكثير من الأحداث لصالح المحور الشيعي في البلاد، دون النظر إلى مصلحة الدولة العراقية، ومجمل الشعب هناك، لذا يبدو داعش فزاعة مازالت قائمة لتمرير مصالح بعينها، لأطراف معروفة داخل العراق".

محور الشر
من جهته قال الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، إن القضاء على تنظيم داعش في العراق، يستدعي التخلص أولا من محور الشر، الذي يدير المؤامرات ضد الدولة العراقية.
وقال العفيفي، إن هذا المحور يضم الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مضيفا: "رغم اختلاف الأهداف النهايئة لكل من واشنطن وطهران بشأن العراق، فإنهما يتفقان في الوسائل، بحثا عن استمرار تشتت القوى الوطنية العراقية، وفقدان الدولة لقدرتها على التماسك الذي يضمن القضاء على داعش وغيره من التحديات التي تواجه العراقيين".   
ولفت العفيفي، إلى أن وجود تنظيم داعش في العراق، يحقق الكثير من الأهداف لإيران وأمريكا، أبرزها أنه يسمح بحدوث توازن في النفوذ، بحيث لا تنفرد روسيا بالهيمنة على تلك المنطقة من العالم، خاصة في ظل وجودها القوي على الأراضي السورية المجاورة للعراق. 
وأضاف: "وجود داعش يمنع العراق من الحصول على الهدنة اللازمة لإعادة بناء قوته العسكرية، ويستنزف موارده الهائلة، لذا فإن التنظيم الإرهابي يحظى بدعم واشنطن وطهران، لأنهما لا يريدان للعراق القيام من عثرته. 
وشدد العفيفي، على أن النفط العراقي، يعد ورقة مهمة من الأوراق التي تسعى وراءها إيران والولايات المتحدة، فالأولى تريد ألا يعود العراق للمنافسة على صدارة إنتاج النفط، والثانية تريد أن توجد لنفسها مبرر يجعلها قادرة على الفوز بعوائد النفط العراقي، عن طريق ما تدعي أنه خدمات أمنية تقدمها للعراق، كتسليح قواته، أو تدريب عناصره الأمنية والعسكرية، وغير ذلك. 
وشدد العفيفي أيضا على أن التطورات الخاصة بتنظيم داعش الإرهابي ليست عشوائية، مضيفا: "هي نتيجة للسياسات الغربية التي تعمل على منع العراق من اتخاذ المزيد من الخطوات التي تضمن له استعادة الأمن والهدوء، والاتجاه للبناء.