الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى وفاته.. السحار وتجربته في كتابة القصة القصيرة

الأديب عبدالحميد
الأديب عبدالحميد جودة السحار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم السبت ذكرى وفاة الأديب الكبير عبدالحميد جودة السحار أحد رواد القصة القصيرة، وممن أسهموا في كتابة نشيد لـ"القوات الجوية"، "القوات البحرية"، وصاحب فيلمي "شياطين الجو" و"عمالقة البحار".

السحار بدأ حياته الأدبية بكتابة القصة القصيرة لمجلة "الرسالة" التي كان يصدرها أحمد حسن الزيات، عمل في مجال السينما منتجا ومؤلفا وكاتبًا للسيناريو، وكان أول فيلم يكتبه وينتجه للسينما هو فيلم "درب المهابيل"، ثم كتب بعد ذلك العديد من الروايات للسينما منها "شياطين الجو، النصف الآخر، ألمظ وعبده الحامولي.

رحل السحار بعد أن ترك أعمالا عديدة أثرت المكتبة العربية تجاوزت 45 مؤلفا منها  بلال مؤذن الرسول، في الوظيفة، سعد بن أبى وقاص، همزات الشياطين، أبناء أبي بكر الصديق، أميرة قرطبة، النقاب الأزرق، المسيح عيسى بن مريم، قصص من الكتب المقدسة.

ومن بين أعمال جودة السحار كتابه “ القصة من خلال تجاربي الذاتية” ذكر من خلاله الكاتب تجاربه الذاتية في فن السرد القصصي قائلا: إن القصة عمل فني والحوار جزء من هذا العمل وهي لا تقاس من حيث الجودة بأسلوبها وحوارها وحسب، إنما هناك اشتراطات أخرى لا بد من توافرها لتصبح القصة جيدة ، فرب قصة مصرية مكتوبة باللغة الإنجليزية أفضل من قصة مكتوبة كلها باللغة العامية وذلك لأن الأولى توفرت فيها أركان القصة أما الثانية فحرمت المواصفات الفنية الواجب توافرها في القصة الناجحة .

تابع السحار في هذا الشأن: أنه ليس حديثه عن ذلك يدل على أنه من أعداء العامية في الحوار داخل القصة والدليل على ذلك أن استعمل اللغة العامية في اعمال له مثل قصة “ أم العروسة” إلا أنه وجد أن لا يعاود كتابة الحوار بالقصة باللغة العامية لأن شعر أن العامية لا تحلق أبدا وبعد أن جاب البلاد العربية وجد أن الكلمة العامية تختلف في المعنى من بلد لآخر بل قد تختلف من إقليم لآخر وقد لا تفهم إطلاقا خرج نطاقها المحلي فعلى سبيل المثال نجد جملة “ ناده ” في طرابلس ليبيا تأتي بمعنى “ ضبح له ” ولا تفهم هذه الجملة في بنغازي التي هي جزء من ليبيا أيضا ويقال في السعودية “ أزهم عليه ” وفي صعيد مصر “ عيط عليه ”.

أوضح السحار أنه لو سلّمنا جدلا  أن واقعية الأسلوب تُحتم علينا استعمال  العامية في الحوار فإن التضحية بهذه الواقعية أقل ضررا من التضحية بالحوار كله الذي قد لا يُفهم إذا ما كُتب بعامية محلية لا تفهم خارج حدودها وهذا ما عانه السحار في عدد من القصص العراقية المكتوبة باللغة الدارجة المحلية .

بيّن أنه لو وجدت لغة عالمية يفهمها الناس جميعا لما أحجم كاتب عن استعمالها ليفهم مضمون ما يكتب البشر فلماذا لا نكتب لغة يفهمها كل الذين يتكلمون العربية ؟ !!

ذكر السحار أنه دائما في كتابته للقصص يتحرى الكتابة بلغة بسيطة وسهلة فيها روح العامية لكنها عربية اللفظ يفهمها كل الذين يقرأون العربية .