السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

طبيب الغلابة.. يداوي المرضى مجانًا بالفيوم منذ 40 عامًا

الدكتور عادل السيد
الدكتور عادل السيد طبيب الغلابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طبيب الشعب أو طبيب الغلابة، هكذا كان ينادي أبناء قرية شكشوك وضواحيها التابعة لمركز إبشواي، بمحافظة الفيوم الدكتور عادل السيد الشحات، صاحب الـ٧٠ربيعا، ويستعينون به للكشف الطبي على أطفالهم، حيث تستقبل عيادته الخاصة المتواجدة بالقرية على مدار ٤٠ عاما المعوزين وقصري ذات اليد، فهم يلمسون فيه دماثة الخلق وحس الإنسانية والرحمة وهو يستقبلهم بابتسامة حنونة تبدد كل المخاوف وتزرع بذور أمل الشفاء في نفوسهم.

يجري «الشحات» الفحوصات لمرضاه الوافدين على عيادته البسيطة وحوائطها البالية، بمبلغ لا يتعدى خمسة عشر جنيها، وهذا المبلغ الهزيل يمكن أن يتلاشى عندما يكون المريض من البسطاء المحتاجين في القرية، وهذا ما كان يدفع بالفقراء إلى طرق بابه إلى أن صار يحمل اسمهم في زمن تعددت فيه الشكوى من عيادات خاصة تحمل أصحابها الجشع ليكونوا أبطالا في الاستثمار بصحة المريض .

ولدت في المنصورة وتربيت فيها وتخرجت، هكذا فتح طبيب الغلابة قلبه لـ«البوابة نيوز» قائلا: "جاء تعييني كممارس عام في أقصى غرب الفيوم في قارون بمركز يوسف الصديق ثم استقررت في قرية شكشوك منذ ٤٠ عاما، وعشقت العمل داخل الوحدات الصحية لمعايشتي هموم البسطاء يوميا، وقررت وقتها إنشاء تلك العيادة، متابعا: "كنت باخد وقتها ٢ جنيه تمن الكشف، وكنت شغال في العديد من الوحدات الصحية".

أما عن عيادته فكانت داخل منزل صغير، ورغم أن مساحتها لا تتعدى ٣٠ مترا، إلا أنها دائمًا مزدحمة بالمرضى، الذين يأتون من ضواحي القرية التي يتخطى تعدادها السكاني نحو ١٢٠ ألف نسمة، وهي دائما مليئة بالكتب في كل المجالات و جرائد وصحف قديمة وحديثة فهو مثقف جدا ويجرى مع المرضى حديثا حول حياتهم بتواضع متحدثا معهم بأسلوبهم بمرح وبساطة.

وعن فلسفته في الحياة، تحدث الطبيب قائلا: "القدر أتى بي إلى هذه القرية الطيب أهلها وأنا منهم لأن فلوسهم حلال، فالأمر ليس ميزة في شخصي، ولكن في أهلها، فأنا رجل ريفي، أصلي ونشأتي كانت في المنصورة وتربيت وعشت هنا في الفيوم قبل ٤٠ عاما، وأجد هذه الجنيهات سعر الفزيتا وهي ١٥ جنيها الآن ليست بسيطة، فالكشف على الطفل لا يستغرق سوى ثلاث دقائق".

"طبيب الشعب" أشار إلى أن فلسفته في الحياة كوّنها من قراءة الكتب والعمل في الوحدات الصحية بالقرى والعزب، متابعا: عشت وسط الأرياف، ولا أعرف عن الإنترنت شيئا وليس لدي هاتف محمول حتى اليوم ولم أحمله، ولم يشغلني ملابس أو شكل، ولم أفكر يومًا في ركوب سيارة فارهة، كل ما أريده هو علاج الفقراء والرحمة بهم وربنا سخرني ليهم".

"الرزق القليل فيه بركة ومكفيني وزيادة" هكذا علق الطبيب "الشحات" بأن إيراد العيادة كافٍ لتلبية احتياجاته، مضيفاً: "أنا بيجيلي يوميًا ما لا يقل عن ٨٠ إلى ١٠٠ حالة قائلاً: "لم يكن لي أي متطلبات أو احتياجات، وأرى أن أهل الخير كثيرون وفي كل مكان في كل المجالات وأفضل مني ربما لأنهم لا يريدون أن يعلم أحد عنهم شيئا، ولا أسعى للشهرة ".

رسالتي لرواد مهنة الطب: "المريض إنسان في محنة وهذه المهنة هي طبيب وأدوية وفحوصات وماديات فيحتاج إلى تخفيف العبء عنه ،وقدر المستطاع أساعد من ليس لديه القدرة المادية لشراء أدوية فأصرفها له مجانا بمساعدة أهل الخير يوفرون الأدوية التي لا يحتاجونها للاستفادة منها للمحتاجين وهي في النهاية أموالهم وترد إليهم ".

وعن عملها قالت مساعدته من أهل القرية أنه عالج آلاف الأطفال في القرية وضواحيها بالإضافة إلى حصولهم على علاج وأدوية بالمجان، وأعمل معه منذ ١٥ عاما عندما كان سعر الكشف جنيهين فقط، فهو رحيم بالبسطاء لمعرفته إمكانياتهم المادية، والكشف عليهم بالمجان، ودائم فعل الخير لأهل القرية وضواحيها فيأتيه يوميا من ٨٠ إلى ١٠٠ كشف وعلاجهم وجميعهم أطفال، وهو يتنقل مشيا على الأقدام دائما ولا يستخدم سيارات وأشاهده على ذلك منذ أن كنت صغيرة وحتى الآن.